ينظر الجميع في الشرق الأوسط أو قد يكون في العالم بنظرة إيجابية دائمًا تجاه لبنان الشعب والجغرافيا والحضارة، ويذهلني، وكذلك غيري حب الإنسان اللبناني للحياة وفعاليته في محيطه، بالرغم من جميع ما مر به من أهوال وحروب وصراعات مذهبية وطائفية وإقليمية وأحيانًا دولية.
إن ماحصل في مرفأ بيروت من تفجير ضخم غير مسبوق في حجمه في منطقتنا العربية على كل ماصار فيها من صراعات طاحنة، هو تتمة لسلسلة من الأحداث الدامية الذي تعرض له هذا البلد مُنذُ بدايةً السبعينيات الميلادية خصوصًا، ولا أنسى هنا النظام الناصري في الستينيات من القرن نفسه والذي احكم قبضته على لبنان، وقد كان هو الممهد لانتكاساته فيما بعد وانتهاءً بهذا الانفجار وقد سبقه زلزال اغتيال الشهيد رفيق الحريري وقائمة من الشهداء بعد ذلك، أن جميع مافي لبنان جميل بإنسانه وروحه وشجره وحجره وحضارته وثقافته، ماعدا طبقته السياسية الانتهازية والأخطر منها المليشيات التي تتبع نظام الملالي في إيران، والذي ليس لها هم إلا تحقيق أهداف المشروع الطائفي الصفوي في المنطقة، ولو على حساب الكيان اللبناني وسيادته وسلامة أراضيه، طبعًا في هذا السياق لا تستثنى إسرائيل، ودورها التدميري في لبنان.
السؤال العريض والمطروح ماذا نُريد للبنان؟ كشعوب عربية وصديقة مُحبةً لهذا البلد الجميل وهي رغبة ومطالب شعبه في الأساس، نستطيع أن نجيب ببساطة عن هذا السؤال !!نُريد وقبلنا شعبه عودة لبنان الجبل وشجرة الأرز شامخةً، ويصدح في أرجائه صوت فيروز الملائكي العذب ومزمار وديع الصافي الجبلي الفخم، نُريد أن يعود لبنان سويسرا الشرق كمصيف ينعم مرتاديه بجمال شعبه وطبيعته، نُريد لبنان المستقر سيد نفسه، نريد لبنان ومهرجانات بيت الدين وبعلبك ومشاهدة جمال الشوف وعكار وحريصا وحاصبيا وشماله وجنوبه بجباله وبحره، نُريد لبنان المتعدد المتسامح مع نفسه ومع الغير، والنموذج في التعايش المذهبي والديني، نريد عودة ليالي لبنان المزدهرة المشعة بالنور، والذي سرق فرحتها الأنظمة والمليشيات الظلامية والساسة الأوغاد الذين تأمروا عليه، نُريد لبنان الذي يطلب شعبه فقط، أن يعيش في سلام وهدوء وينصرف أبناؤه لبناء اقتصاده ومستقبل مشرق للأجيال القادمة، ودولة تكون للجميع ، رزينةً متفاعلةً مع محيطها العربي بعيدًا عن مغامرات حزب السيد وفساد نخبته ،،،،
