عبدالله غريب

السعودية والوقوف مع الشعب اللبناني المكلوم

المملكة العربية السعودية دولة ذات سيادة في القول والعمل وفي المكان والزمان لم تكن يوما ما غائبة عن محيطها العربي والإسلامي باعتبارها الدولة الوحيدة التي تحكم بشرع الله نصا وروحا وتعتمد في ذلك على الثوابت ” القرآن الكريم والسنة النبوية ” وباعتبارها قبلة المسلمين في جميع أنحاء المعمورة وحاضنة البيت العتيق بمكة المكرمة مهبط الوحي وقبر رسوله الكريم بالمدينة المنورة النبع الصافي الذي منها انتشر الدين في أصقاع الأرض بالهدي النبوي وبتوجيه رب العالمين وبالتالي فقادتها وشعبها لا خوف عليهم ولا هم يحزنون منصورون بإذن الله بالسياسة الحكيمة لهذه الدولة التي أسس بنيانها ووحد كيانها جلالة المؤسس الملك عبد العزيز ” يرحمه الله ” وسار أبناؤه البررة من بعده في نهج لا يقبل الظلم ولا يدين إلا لله الذي أخرج كنوز هذه الأرض الطيبة المباركة ببركة دعوة خليل الرحمن نبي الله إبراهيم ” وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر …. الآية ” تلك الدعوة التي لم تتوقف على بنيه فحسب بل شملت المكان الطاهر والذرية الصالحة وجميع المؤمنين وبقيت بركتها حتى يومنا هذا وستبقى إلى يوم الدين فهو دعاء اشتمل على جوامع الدعاء كما اختص نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بجوامع الكلم في كثير من أحاديثه الشريفة التي نظمت حياة الناس كافة وقومه خاصة .

من هنا فالمملكة العربية السعودية لم تبخل يوما على هذا المحيط الواسع القريب منه والبعيد تقف مع الكل على قدم المساواة ولا تنظر للأعداء بعين السخط باعتبارهم لا يمثلون الشعوب ولا تنظر للخلف بالمحاسبة بل بالمصالحة هكذا هم الكبار في قاماتهم ومقاماتهم بل همتها وعزومها قوية ونظرتها أمامية لمستقبل بلادها وشعبها والشعوب التي تربطها بهم روابط الدين والجوار والمحبة والصداقة وتنظر للناس كافة من ناحية إنسانية تضمد الجراح وتغيث الملهوف وتنصر المظلوم وتقف مع الشعوب بالذات ومع الحكومات المعتدلة في سياساتها التي لا تزايد على شعوبها ولا على الشعوب الأخرى كما يفعل البعض وتعتمد في تصرفاتها على ما تمليه عليها مواقفها ومكانتها وثقلها السياسي والاقتصادي والدولي وهذا ما تضمنه تصريحها الرسمي الذي عبر عن موقفها مع الشعب اللبناني المختطف أمام ما حل بعاصمتهم ” بيروت ” التي حل بها نكبة بيروشيمية كما هي قنبلة هيروشيما ولكن للأسف بأن بيروت لم تستهدف من الأعداء بل من أولئك الذين يدعون بأنهم المقاومة ضد العدو المحتل ” إسرائيل ” زورا وبهتانا إنهم حزب الشيطان مليشيات نصر اللات الذين يتحكمون في مفاصل الدولة اللبنانية المستضعفة من إيران بواسطة ربيبتهم في لبنان كما هي إسرائيل التي تحارب فلسطين بالوكالة .

المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان تسير بخطى ثابتة وتستشعر موقفها الذي يتطابق مع المواقف الدولية ولذا فقد هبّت لنجدة الأشقاء في لينا الشعب الذي وقع في شر مصيبة بحكومات متعاقبة كان همها الأول والأخير كيف تتشكل بتوجيه الشيطان الأكبر نصر اللات الذي صرح في غيرمرة بأنه يدين لإيران ويسير وفق توجيهات المعممين كما وأن هذه الحكومة تصب تفكيرها كيف تسرق مقدرات شعبها وما يصله من مساعدات خارجية عربية وغربية بتدبير مليشيا الحزب ورئيسه ولذا فهو دائما ما يقف حاجزا ضد أي تشكيل حكومي في لبنان ويرمي بثقل زبانيته في كل تشكيل وزاري وكان آخرها التشكيل العوني وصهره الذي يعمل من خلف الكواليس وهذا ما نكب لبنان وحوله من باريس الشرق إلى بؤرة فساد الشام بفعل هؤلاء الطغمة الفاسدة الذين مر على حكمهم ثلثي المدة القانونية ولم يقدموا للشعب سوى الوعود الكاذبة والدمار الذي شهدته بيروت بكاملها وطال بعض مدن لبنان وحولها إلى كوم من رماد مخلفات التفجير .

الغريب في الأمر المضحك المبكي أن قراراتهم البائسة اليائسة تدل على التواطؤ بين الحكومة والحزب حيث لم تتعرض للمليشيات ولا بكلمة ونصر اللات تموضع في جحره على غير العادة عندما يتشدق ويوزع ابتساماته أمام ميلشياته والأغرب أن يصدرون أمرا بالإقامة الجبرية لعاملين في المرفأ المغلوب على أمرهم وبالتأكيد قد لن يجدوهم في ظل ما حصل فقد يكونون من المئات المفقودين فيما حصنوا أنفسهم من المسؤولية وجعلوا لهم الحرية المطلقة في الخروج والتبرئة مما حدث وتناسوا السبب الرئيسي المتمثل في من جمع وخزن هذه المتفجرات في هذا الموقع الهام والحساس بعتباره البوابة الوحيدة ربما لاستيراد ما يقدر ب 85٪ من المواد الضرورية والغذائية بالذات وحتى أتاهم الرئيس الفرنسي ووضع النقاط على الحروف أمامهم وصولا للبنان جديد يجب أن يتحرر من إيران وزبانيتهم حرامية لبنان من رئيس الدولة ومن حوله إلى رئيس الحزب ومواليه وهي شروط صدرت عن الإليزيه فإن صحت فستعود لبنان كما كانت ولو تحت حماية دولية أفضل من أن تكون تحت حماية مليشيا إرهابية تدعمها دولة إرهابية مصنفة دوليا متمثلة في إيران الخبيثة إقليميا ودوليا .

انعطاف قلم :

إذا أنعم الله عليك بنعمة فقد تكون استدراجا وقد لا تستحقها وحتى تبقى فلا تطغى من كان يعرف لبنان قديما ويرى ما حلّ بها من نكبات يعرف أن الله إذا أراد بهلاك قرية أمر مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرها تدميرا والسعيد من يعتبر ويستفيد من تجارب الآخرين .

Related Articles

One Comment

  1. انعطاف قلم :

    إذا أنعم الله عليك بنعمة فقد تكون استدراجا وقد لا تستحقها وحتى تبقى فلا تطغى من كان يعرف لبنان قديما ويرى ما حلّ بها من نكبات يعرف أن الله إذا أراد بهلاك قرية أمر مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرها تدميرا والسعيد من يعتبر ويستفيد من تجارب الآخرين . هذه الانعطافة خلاصة جميلة ليتنا نترك الهياط الذي يظهر لنا من المترفين في الولائم والتصوير على البذخ فقد نحاسب به كلنا يعني كلنا أحسنت يا غريب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button