المقالات

فوبيا الدماء

بعد أيامٍ قليلة يحل عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا، وعلى الأمة الاسلامية بالخير والبركة، وما يميز هذه الأيام المباركة هو ذبح الأضاحي تأسيًّا بالسنة النبوية، ولكن قد يقوم بعض الآباء والأمهات بذبح الأضحية في منازلهم على مرأى ومسمع من أطفالهم أو إحضار “الجزار” متوشحًا أدوات الذبح على كافة أشكالها وأنواعها؛ لذبح الأضحية في فناء المنزل أو في أروقة الطرقات، كما هو الحال في بعض البلدان العربية؛ حتى تصبح الدماء “إلى الركب” عند الأبواب، أو اصطحاب بعض أطفالهم إلى المسالخ المخصصة لذلك؛ ونظرًا لإيجابية هذه الشعيرة المباركة وأهميتها إلا أن ذبح الأضاحي بهذا الشكل أمام الأطفال وتدفق الدماء قد يصيب بعضهم بالهلع ويتسبب في شعورهم بالخوف والقلق عند رؤيتها؛ لأن مظهرالدماء يثير خوفًا لدى بعض الأطفال، وهو ما يسمى فوبيا الدم أو رهاب الدم، وله مسمى علمي وهو “الهيموفوبيا”؛ حيث يرتبط مظهر الدم بالألم والخطر، مما يسبب الشعور بالخوف والتوتر عند رؤيته والأمر ليس حكرًا على الأطفال، بل قد يؤثر ذلك على بعض الكبار لمن تعرضوا لصدمات نفسية في المراحل المبكرة من العمر؛ حيث تخلل الصدمة موقف له ارتباط بالدم مثل الحوادث المرورية وفقدان عزيز أو العمليات الجراحية والجروح والإصابات وغيرها.

ومن أعراض فوبيا الدم الدوار والارتجاف والقيء والصعوبة في التنفس، وربما الإغماء في بعض الحالات الشديدة.
والبعض الآخر يقوم بإحضار الأضحية إلى المنزل قبل العيد بأسابيع فيألف الأطفال عليها ويداعبوها بين كرٍ وفرٍ؛ حتى يشعروا بوجودها الدائم بينهم وبين عشية وضحاها يتحول هذا العشق بين الأطفال، وتلك الأضحية إلى مأتم، ومن هؤلاء الأطفال من ينهار دفاعًا عن ذبح تلك الأضحية، ولربما سبب هذا السلوك نقمة وعقدة نفسية لهم دون شعور ذويهم.
حفظ الله الجميع من كل مكروه وكل عام وأنتم بخير.

مشعل حاسن الحارثي

أخصائي نفسي و مستشار علاج الإدمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى