ألقى عليكَ ضياءُ الفجرِ بردتَهُ
رقَّتْ لكَ الريحُ ..
ما نامَ الرِّضا وغَفا ..
نُبئتَ عن وحدةٍ سادت بقيمتها
ليست سنيناً أضافت للدنا رقماً
أو جدَّدَت عدداً
أو تقتفي أثراً ..
لكنها قيمة الإنسانِ حينَ وفَى ..
زالَ الشتاتُ على كفينِ سِرُّهما
نهجُ العطاءِ ..
ودربٌ للعلا نُهِجا
يا مقرئَ الأرضِ
صوتُ الوحيِ منهمرٌ
غيثٌ همى
في وريدِ الأمِّ فابتسمت
قالت أنا :
كعبةُ الدنيا وقبلتُها
والرملُ نهرٌ وبطحائي مخصَّبةٌ ..
وزمزمي نبضُ هذا الكون
ما وقفا ..
لو يصمتُ الذكرُ
تاهَ الكونُ من خللٍ
وكيفَ يختَلُّ والقرآن حاضنُهُ
أمّ القرى
تستحثُّ الفخرَ ناضرةً
إلى الرياضِ
هناكَ المجدُ يرقبها
فترسلُ النورَ
لمْ تجعلْ لهُ كِسَفا
ماذا يُحدِّثُ لو ..
أسرَتْ به الفكرُ
لطيبةٍ حيث حلَّ البدر ُمكتملاَ
شعَّ الضياءُ ..
فعمَّ الأرضَ محتملا
يا موطني
وحدةٌ تسمو بهمَّتِها
غنَّى لها المجدُ
صوتَ القلبِ ما نكفا ..
من مشرقٍ يرتقي الدَّمامُ صهوتَهُ
تُبدي له واحةُ الأحساءِ بهجتَها
حتى غروبِ الرِّضا
في قلزمٍ نطقت
بجدة العشق أمواجٌ تغازلها
وتلك نجرانُ حُصنٌ
شمسُها وطنٌ
ودرعُها ما هوى
يوماً ولا وهنا
راقَ الشمالُ لها
عن طيبِ شمألِها
والأمنُ في ذمَّةِ الإيمانِ
ما قُصِفا
تبوكُ غنَّتْ لجازان العُلا قِطعاً
من وحي عاشقةٍ ألحانَ عاشقِها
يا موطني وحدةٌ نادى الوجودُ بها
لو يسكبُ البحرُ حبراً
في شواردها
أو ينزفُ الشعرُ ماءً جفَّ ..
ما وصَفا
بينَ الحجازِ وبينَ النَّجدِ قافلةٌ
ربَّانُها عاشقٌ ..
بالذكرِ قد هتَفا
..
0