المقالات

جزء من جهود المملكة تترجم باتفاقية الرياض

خلال العهود المنصرمة حملت المملكة العربية السعودية على عاتقها هم كل ما يحدث في العالم، ومازالت وكان ضمن سياساتها بأن أمن المنطقة من أمن العالم؛ وذلك على المستوى السياسي والعسكري والأمني، وبالتالي الاقتصادي والعكس، ويشهد بذلك المحللون السياسيون في الغرب لمواقف المملكة حيال كل القضايا وما يمر به العالم، ولعبت المملكة دورًا أساسيًّا في تلك الأحداث فحباها الله بمركزية عالمية ومكانة كبيرة؛ إضافة إلى مكانتها الدينية والتاريخية، وأولت جل اهتمامها أيضًا بالقضايا العربية؛ بداية بالقضية الأم القضية الفلسطينية، والتي كانت على قائمة أولوياتها من المتابعة والاهتمام ومواقف لاتنسى، واليوم باتت الأسرة العربية تعيش ظروفًا بدت أكثر قسوة وضراوة على المستوى الأمني والاقتصادي، وبات حال عالمنا العربي على مرأى العين للأسف الشديد يرثى له بسبب النزاعات الطائفية والعرقية، وأصبح ما يرى اليوم يدمي له القلب فقد زج ببعض هذه الدول نحو برك من الدماء لاتجف، وبدأت تسود الضبابية حال هذه الشعوب التى باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة؛ فهي على شفا جرف هار، تحلم بحريتها بعيدًا عن التصفيات السياسية والتحديات العقيمة، وويلات الحروب، واليمن اليوم ليس بأحسن حالًا من غيره، وقد تعالت أصوات الشرعية في ذلك البلد الشقيق منادية ومستغيثة بالدولة الجار الذي طالما مد يد العون له في أقسى الظروف التي مر بها، فرحبت المملكة بذلك كعادتها،..فعلاقة المملكة العربية السعودية باليمن ليس وليدة اللحظة؛ فهي علاقة أزلية ومنذ القدم فقد جمعتهما العادات والتقاليد وقبلهما الدين والدم والنسب والجوار.

لم تتخلَ المملكة حكومة وشعبًا عن تلك البلد الجار، ولا للحظة واحدة قدمت لها كل الدعم اللوجيستي وكل ماتحتاجه، واليوم وفي أعظم صور اللقاء والانتماء الأخوي، يجتمع الأشقاء لتوقيع اتفاقية الرياض، والتي أسفرت عن عدة مضامين وبنود وترتيبات بخصوص هذه الاتفاقية، والتي ستخدم بدورها قادة هذا البلد صلحًا، وبالتالي مصلحة هذا الشعب الكريم، بدأت هذه المساعي للمصالحة بين الأطراف المتنازعة بسبب الاشتباكات التي وقعت بين قوات الحكومة اليمنية والحكم الانتقالي الجنوبي في أغسطس الماضي أسفر عن سيطرة المجلس الانتقالي على عدن فدعت المملكة طرفي النزاع للحوار وتوحيد الصف لحل الخلافات وإيجاد حل لذلك.

والتصدي لأي تدخل خارجي لتمزيق الكيان اليمني، وبدأت المفاوضات على قدم وساق، ونصت هذه الاتفاقية على مصالحة الأطراف المتنازعة، وجرت بمصالحة سعودية، ومشاركة تحالف دعم الشرعية في اليمن بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وتم الاتفاق بين الطرفين في الخامس من نوفمبر 2019 برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود حفظه المولى، وبحضور ولي عهده الأمين، والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وولي عهد دبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي وتم اعتمادها، ومثل الحكومة اليمنية في توقيع الاتفاق سالم الختبشي فيما مثل المجلس الانتقالي د/ناصر الخيجي نتج عنه عدد من المضامين والمبادئ من أهمها:
_الالتزام التام بحقوق المواطنة الكاملة، ونبذ التميز المذهبي للتسوية بين طرفي النزاع إضافة البدء بوقف الحملات الإعلامية المغرضة لكلا الطرفين، كما أكد الاتفاق على ضرورة إعادة تنظيم القوات العسكرية؛ بحيث يكون ذلك تحت قيادة وزارة الدفاع، والاتفاق أيضًا على ضرورة تفعيل دور كافةسلطات ومؤسسات الدولة اليمنية؛ بالإضافة إلى عدد من الترتيبات السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية، ومن الترتيبات السياسية والاقتصادية:
تشكيل حكومة كفاءات سياسية لا تتعدى 14وزيرًا؛ بحيث يعين الرئيس أعضاءها بالتشاور مع رئيس الوزراء، وبالتالى مراعاة الإمكانيات السياسية الأخرى؛ بحيث تكون الحقائب مناصفة بين المحافظات الشمالية والجنوبية خلال مدة لاتتجاوز 30 يومًا من توقيع الاتفاق، ونصت الاتفاقية بشرط أن لا يكون هؤلاء الوزراء منخرطين في أي عمل قتالي أو تحريضي بالنسبة للأحداث الدامية التي حدثت في كلٍّ من أبين وعدن وشبوه، ويعين رئيس الجمهورية بالتشاور محافظًا ومديرًا من محافظة عدن خلال 15يومًا من تاريخ توقيع الاتفاق، كما يتم تعيين محافظي ومديري أمن للمحافظات الأخرى خلال 60 يومًا، ويباشر رئيس الوزراء عمله في العاصمة عدن خلال مدة لاتتجاوز 7 أيام من تاريخ التوقيع، لتفعيل جميع كافة مؤسسات الدولة من صرف المستحقات المالية للقطاعات العسكريه الأمنية، وإدارة موارد الدولة النفطية والضريبية والجمركية في البنك المركزي بعدن، والصرف بموجب الميزانية المعتمده وفقًا للقانون اليمني، وتقديم تقرير لذلك يتسم بالشفافية، ويقدم للبرلمان للتقييم والمراقبة لكل الإيرادات والمصروفات، بمساهمة من خبراء مختصين إقليميين ودوليين؛ لتقديم المشورة اللازمة بهذا الشأن بالإضافة يتم تفعيل الأجهزة الرقابية، وإعادة تشكيل كل الأجهزة الرقابية لمكافحة الفساد، وتفعيلها وإعادة تشكيل، وتفعيل المجلس الاقتصادي الاعلى، بالإضافة إلى توحيد الجهود لاستعادة الاستقرار في اليمن، والاتفاق إلى تشكيل لجنة تحت إشراف دول دعم التحالف بقيادة المملكة للتصدي للتنظيمات الإرهابية التي تسعى للمساس بأمن المنطقة ومواجهتها ومتابعة تنفيذ وتحقيق أحكام الاتفاق وملحقاته، إضافة مشاركة المجلس الانتقالي والحكومة للمشاورات في حل سياسي لإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني…..، فأقرت الترتيبات العسكرية، ومنها عودة القوات التي تحركت من مواقعها الاساسيه باتجاه محافظة كلٍّ من عدن وأبين وشبوه في شهر أغسطس وعودتها بكل أسلحتها وأفرادها، وتحل محلها قوات الأمن التابعة للسلطة المحلية في جميع المحافظات خلال 15 يومًا من التوقيع، وتجميع الأسلحة المتوسطة والثقيلة خلال 15يومًا من تاريخ الاتفاق، ونقلها إلى معسكر ات داخل عدن، وتشرف عليها قيادة تحالف دعم الشرعيه ثم نقل جميع القوات العسكريه التابعه للحكومة والتشكيلات التابعة للمجلس الانتقالي في عدن إلى معسكرات خارج المحافظه خلال 30 يومًا؛ بالإضافة إلى توجيهها بموجب خطه معتمدة تحت إشراف قوىالتحالف، وتوفير الحماية للمجلس الانتقالي والرئيس ضمن ضوابط، ومن ثم ضمها لوزارة الدفاع وإصدار القرارات والخطط المعتمده خلال 60 يومًا، وإعادة تنظيم القوات في عدن خلال 90 يومًا، وفي أبين ولحج خلال 60 يومًا من التوقيع، ثم تتولى قوات الشرطة والنجدة إعادة التنظيم الخاص بالمجلس الانتقالي وفق خطط، واختيارالكفاءات، والعمل على تدريبها وربطها بمدير من المحافظة، وجعلها تابعة لوزارة الداخلية خلال 30 يومًا من توقيع الاتفاق، وإعادة تنظيم القوات ومكافحة الإرهاب في عدن وكافة محافظات البلاد، بالاضافة لتنظيم قوات حماية المنشآت خلال 30 يومًا من التوقيع، وتتولى خلال 90 من الاتفاق في حماية موانئ لكل من المكلا والضبة، وتنظيم القوات الأمنية في كل المحافظات خلال 90 من تاريخ التوقيع، حمى الله حكومة مملكتنا الغالية، وحفظ الله والدنا الحبيب خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير، محمد بن سلمان الذي تخطى بنا القمم نحو رؤية حالمة، تشدد بنا الهمم في كل المجالات، وكل مايدور حولنا رؤية تجاوزت كل المراحل، وهي تترجم على أرض واقع ملموس سياسيًّا وأمنيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا، حمى الله شطري يمننا الشقيق من كل سوء، وأدام الله نعمة الأمن والأمان على العالم بأسره، فرسالة هذه البلد العظيم هي الإسلام حقًّا ينبوع السلام للعالمين.

—————-

كاتبة وباحثة حقوقية

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button