عبدالله غريب

إبن الوز عوّام !!

للأمثال العامّة دور هام في حياتنا بعضها قابل للتطبيق اللفظي وبعضها قابل للتطبيق العملي ويمكن إسقاط بعضه هذه الأمثال في مواقف عدّة ليس بالضرورة يبقى حبيس الظرف الذي قيل فيه ودائما ما نطلق هذا المثل بالذات المستورد من مصر الشقيقة الذي يقول : ( إبن الوزّ عوّام ) ومن باب التوضيح أكثر فقد أطلقه أحد الفلاحين المصريين من مربّي الوزّ إذ كان يحب تربية الطيور ولكنه يحب طيور الوز بالذات وكان لديه وزّة جميلة وذات مرة باضت بيضتين ثم توفت بعدها فحزن عليها حزنا جعله يحتفظ بالبيضتين ويضعهما في حضيرة الدجاج كي تحضن عليهما إحدى الدجاجات التي كان يثق فيها من بين الدجاجات لأن بعضها غبية ممكن تحضّن على بيض فاسد ولو أنّها قد تكون سببا في تقليل الفاسدين ولكن هذ الدجاجة التي اختارها كانت ذكية لدرجة انها كانت تحضّن على البيضتين أكثر من بيضها وكأنها تفرّغت لتجمّل على الديك ذي العرف الأحمر القاني الذي يتغندر بين الدجاج ويتبختر في حضور ذكر الوز الذي بات بدون الوزة بعد موتها كئيبا إلّا أنه لا يمكن يتنازل عن مكانته البرمائية ويتخذ بديلا من الدجاجات عن شريكة حياته الوزّة لأنه يعتبر نفسه في منزلة عالية التصنيف بين الطيورعن الديك ودجاجاته وبعد انتهاء فترة التحضين فقست البيضتان وخرج منهما فرخان من الوزّ ذكور فأصبحت حضيرة الوز بدون عائلات كلهم ذكور يستمتعون بخيرات الحضيرة مع باقي الدجاج.

وبعدما كبر الفرخان أرادت الدجاجة الأم البديلة تذهب بالوزّين لحوض السباحة كي يتعلمان العوم كما كانت امهم وأخذت معها فروخها المشكلين بين ديوك ودجاجات ليتعلموا السباحة إلا أن ذكر الوز الأب ظل بعيدا يتفرج على الدجاجة والديك في رحلتهما بفروخهما نحو حوض الماء وهما يصطحبان الوزّين الصغيرين فلما وصلت الجميع إلى حوض الماء المتصل ببحيرة ينتهي مصبها في البحر فكان الديك والدجاجة أنانيين في عملية تعليم السباحة لفروخهما وللوزّين فقال الوزّ الأب في خيانة منه لهم ابدأوا واتركوا صغاري من بعدكم فنزل الديك ليكون المشجع الأول للدجاجة وفروخها فغاب الديك فأرادت الدجاجة إنقاذه ولم تفلح فتساقطت الفروخ وذهبوا ضحية التهور وتقمص دور الوزّ إلا أن صاحب الحضيرة المزارع المصري كان يرى تفاصيل ما يحدث وما لبث قليلا حتى قفز ذكر الوزّ وقفز من بعده الوزّان اليتامى وسبحوا الثلاثة حتى غابوا عن ناظره باتجاه البحيرة ثم إلى البحر فذهب ليتأكد بنفسه أن الوزّ الذكور قد نجوا من الغرق فوجدهم في ضيافة الشاطئ يتمتعون بكامل ما يتميزون به فأطلق هذا القول ( إبن الوز عوّام ) فأصبح مثلاً يطلقه الناس في مواضع كثيرة في حياتهم وهي صفة ضمن كثير من الصفات التي تعتبر قواسم مشتركة بين الحيوانات والطيور والبشر كما هو الوفاء في الكلاب والحقد عند الجمل والخديعة والمكر في الثعلب وعليها نقيس غيرها .

انتهينا من وِزّ الطيور والآن قياساً على هذا فهناك وِِزّ بشري خائن فكل جهة تجد فيها مسؤولاً ما وبعض أقاربه يعملون معه أو حوله في نفس الجهة أو فروعها التي يعمل بها عليك أن تتذكر أن ابن الوز عوّام لكنّه خائن وإن رأيت مسؤولا ما لا يوجد في بيته عاطلون عن العمل ككثير من البيوت فلابد أن تعرف أن وزّا محترفا كان يقف خلفهم استغلّ مكانته وتمكّنه ووظّف علاقاته بكائنات برمائية أخرى من باب شيّلني واشيّلك حتى لو كان أبناؤه في أول أيام التفقيس ومن غير تدريب فلا ضرورة لأي صفة اعتبارية غير صفة الوزّ العوّام حتى لو كان غيرهم أحقّ منهم بالعوم في الماء فالأهم يكون أبوهم من نوع الوزّ الذي له صفات خاصة في جسمه وسلوكياته تختلف عن البط مثلا الذي هو من فصيلته ومع أن الكثير تعلموا السباحة في أول حياتهم في الآبار وكظائم الماء إلا أنهم وأبناؤهم لم يبلغوا درجة الوز وفروخه في استمرارية العوم واكتفوا بالحياة البرّية على أقل من الكفاف على قارعة الطريق يبيعون شاي على الجمر.

انعطافة قلم :
طرحت زوجة أحد العامّة في قرية الزمرة سؤالاً على زوجها طلبت منه الإجابة عليه واعطته فرصة الاستعانة بحكيم القرية مفاده :
نحن نضع الملح على اللحم كي لا يفسد ويخرب فماذا نعمل مع الملح الخربان الفاسد !؟ فبُهت الزوج حتى تأريخه !!

Related Articles

One Comment

  1. الله عليك يا غريب جيت على جرح مفتوح داخله فاسد كفساد الملح الذي غطيت به باختصار عمل الوز في غياب الصقر واسؤال هل سيبقى الملح فاسد ولا يرجى أن يعالج اللحوم المعفنة بسبب بقائها مكشوفة رغم الظروف الباردة التي تحيط بها !؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button