المقالات

صالح الشيحي .. نم قرير العين

حينما كنت أجول في صباح يوم باكر، رأيته جميلًا بجمال اللحظة، وجمال تلك الطبيعة والشروق في منعطفات جبال سودة عسير.

وبينما كنت أدندن، وأغني مستمتعًا بما أرى من صباحات وندى يقطر من الأشجار وضباب متأرجح يكون مصحوبًا بزخات مطر ترسم لوحات في غاية الإبداع الطبيعي ..!!

فجأة استوقفتني رسالة جوال فقلبت الموازين، وحملتني صعقًا وهمًا، وحزنًا، وأسى..!!!!

كما هو حال الدنيا لم تكتمل سعادتي اللحظية؛ فقد حملت تلك الرسالة خبر وفاة أخي في الله كاتب الرأي الأستاذ/صالح الشيحي رحمه الله رحمة الأبرار.

الخبر آلمني وأحزنني جدًّا، تغير فيه مقود سيارتي لمسار اتجاهي فلم أعد أركز إلا أين أتجه وتاهت فرحتي..!!

كان الموقف بالفعل يجسد القول لجملة كنت أسمعها من عقود
(فجأة اختلف لوني وضاعت خطوتي..!!!؟)

تنحيت جانبًا؛ لأواسي نفسي وأعزيها في صالح، وأترحم عليه، وأدعو ربي له بالرحمة والغفران، وأن يجعل كلما قدم صالح من صلاح في ميزان حسناته.!

والله أن القلب ليحزن، وأن العين لتدمع وإنا على فراقك يا صالحًا لمحزونون..!

لم يكن أمامي إلا أن أدعو لصالح بالثبات ورحمات من الرحمن الرحيم، وأسترجع العفو من الخالق والذي له الأمر والمآل..!

تعجبت كثيرًا بذات اللحظة أن أذرف الدموع، وأشعر بألم الحزن والفراق لشخص لا يعرفني ألبتة..!!!!

لكني أعرفه جيدًا، ومتابعًا، ومحبًّا له في الله من خلال النداءات والمقالات والمقابلات التي تدعم مبدأ العدل والإنصاف والوسطية والمعادلة والمعاملة بالتي هي أحسن..!

يعرف الكثير أنه كان رحمه يملك فكرًا ناضجًا وقلمًا بشوكة رمح قاتل يواجه به منحدري الفكر ودعاة الانحراف والضلال..!!

يدعو دائمًا بوسطية لا ضرر ولا ضرار، وبما يتفق مع الشريعة السمحاء برأي معتدلًا صائبًا في الغالب..!!!

ينكر ما يخالف الشرع والمبدأ بثبات ولا أنسى دفاعه عن سؤال بجملة تقض المضاجع هي جملة.
(هل ترضاه لأختك) حينما يحاول أهل الضلال وأدها..!

رحلت ياصالح فمن يواسينا بالمسح على رؤوسنا ورؤوس الأيتام، وكفكفة دموع أهل العوز وذو الحاجة والبسطاء، ولو بمبدأ استشعار شعورهم..!

برحيلك خلفت فجوة كبيرة في الصحافةوالفصاحة بقول الحق وإن كان مرًّا.!

أعزي نفسي، وأعزي كل من فقد صالحًا، ونم قرير العين ياشيحي فإن شحت بك أيام الدنيا فلن تشح بك، ولن تخذلك جنان الخلد بإذن الله وعباد الله هم الشهود في أرضه.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى