واحرَّ قلباهُ يا تاريخنا الهجري
تمر أحداثُك الكبرى ولا ندري..!!
تمرُّ هجرةُ خيرِ الخلقِ كلهمُ
سيراً على الرِّجلِ بين الحرِّ والقفرِ
ونحن رحلتُنا في متنِ طائرةٍ
أو في المراكبِ في برٍّ وفي بحر
لا شيء معهُ سوى الصدّيق يؤنسهُ
ويفتديهِ بروحٍ ساعةَ الخطَرِ
لكي يحققَ وعدَ اللهِ في بلدٍ
بالجهل والخوف في مدٍّ وفي جزر
وكعبةُ اللهِ حُبلى في مرابِعها
قومٌ يتيهونَ من كُفرٍ إلى كفر
أصنامُهم والدُّمى في كل زوايةٍ
تباينَ الشَّكلُ بالفخّارِ والحجَرِ
مضى رسولُ الهُدى واللهُ ناصرُه
إلى المدينةِ والأعداءُ في كدَرِ
وحولهُ من عِظامِ القومِ طائفةٌ
كانوا بأوصافِهم من خيرةِ البشرِ
ضحوا بأموالِهم والنفسِ ما طلبوا
إلا رضا اللهِ في حلٍّ وفي سفرِ
تمضي الليالي والأحداثُ مسرعةٌ
من خندقٍ ومن الأحزاب أو بدر
معاركٌ خلدَ التاريخُ صفحتها
قد غيرت مجرياتِ الوقتِ والعُصُرِ
ما النصرُ أن تقتلَ الأعداء في بلدٍ
النصرُ أن تنقذ الأرواح من سَقَرِ
وأشرق النورُ في الآفاقِ يسعدُها
بالحقِّ والعدلِ والإيمانِ والصَّبرِ
نورٌ من اللهِ عمَّ الأرضَ يعمرُها
فيه غذاءُ السما للروحِ والفكرِ
آخى وألَّفَ بين الناسِ منهجُه
لا فرقَ لا فرقَ بينَ البيضِ والسُّمر
يا سيدي يا رسولَ اللهِ أمتكُم
تشكو من الضعفِ في بدو وفي حضرِ
لا لن يعودَ لها مجدٌ تتيهُ به
إلا إذا اتبعت ما جاء في السُّوَرِ
وجاء في سيرة المعصومِ قائدِها
وجاءها من حديثٍ صادقِ الأثر…
………..
القِسَمة ٢ محرم ١٤٤٢
