بعد صدور القرار الحكيم بإقامة موسم الحج ١٤٤١هجرية بأعداد محدودة من الحجاج من مختلف الجنسيات من داخل المملكة فقط، والمشهد الرائع الذي نلمسه من تضافر الجهود لكافة الجهات المعنية، للخروج بموسم حج مثالي من كافة الجوانب، والذي بدأت تتضح ملامحه بالشكل المشرف، بما يتيح متسعًا من الوقت لمؤسسات أرباب الطوائف (مطوفون ووكلاء، أدلاء وزمازمة) والتي تخدم حجاج الخارج التفرغ لإعادة ترتيب أوراقها وأروقتها من جديد، باعتبارها مؤسسات تحمل بجعبتها أعدادًا كبيرة من المساهمين والمساهمات، وذلك لمحدودية دورهم ومشاركتهم في موسم الحج لهذا العام.
وللإيضاح تعمل هذه المؤسسات بمجالس إدارات منتخبة منذ عام ١٤٣٦هجرية لمدة أربع سنوات، وتم التجديد لهم لمدة عام ثم آخر لتنتهي خدمتهم في منتصف العام الهجري القادم، ولم تشهد تلك المجالس سوى تغيير طفيف جدًّا في تشكيلها، بالتعيين للبعض من قبل مقام وزارة الحج والعمرة، بما تقتضي المصلحة العامة لتحويلها إلى شركات مساهمة مغلقة، ما يعني أن كافة تلك المجالس تعمل باستقرار منذ ٦ سنوات متتالية.
الآن وبعد النقص في الخدمات المقدمة من قبل المؤسسات ونقص الدخل المالي لهذا العام، تتوجه أنظار كافة المساهمين والمساهمات لتلك المجالس وما حققته طوال ٦ سنوات متتالية، في تنويع مصادر الدخل وإدارة الأمر الحالي وهل نجحت في ذلك ؟
ولعل هذا هو موسم الحصاد الحقيقي للمطوفين والمطوفات ومساهمي تلك المؤسسات باكتشاف نتاج تلك الخبرات البشرية، وقدرتهم على الحفاظ على اتزان تلك المؤسسات وثبات مردود السهم المالي ومدى كفاءتهم لإدارة ملف التحول القادم من مؤسسات إلى شركات، وقد وفرت الدولة -حفظها الله- العديد من المبادرات في دعم كافة القطاعات والتي بلا شك شملت مؤسسات الطوافة.
يدور في ذهني وأذهان العديد من المساهمين الكثير من الأسئلة على أمل أن تلقى إجابة من مجالس الإدارات الموقرة من خلال مواقعهم الرسمية وأقسامهم الاعلامية أورد بعضها:
#ما هي عوائد وأرباح السهم من وجهة نظركم ورؤيتكم الاستثمارية حول ذلك ؟
#ماذا قدمتم من استثمارات وخطط مستقبلية للمؤسسات بخلاف عوائد موسم الحج ؟
#ما حصيلة الميزانيات الاحتياطية وكيفية استثمارها في السنوات الماضية؟
#هل تم استقطاع نسبة ١٠% لصندوق الطوارئ من الأرباح السنوية الماضية للاستفادة بها حاليًّا؟
#ما مدى التزامكم المعنوي والمادي مع مكاتب خدمة الحجاج الميدانية بمناقصة ٤ سنوات والتي لم تكتمل، علمًا أن كامل الربح يكمن في هذه السنة، وهي الرابعة وذلك لكثرة مصروفات التأسيس في السنوات الأولى ؟
#ماذا أعددتم من خطط احتياطية لتشغيل هذه المكاتب أو الانتفاع بها في مجالات أخرى أو تعويضها أو البحث في تمديد المناقصات للعام القادم لتكتمل المناقصات ب ٤ مواسم ؟
#هل فكرتم في عقد لقاءات إلكترونية في الفترة الماضية بالشكل والعدد المطلوب مع المساهمين ورؤساء مكاتب الخدمة للتناقش والتشاور ودراسة الأفكار الإيجابية من واقع ميدان العمل ؟
#ما هو بديل الدخل للعديد من المطوفين العاملين موسميًّا ولا يملكون سوى هذه المهنة ودوركم التوعوي للمطوفين في ذلك ؟
#ما مصير تلك الكفاءات البشرية من المطوفين والمطوفات، وما هي خططكم المقترحة للاستفادة بها واستثمارها في المجالات المختلفة، باعتبار أن استثمار الكفاءات البشرية هو أعظم استثمار؟
#ما هو دور لجانكم الاجتماعية وأقسام علاقات المطوفين في المؤسسات في هذا الأمر ودعم مطوفين ومطوفات معلومين لديكم جيدًا ومتطلباتهم؟
# إلى أين انتهت أبحاثكم في ملفات التحول من مؤسسات إلى شركات، وقد منحتم الوقت الكاف جدًّا ولم يظهر أو يعلن من نتاجها ما يكفي حتى تاريخه؟
#هل قمتم بالإجراء الذي سلكته جميع المؤسسات والشركات العاملة في ظل جائحة كورونا بخصم النسبة المعمول بها من جميع الموظفين وأعضاء المجالس الموقرين والرفع بذلك على نظام ساند ؟
# أخيرًا ما هو دور الهيئة التنسيقية لأرباب الطوائف في متابعة كل ما ذكر والقيام بالدور المنوط بها تجاه المساهمين والمساهمات ؟؟
ثقتنا في مقام وزارة الحج والعمرة التي تنطوي تلك المؤسسات تحت مظلتها وإشرافها المباشر في أن تضع نصب أعينها الحالة الاقتصادية التي يعيشها من تربوا على خدمة الحجيج لعقود متوارثة وقياس اداء تلك المجالس وأعضائها الموقرين ومدى تفرغهم وقدرتهم على العطاء، باعتبار أن تحول مؤسسات أرباب الطوائف إلى شركات يعني أنه لا ازدواجية في العمل لدى أكثر من جهة، سواء حكومية أو شركات أهلية، وأنه لا صحة للجمع بين مكافأتين في آن واحد.
تدور كل هذه الأسئلة والأفكار بدافع الغيرة على هذه المهن المشرفة، وهذا الإرث العظيم (الطوافة) ولينعم منسوبي مؤسسات أرباب الطوائف بالراحة والثبات النفسي لما لهم من دور هام في منظومة الحج، وهو الواجب الديني والوطني؛ ولبذل المزيد من العطاء للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف بيت الله الحرام والعاملين عليها، وقد أتيح للجميع الآن إعادة ترتيب وتنظيم الأفكار للخروج بمواسم حج ناجحة، ليستمر ذلك المشهد الرائع الذي تتميز وتتشرف به المملكة في إدارة هذا الكم من ضيوف بيت الله الحرام، ويضرب به المثل عالميًّا في أعلى المحافل، ويقتدى به في علم إدارة الحشود البشرية، ويدرس ويؤرخ جيلا بعد جيل.
كلام جميل جدا بارك الله فيك اخي الغالى
السؤال الذي يطرح نفسه ….
هل الوزارة عازمه على تطبيق مايسمى بالرسملة ، وتحويل الاحتياطيات الى راس مال ، وخاصة بعد هذه الظروف التي تمر بها مؤسسات ارباب الطوائف، في ظل جائحة كرونا؟؟؟ وخاصة انه لن يتم اي عوائد للمساهمين في ظل تحول التحتياطيات الى راس مال؟؟؟
مقال رائع استاذ احمد يحكي تساولات الكثير من اصحاب هذه المهنة الشريفة والتي تكمن في خدمة حجاج بيت الله الحرام وما يدور في اذهان الكثير منهم
أتعجب من بعض الأشخاص الذين امتلأت بطونهم من التخمة ومازالوا يتسائلون هل من مزيد ؟؟؟؟
لعل هذه الضربة توقظ البعض من غفلتهم …
وأعتقد بأنه ليس لك الحق أن تتساءل عن أي شيء وأنت مازلت (( ابن مطوف ))
دع هذه الأمور للمطوفين وتابع حياتك …
ما شاء الله تبارك الله كلام جميل أخي أ. أحمد وفعلا ما تم طرحه من تساؤلات تدور في أذهان المطوفين بدافع الحفاظ على هذه المهنة المشرفه وتطويرها هو المفتاح الحقيقي لنجاح هذه الخدمة العظيمه .
احسنت اخي احمد مقال رائع جدا شمل أغلب أسئلة المطوفين..
وتحية عطرة لكم وانت ابن مطوف فكيف اذا اصبحت مطوف او عضو مجلس.. اللهم انر قلبكم للحق.. فالحق دائما له كارهون