عبدالرزاق حسنين

حج أكاديمي..بإمتياز

نعم..إنه الحج تلك الشعيرة التي توليها حكومتنا السعودية الحكيمة حفظها الله جلّ إهتمامها، وليس أدل على ذلك تلك الميزانيات الضخمة، التي تنفقها في مشاريع تنموية لبنى تحتية في جميع المجالات، وأجزم بأن جميع وزارات الدولة تعنى بالحاج بلا إستثناء، في منظومة متكاملة يشد بعضها أزر بعض، برعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، ليهنأ الضيف الكريم بفضله سبحانه بأداء نسكه بيسر وأمن وسلام،

وللحديث عن حج هذا العام الإستثنائي الذي إن جاز لي وصفه بأنه حج أكاديمي بإمتياز، لا بد من إستعراض بعض إنجازاته التي لاقت إستحسان وإشادة جميع دول العالم، بدءاً بدور *وزارة الداخلية* ومتابعة دؤوبة من سمو وزيرها الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف حفظه الله، ثم جهود جميع منسوبي الوزارة الذين رافقوا تلك الوفود في دورة الحج كاملة، مع إنتشار نقاط الفرز الأمني على مداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بإعتبار *أن لا حج إلا بتصريح* خاص بذلك العدد المصرح به إستثنائياً لهذا الموسم، والذين شملتهم البروتوكولات المعلنة من وزارة الصحة، وتم خضوعهم للفحص المتعدد، ضمانة لخلوهم من وباء كورونا الذي اجتاح العالم بشراسة، وقد أجزل إعلامنا بكل فئاته في سرد الإنجازات البطولية لجميع كوادر وزارة الصحة، منذ الإعلان عن بدء إنتشار الجائحة، والطريقة المثالية في مكافحتها ومنع إنتشارها، والدور الذي يرتقي لطموحات قيادتنا الحكيمة، بمرافقتهم الحجيج في جميع خطواتهم، والإستعدادات الطبية الحديثة التي وفرتها الوزارة، ومنها على سبيل المثال (المستشفيات العديدة والمراكز الصحية، والعيادات والمختبرات المتنقلة) بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وبرعاية مباشرة من معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، والمبنية على توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهم الله، لحج صحي وآمن بإمتياز،
ولوزارة الحج والعمرة الدور الكبير في تلك المنظومة المتكاملة، وقد دأبت بإستخدام التقنيات المعاصرة منذ عدة سنوات، والتي بزغ عنها العديد من المنصات الإليكترونية، مما يسّر لجميع من تنطبق عليهم الإشتراطات اللآزمة لأداء الفريضة لهذا العام 1441، التقدم بطلب الحج آلياً ومن منازلهم دون عناء، وقد أكد معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، في حديثه عن ترتيبات حج هذا العام، وبناءاً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، أن لا مجاملات أو عاطفة في إختيار من سيحظون بأداء الفريضة، وأن فرز الأسماء سيكون آلياً وبشفافية وتقنية عالية، وقد استفادت وزارة الحج والعمرة من خبراتها التراكمية السابقة، بإعتماد إستخدام البطاقة الذكية والإسورة الإلكترونية التي تخضع لمتابعة آلية دقيقة، لإحتوائها على معلومات مرجعية شاملة لكل خطوات الحاج وبأدق تفاصيل رحلته المباركة، والتي تحدد مقر سكنه ورقم الغرفة ووسيلة النقل ورقم المقعد المحدد له في الحافلة، ونوعية الغذاء ومواعيد التنقلات في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وفي ذلك من وجهة نظري ما يؤكد حرص الوزارة على التباعد الإحترازي، وقد وفرت الوزارة أجهزة وشاشات إلكترونية لقراءة محتواها في جميع مساكن الحجيج بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة وبجميع اللغات العالمية، وقد حرصت الوزارة على إستخدام حافلات النقل الحديثة الصنع، وحددتها بملصقات وبركودات خاصة بأرقام أفواج الحجيج والمرافقة لهم في كل تنقلاتهم،
إضافة إلى المواقع الإلكترونية وهواتف التواصل المجانية، التي دشنتها الوزارة بإشراف نخبة من ذوي الإختصاص، بما يعزز إحترافية الوزارة وتقنيتها في منظومة الحكومة الذكية المتوافقة مع رؤية المملكة، لتسهل على الحجاج التعرف على أدق التفاصيل المعلوماتية، وليهنئوا بأداء نسكهم بسهولة، وبإعتبار أن التوعية من أساسيات نجاح أي خطط وبرامج هادفة، حرصت وزارة الحج والعمرة وجميع الجهات المعنية بالحج على إستخدام كل الوسائل الإعلامية لتثقيف الحجاج وتوعيتهم، مما كان له الأثر الواضح في تنقلاتهم الممنهجة، وفق خطط مدروسة مسبقاً تتواءم وبرامج إدارة الحشود، التي لآقت المملكة عليها إشادة عالمية، لتطبيقها أعلى معايير السلامة والأمان،
وللإعلام بجميع فئاته (المرئية والمقروءة والمسموعة) ووزيره معالي الدكتور ماجد القصبي وجميع منسوبيه، تحية إعزاز وفخر لكل جهودهم ومشاركتهم الفاعلة لنقل الاحداث بإحترافية عالية، وقد أثلج صدري مشاركة الكوادر الإعلامية الشابة من أبناء وبنات الوطن ومرافقتهم للخبرات السابقة من رجالات الإعلام الأوائل، وفي ذلك إثراء موروث للخبرات لتجويد مخرجات الإعلام والوصول به للعالمية المنشودة، وقد أجادوا
وبتجولنا داخل المسجد الحرام عبر المسارات المحددة للحجيج، نشاهد العديد من الإستعدات التي وفرتها رئاسة شؤون الحرمين الشريفين، والمطابقة للإشتراطات الإحترازية التي تضمن بعون الله تعالى سلامتهم، إذ الطواف والسعي وفق مسارات تباعدية ملونة، تتوافق مع ألوان بطاقات الحجاج المعدة مسبقاً، وقد تم تجهيز أماكن صلواتهم وتحديدها بالمسافات التباعدية اللازمة، مع توفر اللوحات التوعوية المتعددة اللغات، والمنتشرة في مساراتهم داخل المسجد الحرام، مما سهل عليهم التحرك بسلاسة لإتمام نسكهم، وقد عبر حجاج هذا الموسم الإستثنائي، الذين اصطفاهم الله سبحانه لأداء فريضة الحج عن سعادتهم بتلك الحفاوة وحسن الإستقبال والخدمات الجليلة المقدمة لهم في دورة الحج كاملة، بالإبتهال إلى الله تعالى أن يحفظ المملكة قيادة وحكومة وشعباً، على ما تقدمه من خدمات تفوق الوصف، لضيوف الرحمن عامة وفي هذا الموسم الإستثنائي الطارئ خاصة،
بما يؤكد ان المملكة تعيش أحلاماً ورؤى تتحقق بخطوات ثابتة، لترتقي إلى طموحات وتطلعات قيادتنا السعودية الحكيمة، في زمن أصبح وأمسى الحلم حقيقة، بفضل الله ثم بهمم رجالات ونساء الوطن المعطاء، على مهد رسالة سيد الخلق نبينا محمد عليه وآله أفضل الصلاة والسلام،
ولهؤلاء الحاقدين على وطننا الغالي أختتم بالقول: نعم نحن بعون الله جديرون بخدمة ضيوف الرحمن، في وطن الخير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، سدد الله على دروب الخير والنماء خطاهم، اللهم آمين.

عبدالرزاق سعيد حسنين

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. أجدت وأفدت يااباوسام كعادتك وأنصفت جميع من ساهم في نجاح هذا الحج الإستثنائي من القطاعات العامة والخاصة والتهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على نجاح حج هذا العام وإشادة الجميع بذلك داخلياً وخارجياً .

    1. تلميذ نبلكم سعادة اللواء م. عبدالله، وهنا اوجزت الوصف بالأكاديمي لجميل إصطفاف الحجاج في جميع تنقلاتهم، بما يعني حصولهم على دورات تثقيفية توعوية ترتقي للحدث والظرف الإستثنائي الإحترازي، بما يذكرنا بالدورات الأكاديمية العالية

  2. رووووووعة.. ادب واحترام وتقدير لجهود الجميع ولا تفضيل ولا انحياز لجهة دون أخرى.. هكذا يكتب الكبار بدون نفاق أو جلد للذات أو تجريح في الآخرين.

    1. مروركم على ما أسطره سعادة الأكاديمي الدكتور طارق، شرف كبير يسعدني كثيراً، أظل بعون الله تعالى أستقي قليل محبرتي من نبل القارئ الوقور مثلكم، إحتراماتي وتقديري للجميع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى