د. عبدالله علي النهدي

حزب الشيطان إلى متى يعبث بلبنان؟!!

الانفجار الذي وقع في لبنان الثلاثاء الماضي، هزّ قلوب ملايين العرب قبل أن يهزّ ويحطم جدران المباني في منطقة مرفأ بيروت، الموقع الذي حدث فيه الانفجار مخلفًا لعدد من الضحايا بين قتيل وجريح، ففي الوقت الذي كان الجميع يترقب وبفارغ الصبر الإعلان عن نتائج تحقيق المحكمة الدولية الخاصة بالتفجير الإرهابي الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ومعه (21) آخرين، فيما أصيب العشرات في ذلك الحادث في العام 2005. إلا أن الجهة المسؤولة عن ذلك الحادث وعن أزمات لبنان الداخلية والخارجية مازالت كعادتها تلعب بالنار وتتحدى المحكمة الدولية والمجتمع الدولي، والحكومة والشعب اللبناني على وجه الخصوص وتقول لهم: (أعلى ما في خيلكم اركبوه)؟!!

ما نعرفه أن حركة المقاومة في أي بلد هي جميع الأعمال الاحتجاجية التي تقوم بها مجموعة ترى نفسها تحت وطأة ظلم وقع عليها، فالشعوب تقاوم من يحتل أراضيها، وتختلف أساليبها في ذلك بدءًا من العصيان المدني وأعمال العنف إلى العنف المسلح وهو ما يسمى بالمقاومة المسلحة؛ الأمر الذي ينطبق على حزب الشيطان (اللبناني) اسمًا فقط، بينما واقعه فارسي الهوى والهوية. فلبنان كما نعرف هي بلد مستقل حتى وإن كانت بعض أراضيه محتلة من قبل العدو الإسرائيلي إلا أن لبنان تبقى دولة ذات سيادة لها حكومتها وجيشها ومؤسساتها، وبالتالي لماذا لا تكون هذه المقاومة خاضعة لسلطة الحكومة؟ لماذا لا يندمج الجناح العسكري للحزب كليًّا في “الجيش اللبناني”، ويكون بذلك قد وهب قوته التي يتباهى بها إلى الجيش الوطني الذي يأتمر بأوامر الحكومة المنتخبة؟ أم أن العقيدة القتالية لـلحزب هي الولاء للولي الفقيه مرشد الثورة الإيرانية، فيما عقيدة الجيش اللبناني هي الدفاع عن لبنان في وجه أي اعتداء خارجي.

ولكن رغم أن لبنان لم يعد بها مكان لجراح جديدة ولم تعد تحتمل آلام فوق آلامها المتراكمة، إلا أن هذه الحادثة ورغم المأساة الكبيرة التي خلفتها؛ قد أكدت للمخدوعين في حزب الشيطان ولمن انطلت عليهم أكاذيب رأس الفتنة نصر اللات، وبينت لهم وبجلاء من هو المحب بصدق للبنان؟ ومن هو عدوها الحقيقي؟ من يسعى لمصلحة الشعب اللبناني؟ ومن هو الطرف الذي يسعى لتحقيق مصالح إيران؟ من يعمل على مدار عقود من الزمن على مشاركة الشرفاء من أبناء الشعب اللبناني في بناء وطنهم؟ ومن يقوم بتدمير ذلك البناء في غمضة عين؟

فيما كانت المملكة توفد آلاف السياح إلى لبنان، فإن إيران ترسل إلى لبنان أعدادًا كبيرة من الإرهابيين والمرتزقة، وفيما يتوافد العشرات من رجال الأعمال السعوديين إلى بيروت لعقد الصفقات وإنعاش الاقتصاد اللبناني، فإن إيران ترسل أضعافهم من المستشارين العسكريين لعقد صفقات التآمر ونشر الفتنة، وفي الوقت الذي تصل فيه الطائرات والبواخر السعودية إلى لبنان محملة بالغذاء والدواء، فإن طائرات طهران وسفنها ترسو في الموانئ اللبنانية محملة بمواد الدمار والخراب، وآخرها هدية الأمس التي دمرت وقتلت، وروعت الآلاف.

أعتقد أنه قد آن الأوان للشرفاء من قيادات وأبناء الشعب اللبناني بمختلف طوائفه للوقوف في وجه هذه الجماعة الإرهابية، والعمل على تقليم أضافر طهران إذا ما أراد اللبنانيون أن يعود لبنان عربيًّا خالصًا، وينعم شعبه بالأمن والاستقرار والرخاء ومن حق اللبنانيين تقرير مايرونه لتحقيق ذلك الهدف؛ من الدخول في تحالف عربي أو طلب قوة دولية أو عربية تحت غطاء دولي للمساهمة في ضبط الأمن والاستقرار؛ ونتمنى ألا يكون تصريح الرئيس اللبناني برفض إجراء تحقيق دولي في الحادث صادرا عن الامانة العامة لحزب الشيطان لأن الواقع يقول ان لبنان في وضع يؤكد حاجتها لمساعدة دولية أو من الدول الشقيقة؛ كما ان لبنان والعالم العربي في مواجهة خطر عدو إسرائيلي وآخر فارسي لم نعد نميز حاليًّا من منهما العدو الأكبر؟

الختام:
عافا الله شاعر الوطن خلف بن هذال العتيبي حين قال:
من دون صهيون بذتنا صهاينا …. تكفر بالإسلام وتركّز كماينها

——————————————————–
• عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة العامة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button