بحكم عضويته في مؤسسة “مكة” للطباعة والإعلام، وعملي في جريدة “النـدوة” الصادرة عنها ـ آنذاك ـ، فإن التقائي به كان اعتياديًّا، وحينما تحدثت معه عن الجمع بين المهنة والهواية، وجدت فيه شخصية تعشق العمل، ولا تهمل الهواية.
هكذا كان الدكتور عصام خوقير ـ يرحمه الله ـ، شخصية عاشقة لعملها، حريصة على تنمية هوايتها، استغل وقته بما يخدم مجتمعه، فنال محبته، جمع بين الطب ودراسته ومزاولته، والأدب الذي عشقه، واعتلى منابره.
والدكتور عصام محمد علي عبدالوهاب خوقير ـ يرحمه الله ـ، من مواليد مكة المكرمة عام 1927م، نشأ وترعرع بثراها الطاهر، فاكتسب العلم والمعرفة داخل أروقة المسجد الحرام، وفي المدارس النظامية، اجتهد وثابر فابتعث للدراسة بمصر بعد تخرجه من مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة، حصل على درجة البكالوريوس في طب وجراحة الأسنان من جامعة القاهرة عام 1953م، ولم يكتفِ بما ناله، فرغبته في مواصلة التعليم شكلت إصرارًا قويًّا لمواصلة دراسته العليا، وكان تحقيق هدفه بحصوله على درجة الماجستير من جامعة لندن عام 1957م، ليكون طبيبًا متخصصًا في طب وجراحة الأسنان.
وبين المهنة التي درسها، بقي عشقه الأدبي ملازمًا له، فحرص على تنمية هوايته، التي منحها الحب والاهتمام، فمنحته لقب أديب.
التزم بعمله كطبيب على مدى خمسة عقود، مبتدئًا مسيرته العملية بوزارة الصحة جامعًا بين الطبيب والإداري، فتقلّد عدة مناصب منها إدارة مستشفى الملك فهد، ثم إدارة الشؤون الصحية في المدينة المنورة.
كما التزم بهوايته ومنحها حبه، فأوصلته للإذاعة السعودية، ليبدأ مشواره منها ككاتب دراما، فكتب برنامج “بسمات” ، ورواية (في الليل لما خلي) التي تعد أول نص مسرحي سعودي وكتبت عام 1970، كما كتب رواية الدوامة عام 1980 م، ورواية (السعد وعد) عام 1981 م، والتي جُسدت في عمل درامي أنتجه التلفزيون السعودي، وقصة (زغرودة منتصف الليل) عام 1988 م ، ورواية (شرخ في الحائط الزجاجي) عام 1995م، ومسرحية (عيلة أنس) عام 2011م.
انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الثلاثاء 19 ربيع أول 1440هـ.
0