تتوالى التسجيلات المسربة يومًا بعد يوم، ويظهر للناس جليًّا حجم التآمر على بلاد الحرمين بصورة خاصة والبلاد العربية المستقرة الآمنة بصورة عامة، وهذه التسريبات ما هي إلا جزء لا يتجزأ من المؤامرات الخبيثة ضد المملكة، والتي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها، ونشر الفوضى في كافة أرجائها. تلك المؤامرات الدنيئة لم تكن مستغربة بالنسبة للعارفين ببواطن الأمور، ولم تكن خافية على المدركين للسجل الأسود للجماعات الإرهابية المتطرفة، ولكن ربما جاءت هذه التسريبات لتعرية نظام الحمدين، وإزاحة القناع عن بقية ملامح وجهه الكريه، وفضح لؤم الجماعات المتطرفة أمام عدد من محدودي التفكير الذين مازالوا يجهلون أهداف جماعات الشر والضلال، وما تبطنه ضد بلاد الإسلام.
روي عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم، فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئًا قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته – قال- فيدنيه منه ويقول: نعم أنت، ويلتزمه”.
هنا نلاحظ أن طموح إبليس قد بلغ منتهاه، وتوقف عند التفريق بين الزوجين لما له من أثر بالغ في تشتيت الأسرة، ومن ثم تفكك المجتمع على المدى البعيد، بينما نرى من خلال هذه التسجيلات المسربة أن طموح شياطين الخيمة لم يحتمل الانتظار للمدى البعيد، فقد ارتأوا اختصار المشوار وعملوا بجهود متسارعة ليس لمجرد التفريق بين زوجين أو تشتيت أسرة بعينها، وإنما أرادوا تقسيم دول آمنة، وتهجير شعوب مطمئنة، وتناحر قبائل، وطوائف متعايشة مع بعضها، وإرهاب المجتمعات، ونشر الفوضى بداخلها وإعادتها لعصور الجهل والتخلف.
شياطين الخيمة لا يعملون فرادى كما يفعل جنود إبليس عندما يبعثهم، ويرجع كل منهم ليخبره ماذا عمل، بل يتوافدون جماعات وفرادى على خيمتهم ليتقيؤوا أفكارهم الخبيثة وأمانيهم القذرة، فجعلوا من خيمتهم وكرًا؛ لرسم أدوار الفوضى والتآمر على أوطان العرب والمسلمين، وإذا كانت خططهم قد نجحت في بعض البلدان بداية من الوطن الذي نصبت فيه خيمة إبليس، فإن الله قد حفظ بلاد الحرمين من مكرهم السيئ، وخيّب مساعيهم بفضله ورحمته سبحانه وتعالى، ثم بحنكة قيادته الحكيمة وتكاتف شعبها الوفي مع قيادته، ولم يبقَ من أحلام هؤلاء الخونة سوى مسلسل فضائح التسجيلات المسربة تباعًا لتعريهم أمام العالم أجمع.
في الختام:
قد يتساءل البعض عن هذه الجماعات (نظام الحمدين، جماعة الإخوان، القاعدة، داعش، حزب الشيطان اللبناني، جماعة الحوثي، وغيرها من الجماعات الإرهابية المتطرفة)؛ لماذا تحمل كل هذه الكراهية تجاه بلاد الحرمين؟! والإجابة باختصار هي أن تلك الجماعات نشأت وترعرعت وتغذّت على أحقاد الفرس، وأطماع الترك وعداوة الغرب المتجذرة عبر التاريخ.
خاتمة:
اللهم احفظ بلاد الحرمين، وقيادتها، وشعبها، والمقيمين على أرضها بحفظك ورعايتك وسائر بلاد المسلمين.
———————————————–
• عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة العامة.