كلمة مكة

عامٌ دراسيٌ استثنائي

واجهت كافة الدول على مستوى العالم في ظل تداعيات الجائحة العالمية (جائحة كورونا) تحديات غير مسبوقة طالت كافة الأنشطة الاجتماعية، والسياحية، والاقتصادية، والتعليمية؛ مما أدى إلى فرض عليها واقعًا جديدًا يجب التعامل معه بحذر، والتعايش معه مع الأخذ بعين الاعتبار سلامة وصحة الإنسان واستمرار الحياة دون توقف.

وعكفت النظم التعليمية على مستوى العالم على دراسة هذا الواقع الخطير، والترجيح بين مصلحتين لايمكن الاستغناء عن أحدهما صحة وسلامة الطلاب والهيئات التعليمية، واستمرار التعليم دون توقف فكان الخيار الأقرب لتغليب المصلحتين قرار استئناف العام الدراسي بنظام التعليم عن بعد.

إن قرار التعليم عن بُعد ليس قرارًا عرضيًّا يمكن من السهول اتخاذه مالم يتوفر لدى النظام التعليمي بنية رقمية تحتية متينة، وجودة عالية للاتصال، وأنظمة حاسوبية ضخمة توفر قاعدة بيانات دقيقة، ونظام آمن معلوماتي محكم، ولقد خطت وزارة التعليم خطوات متسارعة معتمدة على استثمارات الوزارة في السنوات الماضية في تطوير نظم قواعد البيانات، وتبني العديد من الأنظمة التعليمية الإلكترونية وتطويرها الأمر الذي ساعدها في تطوير (منصة مدرستي) نظام إدارة إلكتروني تفاعلي للتعليم عن بعد.

ولقد استنفرت وزارة التعليم كافة طاقاتها، وسخرت كل جهودها لضمان نجاح الرحلة التعليمية للطلاب والطالبات في هذه الظروف الاستثنائية، فعملت في الأيام الماضية على تدريب كافة الهيئات التعليمية والإدارية والإشرافية على التعامل مع هذه المنصة وأدواتها التفاعلية، كما قادت حملة إعلامية ضخمة للتعريف بهذه المنصة، ووفرت كافة صور الدعم التقني لحل المشكلات التقنية، وهاهي اليوم تطلقها في مرحلتها التجريبية، ولم تتوقف جهود الوزارة عند هذا الحد بل أطلقت بجانب المنصة ثلاث وعشرين قناة فضائية تبث بشكل متزامن وغير متزامن؛ إضافة إلى قنوات عين على اليوتيوب.

إن جهود وزارة التعليم الكبيرة التي بذلت من أجل إتاحة كافة البدائل لاستمرار الرحلة التعليمية، إضافة للجهود النوعية التي ستقدمها المدارس، والمعلمون والمعلمات سيتحقق معها النجاح متى ماتكامل دور الأسر معها وتضافرت الجهود، وتبنت كافة مؤسسات المجتمع دورها الوطني في دعم هذه المرحلة المهمة.

لقد عكست هذه الجهود مايحظى به قطاع التعليم في المملكة العربية السعودية من رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وحجم الإنفاق السخي الذي تبذله الحكومة في سبيل الاستثمار في رأي المال البشري بوصفه رافدًا قويًّا من روافد التنمية البشرية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button