عبدالله غريب

الباحة والصيف هذا العام ..

صيف الباحة لم ينته بعد لعدة أسباب منها ما يرتبط بالجو الذي كل يوم يزيد اعتدالا يزيدها جمالا انتشار الضباب في المطلات على تهامة في سفوح جبال السراة الممتدة بين بلاد عليان وشمران وخثعم مرورا ببلاد غامد ثم بلاد زهران حتى حدود بني مالك وهطول الأمطار المتفرقة يوما بعد يوم مما يلطف الجو ويزيد المسطحات الخضراء في الأودية وعلى سفوح الجبال وبهذا فصيفنا بالباحة مازال يشكل هذا العام من أفضل مواسم الاصطياف يعزز ذلك توفر الخدمات الضرورية وحتى نكون منصفين أكثر لابد ونستعرض بعض هذه المقومات التي جعلت من منطقة الباحة وجهة سياحية وزاد عدد عشاقها من داخل المملكة والدول الخليجية الشقيقة والمقيمين فيها من الدول العربية والإسلامية والصديقة الذين واجهت أعدادا كثيرة منهم في منتزهاتها وغاباتها في غابة رغدان ومنتزه الحسام الذي يتربع وسط الباحة في أجمل تخطيط هندسي قابل للتطوير بحكم موقعه بالقرب من حديقة الأمير محمد وغابة رغدان إلى جانب منتزه الأمير مشاري في محافظة بني حسن ومنتزه السكران في محافظة بلجرشي ومنتزه الخلب وحديقة الفراشة بمحافظة المندق وحدائق محافظة القرى التي تستقبل السياح من شمال المنطقة وحدائق محافظة العقيق التي جميعها تزينت هذا العام بكامل زينتها لاستقبال السياح وسط مجموعة من الخدمات التي تتيح لهم البقاء طوال اليوم وهم يستمتعون بهذه الأجواء والخدمات التي يشرف عليها مباشرة سمو أمير المنطقة الدكتور حسام بن سعود ويتابع تنفيذها أصحاب السعادة وكيل الإمارة أ. أحمد السيّاري والوكيل المساعد للشؤون التنموية أ. صالح القلطي إلى جانب محافظي المحافظات وأمين المنطقة والجهات الأمنية والبلديات في كل محافظة والجهات الأهلية المشاركة في تأمين الخدمات والبرامج المصاحبة .

والملفت هذا العام زيادة أعداد الأسر المنتجة التي تم تمكينها لتقديم ما لديها من وجبات شعبية أصبحت منتشرة في كل المواقع التي يتواجد بها السياح وعائلاتهم ولنكن منصفين أكثر فقد تابعت الجهات الخدمية توفير ما يمكن تأمينه بالذات هذا العام الذي شهدت فيه المنطقة توافد مئات الآلاف للمنطقة بسبب توقف السياحة الخارجية فكانت الباحة ومحافظاتها هي الأقرب للمدن الرئيسة من خلال السفر لها بواسطة السيارات بعد توقف رحلات الطيران المؤقت بسبب الجائحة فكانت الحاجة أكبر لتوفير فنادق ومباني شقق مفروشة التي كانت طاقتها الاستيعابية لا تفي بالحاجة المفاجئة أمام الأعداد الكبيرة من المواطنين العائدين ومن السياح التي ستضع أمام الجهات ذات العلاقة ضرورة التخطيط مستقبلا لتوفير فنادق ومساكن مفروشة لتفي بهذه الأعداد التي فرضتها الجائحة هذا العام ومع هذا فقد كان السياح يستمتعون بالبقاء في الغابات والمنتزهات وينتشرون في القرى ولم يكتفوا بالبقاء في الباحة المدينة بل انتشروا في ضواحيها القريبة في جميع المحافظات في السراة .

وحتى نكون منصفين فقد حققت المنطقة تطورا كبيرا في خدمات كثيرة ومنها وجود شبكة طرق بين مزدوجة وعادية ربطتها بالمدن الرئيسة في الغربية والوسطى والجنوبية وحتى القنفذة والمظيلف في ساحل البحر الأحمر وبين المحافظات كذلك توفر المياه رغم زيادة الطلب عليها بصورة مفاجئة للأسباب التي ذكرتها سابقا إلا أن الشبكات كانت تعمل بصورة جيدة وما نقص يتم تسديده عبر التوزيع بالوايتات من المناهل التي تعمل لتأمين النقص الذي استمر في أيام الذروة ولم يدم طويلا حتى تم جدولة توزيع المياه عبر الشبكات بالتحويل للمواقع المكتظة بالمواطنين والسياح فيما سجلت المنطقة أعلى معدلات وصول واستمرارية التيار الكهربائي لجميع المحافظات بنسبة تصل لأكثر من 98% رغم كثرة المباني الجديدة وترامي وبعد مواقعها عن الشبكات الرئيسة إلا أن شركة الكهرباء وبتوجيه سمو أمير المنطقة ومتابعة المسؤولين تحقق للكثير من المباني وصول التيار والاستفادة من هذه الخدمة الضرورية وفي مجال التغطية الأمنية للمصايف والمنتزهات في جميع المحافظات فقد سجل رجال الأمن كل بحسب موقعه خدمات متميزة على مدار الساعة الذي حقق للجميع الراحة في ظل وجود رجال الأمن في كل موقع وهم يسهرون على راحة المواطنين والمقيمين الذين أبدوا سعادتهم بهذه الخدمات الهامة والضرورية كما سجلت المتاجر معدلات ممتازة في توفير المواد الغذائية وأصبح للمطاعم الشهيرة من غير تسميتها هنا مواقع على الشوارع العامة وداخل المدن في المحافظات وانتشرت المقاهي بشكل وفر للعائلات وللشباب ما يريدون وكانت الأسواق تعمل بشكل مرضي كما في المدن الرئيسة .

ختاما شكرا سمو الأمير الدكتور حسام بن سعود شكرا لمعاونيك في كل جهة الذين يطبقون توجيهاتك لخدمة المنطقة وسكانها وخدمة السياح والوفود الذين وصلوا إليها والشكر موصول للإعلاميين وعلى رأسهم إعلام الإمارة ولجميع المحافظين وفروع الإدارات الخدمية التي قدمت ما بوسعها مواكبة لهذه الجائحة التي جعلت المنطقة خلية نحل بأعداد العائدين لها والسياح نتمنى أن يتم تقييم التجربة لهذا العام بتعزيز الإيجابيات ودراسة السلبيات وتلافيها في الأعوام القادمة لاسيما وأن هذه الجائحة قد تستمر بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية واستمرارية الوباء على مستوى العالم مما قد يجعل التجربة تتكرر العام القادم في زيادة أعداد السياح وعودة المواطنين للمنطقة لاسيما وأنه تم اعتماد التعليم عن بعد للعام الدراسي مما قد يبقي الكثير في المنطقة دون العودة لأمهات المدن في ظل موجات الحرارة الشديدة .

انعطاف قلم :

مستقبلا أتمنى أن يتم التخطيط لبرامج نوعية تشمل تفعيل دور المتاحف الخاصة وفرق الفنون الشعبية وتفعيل دور المسرح الذي تم تشييده في مراوه على طريق محافظة القرى وأن يتم دعم المحافظات لتقوم كل محافظة بتقديم برامج جذب للسياح لتكتمل الصورة الأجمل وإبراز المواقع والقرى الأثرية ومزارع الزيتون والفواكه الموسمية ووضعها في خارطة طريق زيارة المنطقة ومحافظاتها ودعوة وفود إعلامية لزيارة المنطقة ونقل الصورة كاملة أمام الجمهور المحب للمنطقة .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button