المقالات

هل تداهم “نزاهة” رياضتنا ؟

في ظل ما تشهده حوكمة الرياضة وتطورها، وفي معمعة التعصب الذي أنهك جسد رياضتنا المحلية على وجه الخصوص، نشهد تداعيات وأصوات تتعالى، فمنها الشامتة، ومنها المتربصة، ومنها المترصدة لكل شاردة وواردة، فأصبحنا نكيل السِباب والشتم تارة، ونشكك في الذمم تارة أخرى.
وهنا يجب أن لا نقف موقف المتفرج، ويجب أن يمارس الإعلام دوره الذي أسس له وجعل من أجله، فلا بد لنا أن نطالب ونطالب، ونستميت في ذلك؛ حتى ترتقي رياضتنا بكافة أطيافها ومحاورها للمعنى الحقيقي للاحتراف.

خروجٌ متكررٌ عن النص وتنكيلٌ بالآخرين، وكأن من يملك السلطة والمال والإعلام هو من يسيطر على الشارع الرياضي، ويسير به حسب رغبته.
إعلامنا الرياضي فيه أغوارٌ وسراديب، وكل من خرج منه نطق بما لا يمكن للعقل البشري تصديقه، وكأن الخروج منه ولادة جديدة للحياة .!!
من خلال مشاهدة وقراءة مستفيضة لما دار خلال الجولات الثلاثة الماضية فقط، ولن أعود لما قبلها من الكوارث، شهدنا تصريحات لاعبين، يتبعها تصريحات مدربين، ثم يليهم إداريون وشرفيون، فيصور لنا الإعلام الموالي كل ذلك على أنه مناوشات رياضية لا أكثر، بينما تقف لجان الاتحاد متفرجة لا حراك لها إن لم تأتِ مكالمة تحذر أو تُنذر ، أو تصريح من نافذٍ سيجعلهم يندمون، وقت إذ تتحرك جيوشهم وبيادقهم نحو ما يرغبون، فتتم استثارة الشارع الرياضي من خلال الجماهيرية فيبدأ الصراع والمستفيد واحد .!!

هيجان الشارع الرياضي هو من يصدر الأحكام عندها، والسبب أن هناك متنفذين يستطيعون بتغريدة واحدة تغيير مسار قرارات وقوانين لا تعدوا كونها أرقامًا وحروفًا في نظرهم.
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أنه في خلال ثلاث جولات تم تداول أحداث برهن عليها لاعبون ومدربون وإداريون من قلب الحدث، ثم ماذا ؟ لا شيء سوى الارتجال، وربما إنقاذ موقف باتصال.
يجب أن ينتهي زمن المال والسلطة والإعلام الخفي في ظل حوكمة الرياضة ووفق مسيرة بلادنا نحو رؤية ٢٠٣٠.

كلمة أوجهها لوزير رياضتنا الشاب الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، يجب أن تُحكم قبضتك، وبكل جسارة، وتغوص في سراديب رياضتنا شبرًا شبرًا، ثم تبحث عن مكمن الخلل، وتستأصل هذا التعصب المقيت من جذوره؛ لكي تسير برياضتنا في إطار التنافس الشريف، والذي ينهض بنا للعالمية وللمعنى الحقيقي للاحتراف الرياضي.

يجب أن يعطى كل ذي حق حقه، ويجب أن تكون رياضتنا خالية من الفساد، بعيدة عن التعصب الأعمى، وأن يعي كل مسؤول بأنه محاسب أمام الله ثم ولاة الأمر وجهات الاختصاص أيًّا كان، وأتمنى أن لا نضطر لرؤية مسؤولي مكافحة الفساد في رياضتنا، حفاظًا على سمعتنا الرياضية، وما حققناه خارجيًّا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى