عبير صالح عطوة

خدمة الحاج والزائر شرف لنا

حظيت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها حتى اليوم بمكانة عالية ورسالة عظيمة، وهي شرف خدمة ضيوف الرحمن وتقديم أفضل الخدمات لهم؛ لتمكينهم من أداء مناسك الحج والعمرة بسهولة ويسر وطمأنينة..

ومنذ بدء أزمة فيروس كورونا، والمملكة تبذل الغالي والنفيس لسلامة أبناء شعبها وحماية وطنها، وفي ظل استمرار جائحة كورونا حتى اللحظة في أكثر من ١٨٠ دولة حول العالم، وما نتج عنها من ارتفاع معدل الوفيات إلى نصف مليون حالة وفاة وأكثر من ٧ ملايين حالة إصابة حول العالم؛ ونظرًا لعدم توافر لقاح وعلاج للمصابين وسرعة تفشي العدوى مما يؤدي إلى صعوبة الانتقال بين دول العالم للوصول للمملكة لأداء فريضة الحج، فقد وضعت المملكة قرارًا استثنائيًا وتاريخيًا بشأن إقامة حج هذا العام 1441هـ لأعداد محدودة من مختلف الجنسيات المتواجدة من مقيمين وسعوديين؛ حيث تشكل نسبة المقيمين 70% من إجمالي حجاج هذا العام، ونسبة السعوديين 30% فقط، وستكون المعايير الصحية هي المحدد الرئيسي لاختيارهم..

وليس بمستغرب على حكومتنا الرشيدة التي جعلت صحة الإنسان في مقدمة أولوياتها أن تتخذ هذا القرار الحكيم الذي لقي ترحيبًا عالميًا وتأييدًا من كافة الدول العربية والإسلامية، وبهذا القرار تكون المملكة قد حفظت أهم شعيرتين إسلاميتين وهما “شعيرة الحج” و”حفظ النفس”، والله سبحانه وتعالى يقول (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلوب)..

وفي حج هذا العام الذي يحمل شعار “بسلام آمنين“، سيتم تطبيق أقوى الإجراءات الاحترازية التي وضعتها وزارة الصحة وتشمل لبس الكمامات، والالتزام بالتباعد الجسدي، وعدم ملامسة الكعبة؛ بالإضافة إلى إلزام الحجاج بالحجر الصحي لعدة أيام قبل وبعد أداء الفريضة، وأشير هنا إلى ما أكده معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن بيئة الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي أكثر تطهيرًا وتعقيمًا من أي بقعة في العالم؛ حيث جنّدت الرئاسة (3500) عامل للقيام بعمليات تكثيف التعقيم لتصل إلى عشر مرات في اليوم.

ولقد تم إطلاق حملة “خدمة الحاج والزائر شرف لنا” في عامها الثامن، والتي تشتمل على خطط تشغيلية وضعتها رئاسة شؤون الحرمين بهدف تأصيل قيم الحفاوة لحجاج بيت الله، وتعزيز قيمة شرف خدمة الحاج والمعتمر لدى نفوس العاملين وتتمركز حول عشرة محاور هي:
المحور التوجيهي والعلمي، والمحور الخدمي التشغيلي، والتحول الرقمي، والاتصال المؤسسي، والتميز التطويري، والنشاط الاجتماعي، والمحور الصحي، والمحور الرقابي، ومحور القوى العاملة، والمحور الإشرافي.

لاشك أن حج هذا العام 1441هـ هو حج استثنائي كونه يأتي في زمن فيروس كورونا، ولذا يعتبر حفظ النفس البشرية أحد أبرز التحديات التي تواجه خطط الحج لهذا العام، وبإذن الله تحقق هذه الخطط المستهدفات التي وضعتها بشكل كامل، تحقيقًا لتطلعات حكومتنا الرشيدة التي تعمل على قدم وساق لتحقيق أقصى درجات الأمان والسلامة للحجاج، وتمكينهم من أداء الفريضة بكل يسر وسهولة وطمأنينة.

————-

كاتبة وناشطة اجتماعية

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button