كلنا يعلم بأن جائحة كورونا فرضت على المجتمع عملية التعليم عن بُعد على الكبار والصغار، ولاشك بأن نسبة الفائدة منه سوف تتفاوت بين طلاب التعليم الجامعي وطلاب التعليم العام لعدة أسباب منها السن والخبرة والمسؤولية التي لدى طلاب التعليم الجامعي، فبعض الأطفال في المرحلة الابتدائية لايمتلك جوالًا من الأساس، ولا نستطيع أن نجزم بوجود جهاز لكل طفل، ومن المؤكد أن نجد تفاوتًا بين المؤيدين والمعارضين من أولياء أمور الطلاب، فهناك من يقدم صحة الطالب وسلامته عن الحضور، وهناك من يرى بأن التعليم عن بُعد لا يؤدي الغرض منه مثل حضور الطالب لقاعة الفصل، هناك طلاب لايوجد لديهم متطلبات التعليم عن بُعد كالأجهزة والنت وغيرها، بل إن بعضهم لا يمتلك مصروف الفسحة.
من واقع تجربتي مع التعليم عن بُعد في الفصل السابق وعطفًا على ما لاحظته على من يدرس بالصفوف التأسيسية من أقاربي، أرى أن هناك تقصيرًا كبيرًا سوفف يحدث بحق طلاب المرحلة الابتدائية من حيث تجويد العملية التعليمية، وقد رأيتُ ذلك بأُم عيني، فالتعليم عن بُعد ليس الحل الوحيد لاستكمال مرحلة التعلم، ولكن هناك حلول بديلة كان بإمكان الوزارة تنفيذها كالتفاوت في الحضور وفي الأوقات أي مجموعة تحضر في الصباح وأخرى في المساء أيضًا تقليل عدد أيام الحضور.
لماذا لانأخذ بعين الاعتبار ماقامت به وزارة الحج والعمرة في حج ١٤٤١هـ التي تحدت الظروف وإقامة الشعيرة وسط إجراءات احترازية عالية، وحرص شديد ورأينا كيف نجحت في تنظيم الحج، ألا تستطيع وزارة التعليم أن تنظم الحضور في سبيل تعليم الطلاب كما فعلت وزارة الحج.
رغم كل هذه المخاوف إلا أن أكثر ما يجعلنا نطمئن على نجاح عملية التعليم عن بُعد ونبتسم للتجربة هو تصريح الأستاذة ابتسام الشهري المتحدث الرسمي لوزارة التعليم، في حديث لها عبر القناة السعودية الأولى والتي أعلنت عن استعداد الوزارة لهذه المهمة، وأنها راعت في ذلك ضعف الاتصال في المناطق التي تعاني من ضعف الشبكة، وأن من لم يتمكن من الدخول للمنصة إما لعدم وجود نت أو عدم وجود جهاز لديه أوجدت الوزارة البديل المتمثل في قنوات عين التعليمية على التلفاز.
هذه الخطوات الإيجابية تجعلنا نشكر الوزارة على هذا الاستعداد الجيد، وفي نفس الوقت لا أرى أنه حل علمي، فمن يضمن عدم إصابة الطفل بالملل أو حتى النوم.
هناك أكثر من دراسة أوضحت معوقات التعليم عن بعُد فالطلاب لن ينالوا فرصة التواصل الجيد مع الأساتذة للإجابة عن استفساراتهم بشكل أوضح مثل الفصول الافتراضية، كما تتطلب الدراسة عن بُعد رقابة ذاتية والتزامًا كبيرًا نابعًا من الطالب حتى يستطيع إنجاز مهامه الدراسيه وتكاليفه، وهذا صعب تواجده مع طلاب المرحلة الابتدائية، أيضًا المادة الدراسية المقدمة على الإنترنت تقل فيها المواد السمعية والبصرية مقارنة بالمواد المعروضة في الفصل الدراسي، وهذا النوع من الدراسة يتطلب أن يكون الطالب على دراية كافية باستخدام التكنولوجيا للتأكد من الاستفادة من المادة الدراسية.
آمل من وزارة التعليم الاستعداد من الآن لعودة الطلاب للقاعات والفصول بدءًا من الترم الثاني، وأن تتعايش مع جائحة كورونا أسوة بالوزارات الأخرى وفرض التباعد الاجتماعي بين الطلاب، واستمرار الدراسة عن بُعد هذا الترم حتى نهاية الفصل الأول دون النظر للسبعة الأسابيع القادمة فليس من المنطق تعلمهم عن بُعد، ومن ثم تحضرهم للاختبارات وإلا كأنك يا أبو زيد ما غزيت.