لن نجافي الحقيقة، حين نؤكد أن السيد، محمود منصور عبد الله علوي، الرئيس الأسبق لمجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية، واحدًا من أبرز فرسان مهنة الطوافة، وممن آمنوا بأن “خدمة الحاج.. شرف عظيم”، وهو ما انعكس عليه – يرحمه الله- في أقواله وأفعاله طوال عقود تعدت الخمسة في أروقة هذه المهنة التي خصّ الله بها أهل مكة المكرمة دون سواهم.
ولد السيد محمود علوي في حارة الشامية بمكة المكرمة عام 1346هـ، في أسرة كريمة إذ ينتمي للسادة الأشراف.. آل بني علوي الحسينيين الهاشميين.. ولهم نقابة بمكة المكرمة والمدينة النبوية ودورهم الاجتماعي والتاريخي والتوثيقي مشهود.
ونشأ وترعرع في ربوع أم القرى وبين أروقة المسجد الحرام، وتتلمذ على يد العديد من مشايخه في الحرم المكي الشريف، ودرس بعض العلوم الأساسية التي تمكن الإنسان من خوض غمار الحياة، متسلحًا بالإيمان والرغبة في العمل الجاد.
التحق بالعمل برئاسة القضاة (وزارة العدل فيما بعد) على مدى 40 عامًا كان فيها مثالًا للانضباط والأخلاق وحسن العشرة والمعاملة خاصة ما يتعلق بإغاثة الملهوف، فنال محبة كل من تعامل معه طوال هذه العقود الأربعة، وكان من بين زملائه الأستاذ عبد الرحمن عمر خياط والشيخ أحمد علي مفتي ـ يرحمه الله ـ، وهم من أصدقائه المقربين الذي استمرت صداقتهما طوال حياتهم.
وحين تأسست المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية في 3 جمادى الأولى 1404هـ، كان السيد، محمود علوي عضوًا في أول مجلس إدارة لها، ثم تولى رئاستها في الفترة ما بين عامي (1405-1413هـ)؛ حيث قدم للمؤسسة؛ خصوصًا ولمهنة الطوافة عمومًا، عصارة جهده وخبرته وديناميكيته الشدية التي شهد بها القاصي والداني، وهو ما قدرته المؤسسة له بعد انتهاء مدة رئاسته لمجلس إدارتها إذ ظل – يرحمه الله- مستشارًا لها حتى عام 1416هـ.
وقد حرص خلال رئاسته للمؤسسة على تقديم خدمات حج متميزة، مع الحرص على استدامة عملية التطوير والتحسين للخدمات المتعلقة بشؤون الحج والحجاج.
وانطلقت رؤية السيد، محمود علوي ـ يرحمه الله ـ لمهنة الطوافة من قاعدة أن ضيوف الرحمن من الحجيج هم وفد الله، فأكرمْ بهم من وفد، وأنعمْ بهم من ضيف. خدمتهم شرف، والبذل لهم فضيلة، ورعايتهم من أعظم أوجه البر والخير والإحسان وطلب الأجر والثواب.
وكان له الكثير من الأصدقاء، وفي أخريات حياته- وهو على فراش المرض- كان دائم السؤال عن أربعة منهم: الشيخ أحمد علي مفتي، والشيخ عبدالرحمن عمر خياط، والأستاذ عبدالله عمر علاءالدين، والأستاذ عبدالواحد برهان سيف الدين.
وتوفي السيد / محمود علوي مساء يوم الاثنين 24 ربيع الآخر 1427هـ، وتمت الصلاة عليه بالمسجد الحرام، ودُفن في مقابر المعلاة بمكة المكرمة.