المقالات

لبنان إلى أين؟

وماذا……………………..بعد؟
فاجعة لبنان ليست بالبسيطة، فقد أرغم هذا البلد الشقيق ومنذ أزمنة على العيش والتكيف ضمن ظروف قاسية بداية بالحرب الصهيونية التي خلفت دمارًا كبيرًا على المستوى الاقتصادي والكادر البشري، حرب قضت على مقدرات هذا الشعب لسنوات ومازالت، واليوم وحتى هذه اللحظات يتجرع هذا الشعب الكريم ويلات وكوارث لاتقل شأنًا عن الماضي المؤلم الذي تحمله لبنان كمجزرة قانا وغيرها، وكأن التاريخ يعيد نفسه والمضارع يعقد قرانه على الماضي فبين الحاضر والمجهول يتأرجح اللبنانيون، ويقعون دومًا في شراك أخطاء غيرهم تارة بين فكر متطرف، قاد إلى أعمال إرهابية، وحروب طائفية، ناهيك عن حرب الكراسي بالإضافة إلى مايسمى بحزب الله المدفوع من قبل إيران، كل ذلك ساق لبنان وعلى مدى من التاريخ الطويل إلى حروب أهلية ونزاعات طائفية والشعب اللبناني دومًا هو الضحية! واليوم تعيش لبنان أسوأ كارثة بعدما دوت الانفجارات، وعلا دخان كثيف سماء بيروت، وحصدت على أثرها الكثير من الضحايا حيث بلغ قطر الانفجار عشرة كيلو مترات ذهب آلاف بسببه وبنى تحتية دمرت، ومليارات ذهبت أدراج الرياح وهدرت، كل ذلك عاد بلبنان سنوات إلى الوراء، ووقع هذا الحدث تزامنًا مع النطق بالحكم في مقتل؟؟؟!!! السيد الشهيد رفيق الحريري الرئيس اللبناني الأسبق، والذي ذهب ضحية لمثل هذا العمل الإجرامي الذي لايمت للدين بأي صلة، وجرى التحقيق خلال السنوات حول مقتل الحريري وبات الأمر تلفه الضبابية، واليوم السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا التوقيت بالذات؟؟؟، الشهيد بنى وشيد لبنان بمجهودات، ودعم مالي سعودي ضخم أعاد لبيروت الحياة من جديد في كل مرافقها ومرفاها، وللمملكة العربية السعودية نصيب الأسد في إعمار لبنان قدمته منحة وهدية منها للشعب اللبناني من لدن خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي الكريم، وبعضا من دول الخليج كالكويت ودولة الإمارات…،. وظلت مواقف المملكه ثابتة دائمًا وأبدًا ومعروفة تجاه كل ما يحدث في العالم والمنطقه العربية والخليجية، فكانت المبادرة بحمل رسالة السلام لكل العالم النابعة من الدين الإسلامي الحنيف فالإسلام هو السلام من مملكة مهبط الوحي يرفرف بجناحيه ويمد يده بالخير للجميع، وقد كان ذلك منذ عهد جلالة المغفورله بإذنه الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ومن بعده أكمل أبناؤه طيب الله ثراهم، وحفظ الله وحمى خادم البيتين وولي عهده الامين فقد جادوا بالعطاء والجود، ومنحت المملكة الكثير للبنان أو غيره، ثروات لاتقدر بثمن ومن منطلق لانريد منكم جزاءً ولاشكورًا فهل؟ جزاء الإحسان إلا إحسانًا؟

مكثت لبنان في شبه استقرار لسنوات تعد كاستراحة المحارب، واليوم بات الشارع اللبناني، يطالب وتعلو أصواتهم لسد بؤر الفساد ومكافحته، ويتطلع أن يحدث بلبنان ما حدث في المملكة من إصلاحات اقتصادية ضمن رؤية2030، ويرجون ذلك للقضاء على مصدر أي فساد يخل بمصالح الدولة، ومقدراتها وضربًا بيد من حديد لكل من له دور في هذا الفساد، وبلسان حال الشارع اللبناني دومًا وأبدًا لم ينكروا يومًا ماقدمته وتقدمه السعودية، وإذا كان هناك من يتمتم بعكس ذلك من ضعفاء النفوس والمرتزقة المدفوعين من قبل جهات معروفة لاتمت للإسلام بأي صلة، والتي جعلت من لبنان على شفا جرف هار بسبب التناحر وتصفية حسابات فيما بينها واتباع مبدأ فرق تسد على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره، والذي مازال يدفع الثمن إلى يومنا هذا، فمنذ شهور طالب الأهالي بإخلاء هذه المخازن التي تقع بمرفأ بالقرب من بيروت بسبب وجود نترات الأمنيوم، لكن لا حياة لمن تُنادي. فالحكومة لم تصغٍ لمطالب الأهالي كعادتها مما أدى إلى مأساة لاتنسى خلفت دمارًا شاملًا وستكون لسنوات، في حين يصرح حسن نصرالله بقول فاضح قائلًا: أول مرة أعلم، ويقصد من باب تأكيده بأن شعلة بسيطة تؤدي إلى انفجارات نترات الأمونيوم بهذا الشكل المذهل؟؟!!! وتعلو وجهه ابتسامة وبدى الأمر واضحًا؟

فلن يعيش لبنان مستقرًا إلا إذا خلا من هؤلاء الشرذمة وغيرهم المولعون بالمناصب والمشتاقون للدماء، في حين أن حكومة ميشيل عون شغلها الشاغل جمع التبرعات فربى ضرة نافعة بدلًا من شد الأزار، والتحقق فيما حدث بكل جدية واهتمام وصمة عار في جبين هؤلاء……فإلى متى يالبنان؟ وماذا….بعد؟ إلى متى وأنتِ ضحية لهؤلاء الذين لايعرفون سوى لغة النيران والقتل ولا يفهمون سواها، بل ولا يريدون غيرها؛ لأن قلوبهم عطشى لإدماء الأبرياء ومسامعهم يطربها دوي الانفجار يشتمون رائحة الضحايا طربًا ونشوى ويتراقصون فوق جثث ضحاياهم، العالم يدين ويرثي لما حدث ويستنكر هذا العمل الإجرامي بحد ذاته، والذي حصد الآلاف ورؤوس الدمار يقفون موقف المتفرج يتلذذون برائحة الدماء وصوت بكاء الضحايا من أطفال ونساء والذين لايملكون من الأمر شيئًا، هم لا يرقصون فقط على جثمانها بل يعانقونها فرحًا، ويقومون بأبشع من ذلك فهذا منهجهم ونهجهم في حياتهم التي بدت أشد ظلمة كظلمة قلوبهم التي لم تعرف الرحمة قط، والتي لم تعانق يومًا سوى عملاء الفساد والدمار باعوا أنفسهم للشيطان ومردوا على ذلك، وتطلق عكس ذلك على نفسها، فصبرًا صبرًا يالبنان….ستكون بخير وستتحرر من هذا الفكر العقيم الذي لم يلد إلا من رحم الظلمة، ونشأ في وحل الطواغيت …..

فلا بد من انقشاع للغمة ونحن معك والعالم أجمع، وللأسف الشديد بعض ضعفاء النفوس الذين يكنون العداء للمملكة لا يمثلون رأي أمة بأكملها أو حتى يمثلون الشعب اللبناني، فشمس عطاء المملكة وجودها لا يمكن بأن تسكته أفواه باعت ضمائرها، وأيديها الملطخة بدماء الأطفال الأبرياء لن تستطيع حجب الحقائق للعيان والعالم قاطبة، والذي يشهد للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا بكل ما تقدمه للبنان أو غيرها، ولكن بمفهوم هؤلاء كان هل جزاء الإحسان إلا………..؟؟؟….
وقفة……..
.تقاس مواقف الدول بالأفعال الكريمة والعطايا اتجاه الأشقياء من جوار وغيرهم لترسم بصمة جديرة برفع قبعة الاحترام والتقدير لهم هذه هي مملكتي وحكامها، وهناك من يحمل عارًا في جبين تاريخه الأسود، فالحق ينتصر دومًا وصاحبه لايحتاج إلى رفع صوته كل التحايا ووقفة إجلال وتقدير لكل الشرفاء في لبنان من أصحاب الأقلام المنصفة، والتي صنعت بصمة إعلامية بعيدًا عن الصحافة الصفراء المغايرة للحقائق، والتي لاتمت بأي صلة لمبادئ وقيم الإعلام والإعلامي الحق…. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون… فصبرا……..
إلا أن نصرالله قريب…..

—————-
كاتبة وباحثة حقوقية

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button