المقالات

خيمة الذل والعار

ارتبط العربي الأصيل بالسكن في الخيمة ، وهي عبارة عن بيت بدائي مصنوع من جلود الماعز والضأن ، ومع التطور أصبح يصنع من القماش المقوى ، ولخفته وسهولة حمله وتركيبه ؛ اعتاد البدوي حمله بسهوله ،وبرغم بساطته إلّا إنه ليحمي من حرارة الشمس ، والأتربة والغبار ، وكثير من معوقات الحياة ، والعرب اعتادت المكر لبعضها في كثير من الأحايين ، وهي صفة غدر ، ولا شك في ذلك ولا مراء ، والعجب أن يأتيك الغدر ممن امتدت له يد المساعدة ؛ بل تتكبد الخسائر والصعوبات في سبيل انقاذه ؛ انقاذ أخيك العربي ، الذي تجمعك به قرابة الدم واللسان وقبلها الدين .

إن خيمة القذافي لدليل قاطع على الخيانات المتراكمة للمحسوبين على العرب والمسلمين ، فنذكر جميعًا أن الحصار على ليبيا ، سعت المملكة بكل طاقتها ورمت بثقلها السياسي لكي تفك الحظر عن ليبيا ، ورحلات الأمير بندر بن سلطان عبر البر لشاهد اثبات كالشمس في رابعة النهار ، وكذلك سفر الأمير نايف بن عبدالعزيز ( رحمه الله ) عبر الصحراء لكي يطمئن الأخوة في ليبيا بأننا معكم في السرّاء والضراء ، فياللعجب !! فهل جزاء الإحسان إلّا الإحسان ؟
مؤامرات دنيئة ، لا يفعلها إلّا حاقد مريض ، يحتاج إلى طبيب نفسي أكثر من الحاجة لطبيب عضوي ، فمع التسريب الذي ينم عن عدم قناعة من الطرفين المتآمرين ، فلا ثقة بينهم ، ولذلك أثبت التاريخ التسجيل بالصوت والصورة ، ﴿استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ﴾ ، ولنا أن نعيد النظر في محيطنا العربي المليء بالضباع المسعورة ، فالأيام تتكشف والأقنعة تسقط ، فهل يا ترى تعود نبوءة بيت طرفة بن العبد :
‏ستُبْدي لكَ الأيّامُ ما كنتَ جاهلاً
‏ ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ

‏ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له
‏ بَتاتًا، ولم تَضْرِبْ له وقتَ مَوعِدِ

نعم تآمر القذافي وحمد بن خليفة وبقية عصابات الجهل والحقد ، ولنا أن نربط بين مؤامرة محاولة اغتيال الملك عبدالله ( رحمه الله ) وبين الخيمة القذرة ، ولم أجد وصفًا ينطبق عليهم أجمل من قوله تعالى :﴿سماعون للكذب أكالون للسحت ﴾، ولنا أن نقيس كل مصيبة حلت بالأوطان فهي من تدبير الثلاثي القذر ( القذافي -عصابة الحمدين- الإخوان غير المسلمين والرافضة )، فهؤلاء جمعتهم الخيانة ، والكذب في الألسن ، والوضاعة مع مداومة الانبطاح للمستعمر البعيد ، والمتربص القريب .
ولعل الجامعة العربية ممثلة في المملكة ومصر كدولتين اكتوتا بنار الإرهاب والتطويق والخيانة ، أن تتخذا موقفًا صارمًا من الحمدين وأضرابهما ، فهم كالسوس ضعيف التركيب ولكنه ينخر في المفاصل ، مفسد له تداعيات خطيرة على الأمن القومي والوطني ، إن المملكة لتثبت للعالم كل يوم تماسكها وقوتها ، وحرصها الدائم على مصلحة أشقائها ، برغم اللدغات المميتة من القريب والبعيد ، فأي أرض تقلك يا حمد بن خليفة وعصابتك وأي سماء تظلك ؟ وهل بقي من ماء وجهك شيء ؟ القذافي ولقي حتفه على يد المخابرات التي لها مصلحة في وأده ، فمتى نرى الحمدين وقد طمرا في نفايات الأمم وزبالات الشعوب المغدورة ؟

همسة
سد النهضة يساورني قلق بأنه بني بأموال ليبية قطرية بإشراف صهيوني .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button