حسن وشنّان لمن لا يعرفهما هما أخوان أبناء للرجل الذي نحسبه والله حسيبه من الصالحين الصادقين قولا وعملا إنّه الشيخ عبد الله بن حسن -يرحمه الله – من قبيلة بيضان بالباحة وتحديداً من قرية الحلاة في السراة ، هذان الأخوَان بينهما أخوّة مثالية في التعاون والاحترام والصبر والاجتهاد وصلت بهما لتكوين شركة ناجحة مرموقة لها نشاطات متعددة غذائية وصناعية يديرانها بكل جدارة ولم يثبت تاريخهما بأن حصل بينهما أي خلافات كما تحصل بين بعض الشركاء فهما نموذجان فريدان ولم يحصل أيضاً بين أولادهما المتحابين الذين ندعو الله أن ينهجوا في حياتهم ما انتهجاه هذان الرجلان فمن شابه أباه ما ظلم .
لهما بصمات مشتركة في أعمال البر والخير وبناء المساجد والإنفاق في وجوه العمل الخيري في الجمعيات الأهلية الرسمية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم ونحسبهم والله حسبهم أنهم ممن يبحث عن طرق الخير ويوصلان ما يريدانه لله بعيدا عن الرياء والسمعة والإعلام وإنما رجاء الثواب من الله كما أن لهما أعمال ومساهمات في نشاطات متنوعة في مجالات كثيرة تهتم بالحياة العامة وبالذات في الباحة مسقط رأسيهما ومنها مجالات الثقافة والأدب وبرامج السياحة الهادفة ولهما علاقات واسعة مع جهات حكومية في تفويض أخوي من الشيخ حسن – شفاه الله – لأخيه الشيخ شنّان – رحمه الله – الذي كان يتردد على المنطقة دائما ويتواصل مع الكل مؤسسات ومسؤولين وعلى رأسهم سمو الأمير الدكتور حسام ومحافظ بني حسن الأستاذ خضر عبد الرحمن ورؤساء اللجان والجمعيات وكل من له علاقة بخدمة المنطقة والصالح العام لعدة اعتبارات ومن أهمها أنه حتى وفاته – يرحمه الله – عضو مجلس المنطقة واللجنة الرئيسية لإصلاح ذات البين ومشارك في عدة لجان تقدم خدماتها للمنطقة وسكانها .
فقد الوطن علما مفوّها كان له مشاركات إذاعية وتلفازية حول الاقتصاد السعودي لعلاقته بمجلس الغرف التجارية ” نائبا لرئيس اللجنة الوطنية التجارية في مجلس الغرف السعودية باعتباره رئس مجلس إدارة مجموعة شركات حسن وشنان الزهراني للتجارة والصناعة والمقاولات ( شازكو ) بالدمام وله عضويات ونشاطات لا مجال لحصرها ، في الوقت نفسه فقد فقدت منطقة الباحة واحدا من أبنائها البارّين بها المخلصين الداعمين الوفيّين مع مؤسساتها وإداراتها الحكومية وعلى رأسها مقام الإمارة كما فقدت محافظته بني حسن وقبيلته بيضان رجلا وفيّا مع بني جلدته بذلا وعطاء وتفانٍ لا حدود له في مناسباتهم العامة والخاصة أفراحهم وأتراحهم لديه طموح ليس له حدّ مثقفا بارعا متحدثاً لبقاً لا تملّ الحديث معه يفرض عليك احترامه والإنصات له كنّا نتحدث هاتفيا بالساعة يسرقنا الوقت ومع نهاية كل اتصال يعتذر بقوله : سامحني طولت عليك أبا أحمد فالحديث ذو شجون في كثير من الشؤون .. رغم انني شخصياً لم أشعر بالملل مع حديثه.
أبو عبد الله مع أخيه حسن بنوا معلما في قريتهما ولم يسعفهما القدر بافتتاحه والتمتع بالسكن فيه واستقبال ضيوفهم فيه ودار بيننا الحديث قبل مرضه على أساس ينهون المشروع السكني العام القادم ويصومون رمضان ويعيّدون فيه وكان متحمّساً لهذا . واليوم ندعو الله أن يتحقق هذا لأخيه حسن – شفاه الله – ولأبنائهم وأسرتيهما وأن يجعل ما أصابهم بفقد غاليهم ” شنّان ” آخر الأحزان ويمتعهم بخروج شقيقه حسن بن عبد الله سليما معافى يكمل البناء بدون عناء ويشد عضده بأبنائهم الذين نتوسم فيهم الخير الكثير شجرة طيبة أصلها طيب وثمارها لابد وأن تكون يانعة وطيبة وأن يحقّقوا أمنية وتخطيط الفقيد وأخيه بإذن الله تعالى فهو القادر على كل شيء المرجو في كل الأمور .
كان بيني وبين سعادة وكيل إمارة المنطقة الصديق أحمد السياري وبين عبد الله شنان – ابن الفقيد – حديث قبل مغرب يوم الأحد الماضي حول الرغبة من أسرته نقله من المستشفى الذي يرقد في عنايته المركزة بالدمام إلى مستشفى الحرس الوطني في نفس المنطقة واتفقنا على أن يسلمّنا التقرير صباح الاثنين الذي وافته المنية فيه وعلى أن يقوم الأستاذ السياري بتسليمه لسمو الأمير الدكتور حسام ليتكرم سموه بتقديم ما يمكن لنقله رغم ظروف شنّان الصحية المتسارعة نحو التراجع خلال الأيام الثلاثة الماضية وفي صبيحة الاثنين بدلا من أن ننتظر إرسال التقرير والبدء في التنسيق يأتي الخبر كالصاعقة بانتقاله إلى الرفيق الأعلى ويتحول التقرير لشهادة وفاة وتحوّل وساطة سمو الأمير باتصاله الكريم لتقديم العزاء والمواساة لابنه عبد الله ولأسرتهم وينتهي الفصل الأخير من حياة رجل يحبّ الجميع وكان عزاؤنا في فقده أنّه مذكور بالخير وأن خبر وفاته انتشر وجميع من اطلع عليه وعرف بموته يدعون له بالرحمة – في يوم طلوع أعمال عباده – والمغفرة بظهر الغيب نسأل الله يتقبل من الجميع ، وبدوري ونيابة عن أخيه وابنه وأبناء أخيه وأقاربه وأهالي قريته نشكر كل من تواصل وكل من نعاه من الجهات الرسمية والأهلية وأن يجعل ما قدّم في موازين حسناته وحسنات أخيه الذي ندعو له بالشفاء العاجل وألّا يرينا فيه مكروها إنه سميع مجيب .
انعطاف قلم :
شنّان فارقتنا والقلبُ يعتصرُ ……… لم يسعف الوقت تلقانا ونلقاكَ
شنّان ..هذا أخوك اليوم في ألمٍ ……… في حرقة الفقد يا ألله رحماكَ
لله في أمره ما شاء في قَدَرٍ ……… ما ظنّ شنّان يوما ما بفرقاكَ
هل نتجرأ قول اصبر بفقد أخ ……. قد مات لا زرته يوما ولاجاكَ
الحِجرُ قد حال بين النّاس فالتزموا …. كم كان بالودّ زرناه وزرناكَ
الموتُ حقّ على الأحياء كلِّهمُ ……. لكنّ فيروسَ كورونا قد اشقاكَ
يا نجل شنّان”عبد الله ” إبن أخٍ …. قد صابنا الحزنَ ما أبكاني ابكاكَ
ندعوك يا ربّ تُنقذنا وتحمينا …… تشفي مريضا رفع كفّيه يرجاكَ
وترحم امواتنا من جور جائحةٍ …. قد باعدت بيننا ندعوك برضاكَ
رجاؤنا يا إلهي وانت ملجأنا …… وقت الشدائدِ يسعى الكلُّ بحماكَ
—————
عفواً .. أبا عبد الله لن تقرأ مقالتي هذه كما كنت تتابع مقالاتي وتعلّق عليها وتتحفني بثنائك وتوجيهك فعذراً .جمعنا الله بك في مستقر رحمته .. آمين