لطالما يمرّ في ذهني سيناريو فيلم اضحك تطلع الصورة حلوة من خلال دور المصور الفوتوغرافي المبدع الذي كان يعتقد أن الصورة لتظهر حلوة على المصور أن يركز عدسته على نقاط الجمال في الشكل الذي سيصوره، وعلى قدر تركيزه وحبه له ستظهر الصورة أبهى.
وفعلًا تميز ذلك المصور بصوره الجميلة.
إن منبع تركيزه على هذه الإستراتيجية البسيطة رغم جوهريتها هو أن جميع البشر باختلاف فئاتهم الجنسية والعمرية والمهنية والاجتماعية يرغبون أن تكون صورهم جميلة، بل يسعدون بذلك.
وقياسًا على الحياة فالجميع أيضًا يرغب بحياة جميلة ثرية وفاعلة.
يقول أكونا ديفيد: “عقلك مثل الكاميرا الحيّة يستمر في التقاط الصور وسوف تعود إليك، لذلك كُن مصورًا جيدًا”.
ماذا لو طبقت هذه الإستراتيجية الجوهرية البسيطة في حياتك؟
ماذا لو قمت بإستراتيجية آلة التصوير الخيالية؟
إن هذه الإستراتيجية تساعد على تغيير النظرة للواقع، وجعلها أكثر إيجابية من خلال تغيير مصفاة الإدراك الحسي.
تخيل يا صديقي أنك تحمل معك آلة تصوير خيالية في ذهنك حينما تستيقظ في كل يوم من نومك، ابدأ بتركيز العدسة على الأمور الجميلة والممتعة من حولك والتقط صور ممتعة لها في ذهنك.
يقال إن من أهم الملاحظات التي يجب على المصور الانتباه إليها هي تضمين المشاعر في الصورة، هذا الأمر يتطلب منك يا صديقي أن تعيش اللحظة في حياتك بتفاصيلها البسيطة بكامل حضورك. يقول ديفيد بيلي: في التصوير الفوتوغرافي، كل شيء طبيعي لدرجة أنه يتطلب الكثير من الملاحظة قبل تعلم رؤية الأشياء الاستثنائية.
فقط لاحظ وانتبه من التركيز على الأمور المزعجة أو السلبية، وحافظ على جمال لقطاتك التصويرية الذهنية.
تخيل أن جمال هذه الصور الخيالية الذهنية يقع على عاتقك، كيف ستنتج صور جميلة؟
عليك يا صديقي تمرين نفسك على استشعار جمال كل شيء حولك.. راقب جمال الصباح حينما يبدد الظلام، ابتسم مع عذوبة ابتسامات الأطفال، انظر لجمال السماء، حلق بأحلامك مع العصافير وهي تطير، انظر للوجوه من حولك ولكن برؤية جديدة اليوم من خلال تركيزك على نقطة واحدة إيجابية على الأقل لكل فرد ممن حولك لتحبهم وتلتقط لهم صور جميلة، التقط صورًا جميلة للعلاقات الإنسانية في حياتك مثل أم تحتضن ابنها ورجل يساعد أسرته، وسيدة تهتم بهم، التقط صور للإحسان الإنساني في الحياة مثل إنسان يكرم عامل البناء بوجبة غداء وكوب ماء في حرارة الصيف، صديق يحادث صديقه في انسجام ووئام، كثير هي الصور الجميلة من حولك فقط المطلوب منك توجيه عدستك التصويرية حولها.
تذكر أنه في كل يوم ستثري صورك الذهنية بمجموعة صور إيجابية إضافية، مما سيكوّن لك بمرور الأيام ألبوم من الصور التخيلية الإيجابية والتي ستساعدك على تبني التوجه الإيجابي، وستنعكس على نظرتك للحياة والعالم من حولك بشكل مشرق.
إن الإيجابية يا صديقي كما تقول الأديبة هيلين كيلر لا تعني عدم الحزن، ولكن تعني فن التعامل معه.
إن من فنون التعامل مع الشدائد محاولة رؤية الجوانب المشرقة بها.
وإذا كنت أنت وحدك المسؤول عن سعادتك فحاول أن تكون مصفاتك للإدراك الذهني دومًا فاعلة تحتفظ بالصور الإيجابية، وتلقي الصور السلبية بعيدًا عنك.
بداية العام الهجري الجديد فرصة مناسبة لملء ألبوم من الصور الذهنية الجميلة، وتذكر أن كل ما هو مطلوب منك هو تركيز العدسة واستشعار التفاصيل البسيطة الجميلة من حولك.
ألا يكفي ما فات من العمر ونحن نعدد السلبيات. ليكن هذا العام امتنان وتعداد وشكر للنعم. قال الله تعالى في موضعين: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)، (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ).
كلام جميل يلامس القلب
جزاك الله خير
بارك الله لك في علمك ونفع به الإسلام والمسلمين
دعوة جميلة للانضمام إلي عباد الله القليل (وقليل من عبادي الشكور.13سبأ)
نفع الله بك وبارك في علمك
حقيقي مقال و كلامات لامست شغاف القلب .. كلمات ايقضت و ملئت خزان التفاؤل و الايجابية .. فيها الكثير من عطر التفاؤل .. اجبرتني وانا اتنقل بين سطورها على الابتسامة مع شعور جميل مفعم بالايجابية .. جعلتني احاول ان اتخيل و اجمع قدر جميل من الصور الجميلة و الايجابيه لكل ما حولي و كل حياتي ..
فعلا سبحان الله الانسان لازم يتصيد كل ما هو ايجابي و يجعل مساحة النظرة التفاؤلية اكبر في حياتيه و كل يومياته ..
لان أمر المؤمن كله خير ..لانه لعله خير .. لان ربي بيقول في الحديث القدسي انا عند ظني عبدي بي .. و ظننا في الرحمن دائما جميل باذنه ..
احيكي سهام على المقال الابداعي ماشاء الله .. دوما بانتظار قلمك الجميل 🙂