عبدالرحمن الأحمدي

التعليم عن بُعد ومكانة المُعلم المفقودة !

شدتني مؤخراً عبارة متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في خِضم الأحداث المصاحبة للظرف الصحي الاستثنائي فايروس “كوفيد19” وتحديدا في جانب التعليم عن بعد تقول العبارة: “كل الجهات اجتمعت وزارة التعليم، ووزارة الصحة،وشركة الاتصالات، وأولياء الأمور، ومن توفير البرامج والتطبيقات؛ لسد عجز كان يسده المعلم بصمت” وهي كلمات وصفت أغلب مايقوم به المعلم في عمله اليومي وليس مجمله. وللأسف كان ومازال بعض المتابعين يتندر بالمعلمين من حيث امتداد الإجازات الرسمية، ومن دخل المعلم، ومن قلة العمل بتعليقات سخيفة، ونكات سامجة، وغيرها من المواقف غير المسؤولة. والآن وبعد أن شاهدوا المعاناة اليومية مع أبنائهم في منازلهم عرفوا القيمة الحقيقية لهذا المعلم الذي يستحق منا كل التقدير والاحترام.

وقد يعتقد الأغلبية أن المعلم ومن خلال دوامه اليومي يقوم بالمهام الرسمية المناطة به فقط من الشرح، وإعطاء الأنشطة المصاحبة للدروس، والواجبات المقررة، والإشراف اليومي، والمناوبة ولايعلمون بأنه يقوم بمهام إنسانية أبوية متنوعة فهو يعد بمثابة الأب الثاني للطالب. فمثلا كثير من السلوكيات الخاطئة والتي لا يستطيع الأب أو الأم تعديلها بسهولة يستطيع المعلم وبكل محبة أن يعدل من سلوك الابن الخاطئ إلى السلوك الحسن؛ نظرا للثقة المتبادلة بينهما، وأيضا للمعلم دور آخر هام وخاصة المرشد الطلابي وهو بطبيعة الحال أمين لأسرار الابن الخاصة وسبب بعد توفيق الله في حل المشكلات الشخصية، وتجاوز المعاناة المرافقة للابن بعد الاستماع له والتفهم لظروفه الطارئة وبعد التواصل مع المنزل إن لزم الأمر، ومع بعض المعنيين من المعلمين، وغيرها من المواقف التي تسجل بمداد من ذهب للمعلمين كافة.

إن المأمول من المجتمع إدراك الدور العظيم لمهام المعلم داخل الميدان التربوي والتعليمي، وهي أدوار قيادية قد تكون غائبة للأسف في الفترة الماضية عن أغلب أذهان أولياء الأمور ولكن يبدو أن الصورة اتضحت الآن بشكل كبير ولعل هذا من بعض محاسن هذا الظرف الصحي الاستثنائي، وكما قيل “رب ضارة نافعة” فهل نرى في الأيام القادمة وبعد زوال هذه الجائحة عن الكرة الأرضية كلها بمشيئة الله تعالى استعادة المكانة اللائقة للمعلمين من تقدير مستحق، واحترام متبادل، وثقة كبيرة بعد أن اهتزت هذه الصورة كثيرا بفضل بعض مواقع التواصل الاجتماعي المسيئة، وبمباركة من بعض المسلسلات التلفزيونية التافهة التي تُحط من قدر نخبة فاضلة.. تلك النخبة التي كانت ولاتزال تقدم للوطن المبارك كل الطاقات البشرية المتعددة وفي جميع المجالات الحياتية التعليمية، والأمنية، والطبية، وغيرها. وفي الختام نرفع كل التحية والثناء للمعلمين الأفاضل.

Related Articles

One Comment

  1. المعلم هو العمود الفقري في بناء المجتمع …
    يجب ان يعلم الجميع ان المعلم هو الموظف الوحيد الذي عمله متصل سواء انتهى اليوم الدراسي او لم ينته ..وانه الموظف الوحيد الذي يكلف بدورات اثناء الدوام وخارج الدوام بدون مقابل ..وغيرها وغيرها من المزايا التي لايحرم الاالمعلم منها وتمنح لكل الموظفين …
    فنسأل الله أن يحفظ معلمينا ومعلماتنا ويوفقهم ويسدد على طريق النجاح خطاهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button