د. بندر الجعيد

ألف سنابة وسنابة

اخترت هذا العنوان؛ للتعبير عن واقع أزمة المحتوى العربي في وسائل التواصل الاجتماعي.

بمتابعة بسيطة لبعض مواقع الإعلام الاجتماعي يجد المستخدم نفسة أمام كم هائل من المحتوى، لم يسبق أن وصلت البشرية لهذا المستوى من المحتوى الاتصالي، والفضل يعود للتسارع التقني.

لكن توفر الوسيلة بتكلفة أقل وانتشار أسرع أفرز ظواهر عديدة، أهمها مايسمى مشاهير الإعلام الاجتماعي، وبعيدًا عن النقاش حول إيجابيات وسلبيات المشاهير في هذه الوسائل لا بد أن نتوقف عند مفهوم المشهور*، حتى نستطيع استيعاب وفهم الظاهرة.

معظم المشاهير بدأوا المشوار من خلال الانتشار السريع في وسائل التواصل الاجتماعي عبر تصوير موقف معين أو حركة معينة والتي استهوت المستخدمين، ونادرًا ما تجد أحدهم برز بمحتوى هادف، وبالتالي عامل الصعود للشهرة هو عدد المشاهدات والتي لاتعد مؤشرًا على جودة المضمون.

المشاهير بعد الوصول للقمة أو في طريقهم إليها يبدأون في محاولة تجويد ممارستهم حتى يستمرون في جذب المعلنيين.

هذا المسلك في الوصول للشهرة أوجد أرضية خصبة لآلاف المحاولات الفاشلة من المستخدمين الذين يحاولون تجربة حظهم نحو الشهرة، ولكن على الأغلب تفشل تلك المحاولات؛ وذلك لوفرة هذا النمط من المحتوى بكثرة لتعدد المحاولات.

المقلق أن المتأثر الكبير بهذه الظاهرة هو المتلقي للرسالة الاتصالية، والذي أصبح عليه البحث وسط هذا الكم عن محتوى يكون ذو قيمة أخلاقية وثقافية بعيدًا عن اليوميات الخاصة في المشاهير وإعلاناتهم التي لاتنتهي.

وفي الختام يقع على عاتق الأسر والمؤسسات التربوية والتعليمية مهمة كبيرة في تعزيز سلوكيات الاستخدام السليم لوسائل الاتصال الاجتماعي؛ حتى ننقذ شباب المستقبل من كلاسيكيات التراث السنابي.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button