الثقافيةحوارات خاصة

العُمري يعترف لـ”مكة”: الصدفة جمعتني بالمسرح والتعليم كانت توليه اهتماما عظيما

يعتبر المسرح أحد فنون الأداء أو التمثيل الذي يجسد ويترجم قصصا أو نصوصا أدبية أمام المشاهدين باستخدام مزيج من الكلام والموسيقى والصوت على خشبة المسرح الذي يكون له مواصفات وتصاميم خاصة.

والمسرح يحتاج إلى شخصيات مهمة في بناته مثل الكاتب والممثل والمخرج والمنتج والجمهور وهناك نجوم لازالت تزداد بريقاً ولمعاناً في سماء الدراما والفن المسرحي وما ذلك الملتقى الذي أطلقه نادي الباحة الأدبي تحت مسمى (الملتقى المسرحي) إلا دلالة على الترابط القوي بين الفن المسرحي والقصص الأدبية وتكريم تلك الأسماء إلا تقديراً لمشوارهم الفني، وبهذه المناسبة كان لصحيفة “مكة” الالكترونية لقاء مع القاص والكاتب المسرحي المعروف الأستاذ ناصر العمري.

أهلا وسهلاً فيك أستاذ ناصر

 – من هو ناصر العمري ؟

 مواطن بسيط  من أبناء هذا الوطن العظيم منتم لترابه ومنحاز لإنجازاته متطلع لغده الأفضل دوماً، باحث في زحام عوالم الأدب والثقافة عن موطئ قدم، شغوف بهذا الحقل الإبداعي متلق أكثر من كونه منتج.

– كيف كانت بدايتك مع القصص وكتابة المسرح؟ 

كمستمع منذ بدايات وعيي حيث قصص الجدات وروايات الكبيرات في أزمنةٍ ما قبل الأجهزة التي تحيط بطفل اليوم  أما المسرح فكانت الحكاية تتشكل عبر مسرح المدرسة حين كان المسرح حدث مدرسي منتظر ، وفي تلك الحقبة كانت وزارة التعليم تستقطب أسماء لها حضورها في المشهد الدرامي ليعملوا في المدارس.

وحينها كان الفنان فاروق عيطه بيننا في مدرسة المخواة المتوسطة لنكتشف معه عوالم دهشة المسرح وجماليته وأبوته الفنية ثم تنامت الممارسة  عبر السنين ومع مرور الأيام  لتتحول عشقاً لهذا الفن بعد أن أتاح  لي القدر فرصة الكتابة في المسرح وعنه.

– لماذا اتجهت لهذا المجال؟

 لاشيء أكثر من الصدفة، حيث التقيت والمسرح ذات زمن سحري اعتبره قبساً من موسم الّلُقيا والحب كما كانت تتشوف إليه الروح، وكنت قبله بين أحراش المحاولات وأدغال العثرات أتسكع بين المحاولات وبين الفنون فتارة أفيء إلى قصيدة عرضة تطلقها حنجرة ابن مصلح وأخرى تأتي من بيان المتنبي وثالثة من أعالي تجربة نزار ودرويش وتارة أحاول كتابتها ثم انعطفت نحو القصة فكانت صراعاً أنتج (صراع .com) ثم عالم الرواية الغني ولم يفتنيَ أن أطل برأسي نحو النقد الأدبي وأطيل النظر فيه بحثاً عن دهشة وعن عالم جديد ومتعة متجاوزة؛ لكن لم يقع الخافق على الخافق إلا مع المسرح، وهنا كانت الربطة وكانت لحظات من سنا العشق السرمدي.

 – من الشخصية التي شدت انتباهك وتسعى للوصول لمستواها ؟

رغم وجود أسماء مؤثرة في المسرح تشدني دوما إليه كبرشيد والطيب الصديقي من المغرب والجعايبي والسويسي من تونس وصلاح القصب وجواد الأسدي من العراق  وسعد الله ونوس من سوريا ونضال الأشقر من لبنان والدكتورة ملحة عبدالله وفهد ردة وسامي الجمعان من السعودية.

ورغم تأثير تجارب مسرح الرحابنة والماغوط ودريد لحام ونهاد قلعي وجيل عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي وإبراهيم الضلال وهشام يانس وموسى حجازين و أمل الدباس وبكر الشدي وناصر القصبي وغيرهم الكثير من رواد هذا الفن؛ إلا أن المسرح نفسه كان هو أستاذي الذي يشكل الحلم والنموذج والشخصية الأبرز في حياتي وهو الذي علمني الكثير وأتاح لي الكثير.

– كيف ترى فكرة اقامة ملتقى المسرح الذي ينظمه نادي الباحة الأدبي في هذا الوقت ؟

فكرة رائدة حققت أوليات منها (كسر طوق كورونا – خوض غمار الافتراضية – خوض تجربة مسرح من داخل الكهف عدا ما تضمنه  الملتقى من عناوين نوعيه تستشرف  مستقبل المسرح وتناقش إشكالياته وترصد رؤى ممارسيه وتعمل على تشكيل وعي حول قضاياه، وإلقاء نظرة على عناوين الجلسات العلمية والندوات الفكرية وكذلك فعالياته التي تنوعت بين العروض المسرحية والجلسات النقدية سيعطي المتابع فكرة عن نوعية هذا الملتقى.

– كيف ترى اقامة مثل هذه الملتقيات عن بعد ؟

وسيلة ناجعة ساهمت في الإفادة من المعطى التقني وخففت من الأعباء المالية للملتقيات وساهمت في خلق مجاميع وعي ومنصة سهلة لتلاقح أفكار الممارسين والمهتمين كما يسرت تشكيل جماعات مهنية تستطيع مناقشة كل ما يتعلق بأي مجال بسهولة وجعلت من الفضاء الواسع جسور تواصل نوعي بين المهتمين

– كيف ترى خطوة تكريم النادي لنجوم المسرح ؟

لفتة يستحقها المسرحي السعودي الذي يعد الأكثر عطاء، ومن يعمل وسط ظروف غير مواتية بين مختلف المشتغلين بالفنون الإبداعية والمهتمين بحقول الثقافة في أجواء تتطلب الكثير من الصبر وفي غياب تام للدعم وافتقار للبنى التحتية ووسط قلة اهتمام بما يقدمه من فن، ويحسب لنادي الباحة اهتمامه بالفن المسرحي وتكريم رموزه من خلال الملتقى.

– تتفق أو تختلف مع  من يقول بوجود ضعف في كتابة سيناريو الدراما السعودية؟ ولماذا؟

من السهل إصدار الأحكام على أي ممارسة ويظل هذا الواقع مرهون بواقع الدراما بوجه عام، حيث تغيب الكثير من مقومات صناعتها لكن الأهم في هذه المرحلة الاستمرار في إنتاج الفن والاستفادة من التجربة الحالية والبناء عليها ومن المهم رفدها بما يجعل منها صناعة من خلال توفير الدعم من خلال كيانات فنية وإيجاد الجمعيات المتخصصة والتدريب وتشجيع التخصص والاهتمام بالبنية التحتية لهذا القطاع  واعتباره موردًا تنموياً مهماً.

 – هل احتكار كتابة الدراما لأسماء معينة سبب في ضعف الأعمال المقدمة؟

ربما هو أحد الأسباب وقد يكون غياب المأسسة  أحد العوامل المهمة.

– ما هو العمل الدرامي الذي شدك مؤخرًا من حيث كتابة النص؟

 أكثر من عمل في أكثر من مجال منها بعض حلقات سيلفي، العاصوف  وفيلم وساوس ومسرحية ١٤٤١ وفيلم وجدة حملت أفكاراً مميزة ومعالجات جيدة ومقنعة.

– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء؟

أشكر لكم أستاذ حسن هذا الاهتمام

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الاستاذ ناصر قدوةً حسنه لنا كوننا ابناء عمومته ملهم ومحفز وهو واثق الخطوة يمشي ملكاً

    وشكرا لمن قام بهذا اللقاء الممتع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى