ليبيا – توعّد وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، الميليشيات المسلحة الموالية لرئيس المجلس الرئاسي للحكومة فايز السراج، ولوّح باستخدام القوّة ضدّها في حال المساس بحياة المتظاهرين، في بيان أصدره فجر الخميس، كشف عن خلافات كبيرة وصراعات عميقة بين باشاغا والسراج ودلّ على انقسامات بين قوات الوفاق.
جاء ذلك، بعد ساعات من تعرض متظاهرين ضد حكومة الوفاق يطالبون بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمات داخل العاصمة طرابلس والمدن الليبية، لوابل من الرصاص الكثيف من قبل مجموعات مسلحة ترتدي ملابس عسكرية.
واعترف باشاغا في بيانه، باعتداء مجموعة مسلحة على المتظاهرين السلميين مساء الأربعاء، باستخدامها أسلحتها وإطلاقها النار بشكل عشوائي ورشاشات ومدافع، كما أقرّ بخطف بعض المتظاهرين وإخفائهم قسرا، وذلك في إشارة إلى ميليشيا “النواصي” الموالية للسراج التي اقتحمت ساحة الشهداء وقامت بطرد المحتجين بالقوة، وخطفت عددا منهم، كما هتفت ضد باشاغا.
وحذّر الوزير هذه المجموعات المسلحة التي وصفها بـ”مجموعة من الغوغاء” من محاولة المساس بحياة المتظاهرين أو تعريضهم للترهيب والترويع، مشيرا أن الوزارة قد تضطر لاستخدام القوة ضدها من أجل حماية المدنيين، كما أخلى مسؤولية مليشيات “بركان الغضب” الموالية له والتي تعود تبعية أغلب عناصرها لمدينة مصراتة، من الاعتداءات التي حصلت وسط المظاهرات.
ووجه وزير الداخلية كلامه إلى رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، قائلا: “إنه لا شرعية لمن يمتهن كرامة المواطن”، كما وجه دعوة غير مباشرة إلى المحتجين لكسر حظر التجوّل الذي فرضه السراج والاستمرار في المظاهرات، حيث شدّد في هذا السياق على أنه “لن يسمح بإهدار دم الليبيين أوالتفريط في حماية حقوقهم الدستورية في التظاهر السلمي وفق القانون”.
وجاء موقف باشاغا من التعامل الأمني مع المظاهرات المعارض لقرارات رئيس حكومته فايز السراج، ليكشف عن وجود صدام بين الرجلين وصراع على السلطة ويخرج إلى العلن الانقسام الموجود داخل قوات حكومة الوفاق والذي يحمل طابعا إيديولوجيا وجهويا، حيث تدعم ميليشيات مصراتة التابعة للإخوان وزير الداخلية فتحي باشاغا، بينما يدافع الشقّ الآخر عن السراج وتقوده ميليشيات العاصمة طرابلس المناهضة والمعادية للإخوان.
0