كشف الأخصائي النفسي “ماجد الغامدي” لصحيفة “مكة” عن أن الأشخاص الذين يعانون من الهلع هم الذين تعرضوا لإعتداءات وتحرش جنسي في طفولتهم مشيرًا إلى أن نسبة هؤلاء تتراوح ما بين60% مقارنة مع 40% من المصابين بأنواع أخرى من القلق، وأشار الغامدي إلى أن الإصابة ب “الإكتئاب” تتزامن مع بعض حالات نوبات الفزع واضطراب الهلع ، مؤكدا أن كل مصاب بنوبات الفزع واضطراب الهلع يمكن أن يشفى تمامًا وأن هُناك حالات كثيرة تشفى كل يوم.
جاء ذلك في حوار مع مكة تناول فيه الغامدي عددًا من الموضوعات المختصة بالصحة النفسية، فإلى الحوار؛
ماهي نوبات الفزع وإضطراب الهلع ؟
اضطراب الفزع هو أحد اضطرابات القلق التي تأتي فجأة نتيجة لتوترات جسدية مجهولة الأسباب بالنسبة للشخص المصاب والمصحوبة عادةً بالخوف الشديد من الموت أو حدوث الإغماء أو فقدان الوعي أو حدوث مرض خطير ، وهي أعراض مختلفة من القلق والخوف من سرعة ضربات القلب وسرعة التنفس يصاحبها الخوف من الأماكن العامة ومن المجهول .
ماهي أسباب حدوث نوبات الفزع وإضطراب الهلع ؟
لاتوجد أسباب واضحة ودقيقة ولكن هناك بعض التفسيرات الدينامكية ( التحليلية ) لظهور هذه النوبات، لكن قد يكون من أسباب ذلك التعرض لصدمة فقدان شخص عزيز، أو قد تكون حالة مكتسبة من المحيطين به مثل الوالدين أو الأقارب، كما تلعب الوراثة والاستعداد الوراثي دورًا في ظهور اضطراب نوبات الفزع، بالإضافة إلى أسباب فسيولوجية مثل زيادة السيروتونين والنورادرينالين من أهم الأمور التي تسبب المرض أيضا، وفي نفس الوقت فإن التحليل النفسي يعتبرنوبات الفزع ردة فعل لمواقف وقلق وإحباطات سابقة فشل المصاب في التعامل معها في حينها مما ولد في ذاته التوجس والترقب المصحوبة بالتوتر الجسمانية.
كما أن التعرض لبعض الصدمات في مرحلة الطفولة والاعتداءات حيث أشارت الدرسات أن نسبة النساء الذين يعانون من الهلع والذين تعرضوا لاعتداءات وتحرش جنسي في طفولتهم تصل إلى حوالي 60% مقارنة مع 31٪ من المصابين بأنواع أخرى منالقلق، وفي نفس الوقت فإن ستخدام المنشطات وتعاطي المواد المخدرة والكحوليات بأنواعها يعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى نوباتالهلع.
بماذا يشعر المريض عند حدوث حالات الفزع واضطراب الهلع؟
هي نوبات مفاجئة ومؤقتة تستمر لمدة دقائق يسيرة لا تتجاوز في الغالب 30 دقيقة وقد تزيد عند البعض لأكثر من ساعة وقد تتكرر في اليوم الواحد أكثر من مرة وتتزامن مع أفكار مخيفة مرتبطة بحدوث أمر مقلق بالنسبة للشخص تتعلق بالصحة والحياة وربما المستقبل مع عدم وجود خطر حقيقي ملموس وواقعي يشعر من خلالها الفرد ب سخونة ( حرارة في الجسم ) أو برودة ، وألم في الصدر والبطن، ودوخة وغثيان وخفقان وتعرق ورجفة. مع حدوث وخز في الجسم وصعوبة في التنفس، وفي نفس الوقت صعوبة في التركيز وتشتت التفكير والذهن. والشعور بفقدان السيطرة على الذات، وقد تظهر تلك الأعراض جميعها أو أكثرها على الأقل عند حدوث النوبة.
من الأكثر عُرضة لهذا الإضطراب ؟
هناك اشخاص أكثر من غيرهم عرضة للإصابة بهذا الاضطراب لذلك لابد من تقييم سمات الشخصية والكشف عن الصراعات الداخلية والمسببات الخاصة لكل شخص بالأضافة إلى أن هناك مجموعة من الأمراض قد تسبب نوبات الهلع للمريض وهي الاكتئاب: يتزامن الاكتئاب مع بعض حالات الهلع، ورهاب الساحة: يعاني بعض مرضى نوبات الفزع الخوف من الأماكن الواسعة، والرهاب الاجتماعي:يتجنب بعضمن يعاني من نوبات الفزع التجمعات خوفآ من تعرضهم للنوبة وقد يرتبط ذلك بفئة معينة أو مكان معين، بالإضافة إلى الوسواس القهري: قد يترافق هذا المرض مع نوبات الذعر لدى بعض الأفراد، وأحيانا النشاط المرضى للغدة الدرقية للإنسان يكون من الأسباب العضوية لهذهالنوبات.
ماهي اهم النصائح لمرضى نوبات الفزع وإضطراب الهلع ؟
هناك مجموعة من النصائح اذكر اهمها والتي تساعد المريض بحول الله وقوته وهي :
الأخذ في الاعتبار أن الأعراض والأحاسيس التيتشعر بها ليست إلا زيادة وتضخيمات لردود الفعل الجسمية بشكل عام ، وإن هذه الأعراض ليست مؤذية أو خطرة أي أنها فقط مزعجة ولن تحدث تطورات أسوأ منها، مع ضرورة التوقف عن زيادة النوبة وذلك بعدم إضافة أفكار مرعبة ومخيفة حول مايمكن أن يحدث بعد ذلك،والانتظار والصبر حتى يمر الخوف وينتهي لاتحاربة أو تهرب منه تقبلة وراقبة بهدوء إلى أن ينتهي. مع ملاحظة أنك عندما تتوقف عن إضافة أفكار مزعجة إلى مايجري لك فإن الخوف يبدأ بالتلاشي تلقائياً.
كيف يتم علاج مثل هذه الأعراض بشكل كامل ؟
هناك نوعين من العلاج ، العلاج النفسي الغير دوائي، ويعتمد على التفسير المنطقي للأعراض للتحكم في النوبة والسيطرة عليها. مع تعديل مسار الأفكار المرتبطة بالأعراض من خلال فنيات صرف الانتباه والتي تهدف إلى صرف تفكير المريض الغير موضوعي عن التوترات والخوفالمتزامن مع النوبة، والعلاج الدوائي، وفي بعض الحالات الشديدة أثبتت بعض الأدوية النفسية فعاليتها في معالجة اضطراب الفزع ويتم تحديدها عياديآ حسب احتياج المريض وأعراضه يحددها له الطبيب النفسي.
مالذي ينبغي على المريض أن يلتزم بهِ بعد الشفاء ؟
هناك مجموعة من الأرشادات والتعليمات التي نوصي بها بعد الشفاء على سبيل المثال توقع حدوث بعض المخاوف والذي يمكن أن تستثير بنفسك أحيانا وتعلم طرق السيطرة عليها ، ووضع خطة شخصية لتحديد أهداف كل شخص ثم العمل على تحقيقها ، وتعلم بعض المهارات الحياتيه والتي لها دور في رفع الثقة بالذات مثل مهارات التعامل مع ضغوط الحياة – تقدير الذات – مهارات إدارت الانفعالات – إدارة الأفكار والمشاعر، مع ممارسة الرياضة وهي ضرورية لصحة وكذلك أن التمارين الرياضية تعمل كطريقة لإلهاء العقل عن التفكير في الأمورالمسببة للهلع.
كلمة أخيرة ؟
وأخيرًا لكل من هو مصاب بنوبات الفزع واضطراب الهلع يمكن أن يشفى تمامًا وهناك حالات كثيرة كل يوم تمر علينا يتم شفاؤها بالكامل وهذا يعزز فيك الثقة ويعطيك دافع قوي في تحقيق اهدافك وطموحك وأنه لن يكون عائق لك في حياتك ، وأسال الله العظيم الشفاء التام العاجل لكل مريض.