في ظل ترقب عشاق الفن المسرحي انطلاق الملتقى المسرحي الذي ينفذه، وخاض تجربته نادي الباحة الأدبي افتراضيًّا متحديًّا كل الظروف من أجل تكريم بعض رموز الفن المسرحي في بادرة من نوعها تقديرًا لكل من كرّس جهده وجٌل وقته في خدمة ذلك الفن الجميل. صحيفة “مكة” الإلكترونية بدورها التقت بضيف شرف الملتقى الأستاذ سلطان البازعي الرئيس التفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية عبر هذا اللقاء الذي أثراه الضيف الكريم بما يأخذ المتلقي في سماء الكون الفسيح مستمتعًا بما نثره البازعي من إبداعات متناهية.
أهلًا وسهلًا فيك أستاذ سلطان في هذا اللقاء.
– من هو سلطان البازعي؟
مواطن يجتهد؛ لتكون حياته إضافة إيجابية لوطنه ومجتمعه.
– متى كانت بداية الأستاذ سلطان البازعي في المسرح وماهو العمل الذي كان بوابة انطلاقته ؟
لا أزعم أنني بدأت بالمسرح، عدا عن التجارب في مرحلة الدراسة، لكني أؤمن بالمسرح كواحد من أهم أدوات التنمية الثقافية، عمليًّا بدأت في الصحافة التي استغرقت معظم تجربتي المهنية ثم انتقلت لتقديم الاستشارات في العلاقات العامة واستراتيجيات الاتصال، وانتهى بي المطاف إلى الإدارة الثقافية.
– كيف ترى دور المسرح في المملكة بوجه خاص والدول العربية بوجه عام ؟
ربما لم يظهر تأثير المسرح في المملكة بشكل واضح، لكنه كان حاضرًا في وعي الجمهور السعودي الذي يتطلع لقيام حراك مسرحي يعبر عنه وعن قضاياه ويقدم ثقافته وقيمه، في العالم العربي تتباين التجارب المسرحية بين العراقة وحداثة النشأة، كما تتنوع طبيعة الممارسة من أصالة التقاليد المسرحية إلى التجريب والمعاصرة، لكن المسرح يبقى دائمًا أحد أهم مناهل الوعي في حياة الأمم، ويكاد يكون الشكل الفني الوحيد الذي يخلق صلة مباشرة وحيه بين المبدع والجمهور.
– سيقيم نادي الباحة الأدبي ملتقى المسرح ملتقى الاول بالباحة على شرف شخصكم الكريم ماهو انطباعكم وأنتم ضيف شرف هذا الملتقى ؟
الشرف لي أن أكون مع زملائي وزميلاتي الناشطين في المسرح والمهتمين فيه، وكنت أتمنى -كما يتمنى الجميع- أن يكون لقاؤنا على أرض الباحة الجميلة المضيافة، وبدون شك فإننا جميعًا ممتنون لنادي الباحة الأدبي الذي ينظم هذا الملتقى ويحشد له هذه النخبة من المختصين للحديث فيه لنقل تجاربهم للجمهور، ومن الناحية العملية فإن هذا الملتقى يضيف لنا الكثير إذ إنه يتيح لنا الفرصة للاستماع للمزيد من الآراء حول الطموحات لتنمية قطاع المسرح والفنون الأدائية؛ حيث نظمت هيئة المسرح وفنون الأداء سلسلة من ورش العمل واللقاءات مع عدد من الناشطين والناشطات في القطاع الأمر الذي ساعدنا على صياغة برامج ومبادرات الهيئة.
– ماهو رأيكم في الملتقى وفكرة إقامته افتراضيًّا ووقت إقامته في هذه الفترة ؟
عدا عن الظروف التي فرضت هذه اللقاءات الافتراضية، والتي ندعو الله أن يزيلها قريبًا، فإن لهذا النوع من اللقاءات إيجابياته الكبرى، والتي من أهمها توسيع قاعدة المشاركة فيه من المتحدثين والحضور متخطيًّا المسافات والحدود، فقط سنفتقد الاستمتاع بجمال طبيعة وطقس الباحة، وكرم أهلها.
– كيف ترى تكريم النجوم الذين بادر النادي الأدبي بتكريمهم، ومنهم من رحل عن هذه الدنيا؟
أحيي مبادرة النادي لتكريم الرواد الذين خطوا أول سطور تجربتنا المسرحية، وهذا وفاء هم يستحقونه، كما أن القائمين على النادي أهل للقيام بهذا الواجب، ونحن نعرف أن هؤلاء الرواد عملوا في ظروف لم تكن ملائمة تمامًا، لكنهم صمدوا وأنتجوا تراثًا مسرحيًّا يمكننا البناء عليه للمستقبل.
– هل ما قام به نادي الباحة الادبي يعتبر الأول من نوعه؟ أم أن هناك أندية قامة بمثل هذه المبادرة؛ وذلك من خلال وجودكم على رأس هرم هيئة المسرح ؟
إسهامات مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الثقافية عنصر أساسي في تنمية القطاع، لذا ركزت رؤية المملكة 2030 على تمكين القطاع الثالث ليقوم بدوره في هذا المجال، ومثل هذه المبادرة من نادي الباحة الأدبي هي بدون شك موضع ترحيب؛ لأنها تدل على وعي المثقفين للقيام بدورهم الإيجابي، ونتطلع إلى أن نرى المزيد من هذه الأنشطة التي تضيف إلى الحراك الثقافي في بلادنا.
– لماذا لايكون هناك تعاون بين الهيئة والأندية الادبية والجامعات والتعليم العام بإقامات مسابقات في المسارح بين طلابها من أجل صنع جيل جديد لمواكبة رؤية 2030
لدى وزارة الثقافة اتفاقية مع وزارة التعليم لإدراج الثقافة والفنون في التعليم العام، وتشجيع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي على تبني مسارات وتخصصات تخدم كافة قطاعات الثقافة، ومن هذا المنطلق تتبنى هيئة المسرح وفنون الأداء مبادرة يتم الإعداد لإطلاقها لتنشيط المسرح المدرسي؛ وذلك عبر تدريب المعلمين والمعلمات على أساسيات العمل المسرحي بهدف أن يكون لدينا مشرف أو مشرفة نشاط مسرحي في كل مدرسة من مدارس المملكة التي يقدر عددها الآن بـ 33 ألف مدرسة في جميع المراحل، وبالتأكيد فإن هذا العمل سيتوج بمسابقات مسرحية على مستوى المناطق وعلى مستوى المملكة، والهدف بالطبع لن يكون فقط لتخريج جيل جديد من المسرحيين، فهذه نتيجة طبيعية، ولكن الهدف الأسمى هو إكساب طلابنا وطالباتنا المهارات التي تقدمها الممارسة المسرحية، فالمسرح قيمة تربوية تكسب الطلاب قدرات مواجهة الجمهور والعمل الجماعي؛ إضافة إلى المحتوى العلمي والثقافي الذي يقدمه المسرح.
– بصفتك رئيس هيئة المسرح ماهي الخطط والرؤى المستقبلية لاعمال الهيئة ؟
لم تعد رؤى وخطط بل برامج قابلة للتنفيذ، فنحن في هذا العهد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نعيش عصر الرؤية التي وضعها، ويقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، وهي الرؤية التي وضعت الثقافة في مكانها الصحيح كعنصر من أهم عناصر التنمية البشرية والاقتصادية. فمن هذه الرؤية خرجت استراتيجية وزارة الثقافة بقيادة الوزير الشاب المثقف الأمير بدر بن عبدالله الفرحان، وحددت ثلاث توجهات رئيسة هي: “الثقافة كنمط حياة”، “الثقافة من أجل النمو الاقتصادي”، و”الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية”. وأستطيع القول هنا وبكل ثقة بأن البرامج التي تعمل عليها الهيئة تجاوزت كل الطموحات التي كنا نتمنى قبل الرؤية، وقبل إنشاء وزارة الثقافة. سيتم قريبًا الإعلان عن تفاصيل استراتيجية الهيئة بعد اعتمادها من مجلس الإدارة، لكن ملامحها الرئيسة تتركز حول بناء قطاع قوي منافس يمكن المبدعين فيه، وينمي قدراتهم ويسهم في تحقيق هدف زيادة الإسهام في الناتج المحلي الإجمالي بما يوفره من فرص عمل للمواطنين والمواطنات وما يتيحه من فرص للاستثمار، كما يحقق العدالة الثقافية بوصول العروض المسرحية إلى كل مكان في بلادنا.
– شاهدنا مؤخرًا العديد من المسرحيات الافتراضية كيف وجدتم هذا التوجه وهل ستعمل الهيئة على تبنيه ؟
هذا النمط فرضته الظروف الحالية، بينما أن ميزة المسرح الكبرى بين غيره من الفنون هي التواصل المباشر بين الجمهور والمبدع، الهيئة ستتبنى تطوير التقنيات المستخدمة في العروض المسرحية التي تساعد في تطوير جودة العمل الإبداعي، كما تسهل وصول العروض المسرحية إلى قطاع أعرض في بعض الحالات.
– أعلنتم عن مسابقة للتأليف وحددتم موعدًا لإعلان النتائج لكن تأخر الإعلان هل من تفسير لهذا التأخير ؟
يجب القول إننا فوجئنا وبسعادة بحجم المشاركات في هذه المسابقة، لقد فاقت كل توقعاتنا، ولذا كان لا بد أن نعطي للجان التحكيم فرصة أطول لضمان حسن الاختيار وتطبيق الشروط المعلن عنها، المسابقة كانت تهدف لزيادة المخزون من النصوص المسرحية القابلة للتنفيذ، وهنا لا بد من التنويه إلى أن أحد برامج الهيئة التي تعنى بتنمية القدرات التركيز على البرامج التعليمية والتدريبية في مجال كتابة النص المسرحي.
– كيف ترون تفاعل المسرحي السعودي مع هذه المرحلة التي تشهد تحولًا نوعيًّا وحراكًا نوعيًّا ؟
التفاعل كان إيجابيًّا ومحفزًا، وهذه الإيجابية أكدت لنا في فريق عمل الهيئة أننا نعمل على قاعدة متينة من المبدعين، وزادت من مسؤوليتنا لتقديم ما يلبي طموحاتهم
– بماذا تريد أن تختم هذا اللقاء ؟
أختم بالتأكيد على أن نهضة قطاع المسرح وفنون الأداء هو من مسؤوليتنا جميعًا، فلم يعد لنا عذر حين توفرت لنا كل الإمكانات بشكل غير مسبوق. الهيئة ستقوم بمسؤولياتها في تأسيس بيئة تنظيمية محفزة وممكنة وما على المبدعين إلا القيام بما يبرعون فيه وهو تقديم محتوى ثقافي عالي المستوى يلبي تطلعات قيادة ومواطني هذا البلد الكريم الغني بموارده الثقافية والبشرية.
لقاء رائع مع أديب كبير
وفق الأخ حسن في استخراج هذا الكم الكبير من المعلومات الشيقة عن المسرح السعودي وسبل تطويره من ضيف اللقاء الأستاذ سلطان البازعي الذي تعجز الحروف عن شكره عن كل ما قدم للحركة الأدبية في المملكة على وجه العموم وللمسرح على وجه الخصوص