المقالات

أرباب الطوائف والتحول المأمول

إن مؤسسات أرباب الطوائف كغيرها من المؤسسات المحلية، لها دور إستراتيجي ومحوري في تحقيق أهداف ومؤشرات رؤية المملكة، بما يعزز بعون الله تعالى من تنامي الإقتصاد المحلي، وإشغال أكبر عدد من أبناء وبنات الوطن، وفي تحولها إلى شركات فاعلة، تتحقق الشراكة في إتخاذ القرارات المناسبة وصلابتها، وتحمل المسؤولية المتبادلة بين أفرادها، كما أن في تحولها محافظة على هويتها الأستراتيجية وديمومتها على المدى البعيد، والسعي إلى النمو والإستمرار في الأسواق على مدار العام، بعد أن كانت خدماتها المؤسساتية منحصرة في أشهر الحج المعدودات، إذ بالشركات تبنى الأهداف طويلة المدى، بإستقلالية ذاتية أو من خلال الإندماج مع شركات أخرى محلية أو عالمية، لإكتساب المزيد من الخبرات للعمل الإحترافي، الذي بلا شك سيزيد من معدل الجودة في الإنتاج، وسيقلل من عنصر المنافسة الوافدة في الأسواق، وسيزيد من هامش الربحية لكل منتجاتها، وبما يحقق البيئة الجيدة لجلب مزيد من الخبرات الإحترافية، المتوارثة في منسوبي أرباب الطوائف وأفراد المجتمع،

غير متناسين أن العالم يتحرك سريعاً، والحاجة ماسة إلى مواكبة العصر، بتنافسية نحو التحول إلى شراكات ذات نهج فكري حديث، لإتخاذ القرارات وتنفيذها دون أي إخفاقات، بما يتطلب تغييراً جذرياً في إعادة هيكلة تلك المؤسسات ومجالس إداراتها، بضخ دماء ذات فكر عصري حديث، وقد تقادم الزمان على الكثيرين منهم، بل وحوكمتها بقيادات جاذبة للإستثمارات الناجحة تراعي المصلحة العامة، بما يتوائم ورؤية المملكة والأعداد المليونية المأمولة بعون الله لضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين، وعلينا أن ندرك أننا أمام فرصة سانحة لإصلاح إقتصادي حقيقي يعالج مشكلات متراكمة، ومنها على سبيل المثال آلية طرح المناقصات بالتعاقد مع ما يتوفر في السوق المحلي لمتعهدي تشييد خيام المشاعر المقدسة والتغذية، والتي أعتبرها من وجهة نظري المتواضعة، هي الإستثمار الحقيقي لموسم الحج، بل والرافد المالي الرئيس لنمو أرباح أسهم أرباب الطوائف، وينافسها في ذلك إسكان مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد حظيت به مكاتب شؤون الحجاج (بعثات الحج)، إذ الآمال تتطلع لعودته للآلية السابقة، بما يعزز الإقتصاد المحلي الوطني والجودة المنشودة، وبالعودة لإسكان المشاعر المقدسة فمن أبجديات التحول المؤسسي إلى شركات مساهمة، أن يحق لها القيام بدورها وبما تحتضنه من خبرات تراكمية في تشييد الخيام وملحقاتها من خدمات التغذية وغيرها، عبر شركات مغلقة أو شراكات مساهمة، بما يضمن تجويد العمل بمخرجات تتوائم وإشتراطات السلامة ومتطلبات ضيوف الرحمن، التي ارتفع سقفها في المواسم العشر الماضية،
والحديث عن التغذية يأخذنا إلى ضرورة المتابعة الجادة لحال أسواقنا والمطاعم المنتشرة في مناطق الحج والعمرة، بما يؤكد أننا في حاجة ماسة إلى تحولها أيضاً إلى شركات، تتناسب ورؤية المملكة والزيادة المطردة والمأمولة في أعداد ضيوف الرحمن (حجاج وزوار ومعتمرين)، وما سينتج عنها من زيادة الطلب على السلع السوقية المتوفرة، وهنا بيت القصيد الذي يحرص معالي وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن ومعالي نائبه الدكتور عبدالفتاح مشاط، في جميع المحافل والملتقيات التي يحضرها لفيف من مقدمي خدمات ضيوف الرحمن، من أرباب الطوائف وشركات حجاج الداخل والنقل والتغذية وغيرهم من المستثمرين من أبناء وبنات الوطن، يحرصان على المطالبة لهم بالحرص على المشاركة الفاعلة في تقديم الخدمات الشاملة للحجاج والزوار والمعتمرين، مباشرة وبأيدينا نحن وليس من وراء جُدر، وأن علينا جميعا في هذا الوطن تجويد الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، باحترافية توارثناها عبر الزمن، وبتضافر الجهود للعمل الممنهج للارتقاء المنشود بجميع الخدمات، بما ينسجم والرؤية المستقبلية للمملكة، نحو آفاق إقتصادية مثمرة ترضي جميع الأطراف المعنية، لننال بذلك رضا الله تعالى ثم الضيف الكريم، صعوداً إلى طموحات قيادتنا الحكيمة، التي نسطر إنجازاتها بما تصنعه سواعدنا نحن بمشيئة الله، تحت عبارة صنع في السعودية..

عبدالرزاق سعيد حسنين

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أحسنتِ أستاذ عبدالرزاق مقال هادف..
    لا بد لنا أن نقرع الطبول، لعل يصل الصوت ويجد آذاناً صاغية، لا سيما وأن المجالس ومن فيها من الذين جار عليهم الزمان،إذ بين الأوساط أن التمديد للمرة الثالثة في طريقه إليهم، ولا ألومهم إذ البعض منهم يعيش مسترزقاً بلا حراك والبعض منهم حضوره ومشاركته في صنع القرار *شرفي جاهز للتبصيم عند الطلب* على مبدء *سمعاً وطاعة جناب الرئيس،،
    سلم قلمك أستاذ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى