يتساءل الكثير من المواطنين بمنطقة الباحة في المركز الرئيس مقر الإمارة وفي المحافظات عن موضوع هام يتعلق بتسمية الشوارع والميادين وقد كتبنا عن هذا الموضوع في مقالات سابقة أكثر من مرة تلميحا وتصريحا باعتباره شأن اجتماعي كما إنه رسمي مرتبط بلجان شكلتها الأمانة والبلديات التابعة لها لهذا الهدف والحقيقة أنه سرّني شخصيا وبالتأكيد سرّ غيري تناقل صورة لوحة على شارع باسم ” الشيخ سعيد بن صقر ” -يرحمه الله – فهو من بيت كان ولم يزل فيه رجال لهم بصمات في تاريخ الوطن في مجالات متعددة لعقود من الزمن وبالتالي فهي خطوة نباركها لبيت بن صقر مقر مشيخة بني ظبيان ونشكر الجهة التي تبنّت هذه المنحة المستحقة الذي نرجو أن يكون كما يقولون : وأول الغيث قطرة ثم ينهمرُ .
طبعا من غير قصور في الأسماء التي تحملها هذه الشوارع والطرق والميادين بالذات من أسماء المواطنين لكننا نطمع ومن حقنا أن نرى أسماء من داخل المنطقة من لهم خدمات لوجستية ساعدت وساندت التنمية الشاملة في مجالات عدة وبالذات في الخدمات الاجتماعية المجتمعية التي لم تغطيها ميزانيات الجهات ذات العلاقة مما جعل المواطن يبادر ويقدم دعماً مادياً بسخاء يرجو بذلك خدمة السكان والمكان ويترجم وطنيته الصادقة مؤمنا بما يقدم من بذل بملايين الريالات التي ظهرت مخرجاتها كمشروعات خدمت الشباب وذوي الحاجة والمنطقة بوجه عام وبالتالي فمن حقه أن يخلد اسمه على طريق أو ميدان أو منشأة وفق الشروط الرسمية التي تتيح له هذا الحق .
ولأنه ليس لدي بيان بأسماء من حظي بهذا كما ليس لدي بيانات شاملة لأسماء من قدم للمنطقة خدمات من ماله أو عقاره الخاص واعتقد أن الأمانة والبلديات لديها هذا أو أنها قد شرعت في جمع أسماء من لهم أدوار ومبادرات وطنية من المبرزين في مجالات اقتصادية وثقافية وتربوية واجتماعية وإعلامية وهنا لابد من التحديد بأن مساهماتهم كانت خاصة وأؤكد على خاصة بمنطقة الباحة وليس خارجها إلا من يراه سمو أمير المنطقة مستثنى وإلا فنحن نشير لمن قدم خدمة لتنمية المنطقة ومعالمها السياحية والثقافية والرياضية والاجتماعية كما ذكرت آنفا ومن هنا تأتي ملاحظتنا لوضع أسماء على الشوارع لأشخاص مواطنين من خارجها لا نعرفهم وليس لهم أي أفضلية – على أسماء أبناء المنطقة بدءا من السلف في صدر الإسلام وحتى يومنا – ولا فضل على المنطقة وإنما ربما من المجاملات الشخصية التي لا يجب أن تدخل في عمل كهذا وبالتأكيد فنحن لا نعترض ولكننا نشير بالأصبع لمن يستحق وقليل في حقه أن نمن عليه بهذه الميزة التي ربما دفع الملايين مقابلها دون أن يطلب المقابل ولكن من حقهم علينا نرفع من معنويتهم وهم أحياء يرزقون لنشجعهم ونستدرك أسماء امتوفين من باب تعريف الأجيال بدورهم ليكونوا قدوة لهم .
سأعطيكم مثالا واحدا أو اثنين وعليكم تذكر البقية ممن قدموا خدمات جليلة مازالت شاهدة على منجزاتهم التي استفاد منها المستهدفون بها ومنهم :
الشيخ سعيد العنقري هذا الرجل الذي استجاب لطلبي منه تشطيب مباني النادي الأدبي والمسجد والمرافق العامة وبادر بالموافقة حيث قدم للثقافة صرحا أصبح معلما في جبل شهبة افتتحه سمو أمير المنطقة يضم مجموعة من المباني التي شيدها بما يقرب من سبعة عشر مليون ريالا من ماله الخاص وتحت إشرافه واستفاد النادي من هذا العمل تأجير أحد مبانيه على فرع السياحة بالباحة بمبلغ مجزي يساعد النادي على بعض متطلبات نشاطاته وترميماته والحفاظ على جماله كما قدم للشباب في قريته بآل موسى صرحا رياضيا أصبح من المعالم على طريق محافظة القرى كما قدم مبنى لجمعية البر الخيرية ببني سار التي استقرت فيها الشؤون الصحية بالتأجير وريعه لصالح الجمعية وكما علمت بأنه قد كلف أكثر من عشرين مليون ريالا ‘لى جانب كرسي الزيتون العلمي بجامعة الباحة ومشاريع أخرى ساهم بها في أنحاء من المنطقة وبهذا أتساءل : ألا يستحق هذا الرجل العلم بأن يكرم على مستوى المنطقة وألا يستحق أن نسمّي طريقا أو شارعا أو ميدانا باسمه !؟
نموذج أخر إنه علي المجدوعي الذي قدم للمنطقة عملا جليلا يهتم بفئة غالية على قلوبنا في مشروع بدأ قبل عشر سنوات تقريبا حيث تبرع بتكاليف إنشاء مركز للأطفال المعاقين بتكلفة زادت عن اثني عشر مليون ريالا إلى جانب تكفله بالبرامج الخدمية التعليمية والتثقيفية والعلاجية والتأهيلية بالمجان لمئات من الأطفال بحسب انتمائهم لهذا المركز كما أنشأ جائزة باسمه لدعم صناعة العسل وتنميتها في المنطقة وإعداد النحالين لتحسين إنتاج العسل البلدي باعتبار المنطقة المستضيف السنوي لمهرجان العسل الدولي من قبل أكثر من عقد مضى وفوق هذا يقوم بإنشاء قرية إكرام الدينية الخيرية للمسنين ببلجرشي تحت مظلة ” الجمعية الخيرية لإكرام المسنين ” بتكلفة تبلغ خمسة واربعين مليون ريال يشتمل على نادي صحي وآخر اجتماعي للرجال والنساء يتسع لقرابة ( 150 ) شخصا ومسجد يتسع لأربعمائة مصلي مجهز بأحدث التجهيزات لخدمة المسنين وحول هذه المباني حدائق عامة ووسائل ترفيه متنوعة والسؤال : ألا يستحق علي المجدوعي أن نسمّي طريقا أو شارعا أو ميدانا باسمه !؟
انعطاف قلم :
هناك أسماء كثيرة لا تحضرني ولا تتسع المساحة لذكرهم ولكنني أضع الأمر كله على طاولة اللجان المكلفة لعل هذا التنبيه يجد له من يدعمه ويترجمه على الواقع والله من وراء القصد .