المقالات

مكة، السعادة الحقيقية

ونحن ندخل الليالي العشر، ونسمع تكبيرات الحج، ونبتهل مع الدعاة، نستذكر أيامنا، ونحن مع حجيج بيت الله العتيق
نطوف مع الطائفين، ونكبر مع المرددين.
عبارات متواترة تكون رفيقنا المخلص أينما نذهب، سواء كنت في الحافلة أو في الطريق راجلين إلى مكة.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا،

هذه العبارات طوال فترة وجودي في مكة كانت شديدة الفعالية في داخلي، خصوصًا إذا ما رددتها بصوت عالٍ فلها أثر رائع على روحي.

كلما أردت ان أشعر أنني من الفئة التي اختارها الله؛ لتكون مع ضيوف الرحمن أردد هذه العبارة على مسامعي، أشعر بالحافز والنشاط، وأنتقل معها إلى العالم الروحاني.

أكررها بداخلي حتى أحافظ على الشعور السامي بالثقة بالله قبل الثقة بالذات.

في الليالي العشر تعكف على حديث الله وحديث النفس الذي يخلق لك حياة هادئة ساكنة،
يقول “إيمرسون“: إن الشخصية أسمى من العقل.
وفي مكة تشعر أنك قد بنيت شخصيتك في أيام قليلة
حيث تعيش لبناء ذاتك التي تثريها بالفضيلة، والمبادئ والأخلاق السامية، لذلك تنسجم كافة أفعالك مع هذه المبادئ التي تشعرك بسلام داخلي.

في مكة تتحول حياتك من النمطية المعهودة إلى حياة تفوق الوصف، وكل ذلك، وأنت راضٍ كل الرضا عن نفسك.

رحلة مكة تخرج منها بسعادة حقيقية لا يمكنك أن تعيشها في أوقات ثانية، فلمكة سحر خاص حيث الطمأنينة والسلام؛ حيث العشق الإلهي.
الكل يسعى لتقديم الخدمة، وهو يدعو لك، رجل الأمن الذي يقف لأيام وليالٍ لم يتعبه الواجب وابتسامته لا تفارق محياه، ويقول لك بصوت نشط: تقبل الله حاج.

رحلة مكة حيث لا ضجيج المسافرين ولا قهقهة المتنزهين، الكل فيها يعيش رحلة السكون، ومنها تعود إلى مرحلة النقاهة
في مكة يغادرني السقم، وتهجرني الأوجاع، وأعيش مرحلة الطفولة حيث لا أفكار سوداوية ولا هموم واقعية،
الكل يكون لخدمتك من أعلى منصب إلى أصغرهم.
يحملون شعار بسلام آمنين، وهم كذلك أهل سلام ودومٌا آمنيين.

Related Articles

One Comment

  1. رائع هذا الشعور الروحي الإيجاب تجاه المقدسات ?
    مكه المكرمة لها خصوصيه عظيمه وغير تقليديه كيف لا وهو أول بيت وضع للناس شرفها وزادها مهابه وأمنا ، حفظ الله مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه فهم يولون جل أوقاتهم في موسم الحج والعمره توجيها وسهر على راحه ضيوف الحرمين الشريفين زادهم الله عزه وامدهم بالصحه والسؤدد .. وبارك الله جهود رجال امننا البواسل القائمين على أمن تلك الفريضه الغاليه على كل مسلم .. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .. لعلنا نراكم كاتبتنا العزيزه في أعوام قادمه ضيوف لبيت الله الحرام وضيوفنا نحن أهليكم في الديار المقدسه بالمملكه العربيه السعوديه..طبتم وطاب كتبكم وفكركم النير أستاذه نغم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button