ما زالت مسرحية (حار نار) الاستفزازية ذات السيناريو الهزلي تُعرض في كافة مناطق مملكتنا الغالية؛ حيث تلعب فيها شركة الكهرباء دور البطل السلطوي، ويلعب فيها المواطن محدود الدخل دور المغلوب على أمره، وهي مسرحية ذات مستوي رديء سواء في الأداء وطريقة الخدمة التي يقدمها البطل أو في الأرقام الفلكية لتذاكر الدخول التي تعدت فولتات أرقامها كل الفولتات التي تقدمها للجمهور.
وقد توالت الأحداث في هذه المسرحية الهزلية بقيام الشركة السعودية للكهرباء مؤخرًا بتنفيذ مشروع العدادات الذكية، الذي يشمل تركيب عشرة ملايين عداد كهربائي ذكي لجميع المشتركين بمناطق المملكة المختلفة ضمن ما يعرف مصطلحًا بالثورة في عالم استهلاك الكهرباء، باستخدام التكنولوجيات الحديثة ونظم المعلومات في التحسين من القراءة التقليدية للعدادات، من أجل تحسين كفاءة قراءة العدادات ودقة الفواتير؛ بحيث تكون أكثر وأفضل دقة من ذي قبل.
فالتطور سنة الحياة، وتطوير منظومة أي شركة وبالذات التي تتعلق بالمواطن كمطلب وهدف قيادة هذا البلد المعطاء؛ وذلك من أجل معرفة وتلمس احتياجات طالبي الخدمة، والبحث عن حلول تؤدي إلى تلافي الأخطاء خاصة وأن شركة الكهرباء تعتبر إحدى أهم شركات مقدمي الخدمات للمواطنين؛ لأنها الوحيدة في تقديم خدمة الكهرباء في المملكة، ومنذ عشرات السنين.
إلا أن فصول وأحداث هذه المسرحية كشفت لنا عن سياسة، وتوجه شركة الكهرباء من خلال ما لمسناه من واقع الحال اليوم بعد تركيب العدادات الذكية التى زادت من الأعباء على المواطنين، ولم تخفف عنهم من الأخطاء التي كان يرتكبها قُراء العدادات من موظفي الشركة سابقًا، بل أصبح المشترك غير قادر على سداد فاتورته التي زادت عن الفواتير السابقة زيادة صارت بسببها (حار نار).
وفي المشهد الأخير من مشاهد هذه المسرحية يخرجُ لنا أحد مؤلفي سيناريو هذه المسرحية الهزلية باعترافٍ ضمني مفاده أن العدادات الرقمية الحديثة التي تمَّ تركيبها، تستهلك كمياتٍ من الطاقة، عندما تكون في وضع الاستعداد وتحكمها مواصفات وخصائص الجهاز، بشكلٍ أكبر من العدَّادات القديمة مما أثار حفيظة العامة من الناس، وأشعل نيران الغضب في صدورهم، وهم يرددون ذلك المثل الشهير قديمك نديمك لو الجديد أغناك.
وخزة قلم:
ارجعوا لنا عداداتنا الغبية، وأوقفوا تقليب الجيوب بعدادات ذكية ستزيد من حرارة قلوبنا.