تتواصل الجهود الرسمية؛ لتهيئة الخدمات اللازمة لحجاج بيت الله الحرام في هذا العام الاستثنائي حج ١٤٤١هـ ، وهي جهود مكثفة على مدار الساعة على الرغم من محدودية الأعداد لقاصدي أداء فريضة الحج؛ بسبب فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 بطبيعة الحال. وكم هو فخر دائم لهذا البلد المعطاء قيادةً وشعباً، وشرف متأصل في نفوس أبنائه؛ لخدمة ضيوف بيت الله. وهذا الشرف الخالد كان منذ عهود مضت، وسيتواصل العمل به حتى يرث الله الأرض ومن عليها عبر أجيال وأجيال مؤمنة ومتفانية. فحين تطلع على المشهد مباشرة تجد المحبة، والسعادة تملأن محيأ القائمين على شأنه من عسسكريين ومدنيين على حد سواء في تنفيذ المسؤوليات المناطة بهم، أوالمهام المقررة عليهم. فالصور الحية الملاحظة من قلب الميدان عبر المواسم الدينية الماضية تؤكد تفاني الكل في بذل أقصى مايستطيعون تقديمه من واجبات رسمية، ومواقف إنسانية تعكس ماتحمله النفوس الصادقة من استعداد، وعطاء، ومودة، ورحمة.
أما هناك خارج حدود هذا الوطن الغالي فتسمع للأسف باستغراب شديد أبواق الإدعاءات الباطلة، والمغالطات العقيمة، وإلصاق التُهم الكاذبة بشأن تعطيل شعيرة الحج. فتظن في البدء أن هؤلاء السذج يعيشون فوق أرض غير أرضنا، وتحت سماء غير سمائنا، أو أنهم يمتلكون قدرات خارقة يصعب على أي وباء اختراق أجسادهم. فكأن هذا الفايروس (كورونا) لم يسمعون به من قبل، أوكأنه مرض عَبَرَ كوكب الأرض بسرعة فائقة واستقر في كوكب آخر لا علاقة له بالبشر من قريب أو حتى من بعيد، أوكأنهم لايسمعون بالإحصائيات اليومية العالمية على مستوى معظم الدول، ولا يسمعون أيضا بتقارير منظمة الصحة العالمية. والحقيقة التي لا تقبل الشك أنهم يعرفون ذلك كله، ولكن لحاجة خافية في نفوسهم يمررون هذه الإدعاءات الضالة..! ؛ للوصول لغايات دنيئة ليس من المقبول الخوض فيها لمثل هذه الفريضة المقدسة ولكن هذا طبع اللئام.
إن من المأمول من جميع المسلمين في أصقاع هذه الأرض أن يدركون جيدا أن هذه البلاد المباركة قيادةً وشعباً كانو ولازالو على أتم استعداد؛ لخدمة ضيوف بيت الله الحرام في كل وقت وكل حين، وليس بجديد عليهم البذل والعطاء؛ من أجل تقديم كل سبل الراحة والسكينة؛ لتأدية فريضة الحج من كل عام، بل هذا ما يضفي عليهم مزيداً من السعادة والسرور. فهذه الخدمة العظيمة هي خدمة لاتضاهيها أي خدمة في الحياة، ولولا هذا الظرف الصحي الاستثنائي لشاهدوا تكاتف جهود الجميع وكأنهم على قلب رجل واحد كما هو معتاد في تقديم الخدمات اللائقة بهم. أما المرجفون في القنوات الفضائية، وعبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي فلا عزاء لهم، بل سيموتون بغيظهم. فما قُدِّم في المواسم السابقة بعد توفيق المولى عز وجل من مجهودات فائقة، وخدمات كبيرة شهد ويشهد لها كل من خاف الله واتقاه. أما أنتم فلا شأن لكم سوى الفتنة والتحريض، ومن ثم تجرع مر الألم. وكل حج وجميع المسلمين بخير دائم.