حينما برزت مؤسسات الطوافة عام 1402هـ وتولى رئاسة مجلس إدارتها، تشرّفت بالعمل تحت رئاسته عدة سنوات، فعرفت فيه الوالد قبل الرئيس، والأخ قبل الصديق، هدفه خدمة الآخرين ومساعدتهم خاصة كبار السن والأرامل من النساء والمطلقات.
وحينما أردت الكتابة عن سيرته كواحد من الإعلام في مجال خدمات الحجاج، تملكتني الحيرة في الحصول على مصدر معلوماته، فأبناؤه لا يمتلكون المعلومات التي أبحث عنها، فلم يكن يظهر أعماله لهم، وكان دوره داخل منزله كأب وأخ موجه وناصح، ولم يكن يفشي أسرار عمله وخدماته المجتمعية، كما وأنه لم يكن ـ يرحمه الله ـ يرغب في الحديث عن ذاته وخدماته، إذ يرى أن ما يقدمه يعد واجبًا ينبغي أن يؤدى.
ذاك هو السيد / جعفر شيخ جمل الليل ـ يرحمه الله ـ، الذي لم يكن حريصًا على تدوين أعماله، بقدر حرصه على تقديم خدماته.
وفي محاولة مني للحديث عنه، كانت أولى خطواتي الحصول على معلومات عنه من ابنه اللواء متقاعد محمد، الذي بين أن والده من مواليد حي الشبيكة بمكة المكرمة عام ١٣٤٢هـ، وبدأ مسيرته التعليمية بتعلم القرآن الكريم في الكتاب، ثم التحق بالدارسة بالمدرسة الفيصلية الابتدائية، وبعدها التحق بمدرسة تحضير البعثات لكنه لم يبتعث، ولكونه يجيد التحدث باللغة الأوردية بشكل جيد، فكان توجهه للالتحاق بإدارة اللاسلكي بإدارة البرق والبريد عام ١٣٦٠هـ كمتدرب.
واستطاع من خلال هذه الفرصة الوظيفية التي بدأها كمتدرب أن يثبت نجاحه وتفوقه، ويواصل مسيرته العملية متقلدًا العديد من المراكز الوظيفية، داخل إدارة اللاسلكي وخارجها؛ حيث عمل مديرًا لللاسلكي بالمنطقة الشرقية، كما انتدب لوزارة الدفاع مديرًا لسلاح الإشارة.
وإن كانت إدارة اللاسلكي منحته الفرصة للجمع بين الاستقرار الوظيفي، والبقاء في مكة المكرمة أطول فترة من حياته، فإنها منحته الفرصة لمواصلة العمل في خدمة الحجاج، التي بدأت معه من الصغر في عهد والده وأعمامه ـ يرحمهم الله ـ
وبخبرته الإدارية وأعماله في خدمة الحجاج نال الثقة بالمشاركة في عضوية هيئة أمناء المطوفين لعدة دورات، كما تم انتدبه للباكستان لتوزيع الحجاج على المطوفين عام ١٣٩٦هـ، وعين مديرًا للمكتب الفرعي لخدمات الحجاج بمكة المكرمة في موسم حج ١٣٩٧هـ، ونائبًا لرئيس الهيئة الابتدائية للمطوفين.
وحينما ظهرت مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا عام 1402 هــ، أنتخب كأول رئيس لمجلس إدارتها، وبقي في منصبه حتى عام ١٤١٩هـ.
توفي يوم 14 جمادى الآخرة ١٤٢٧هـ، ودفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة.
0