د.هاشم عبده هاشم

لا بديل عن التعليم الافتراضي ولكن

نحن مطالبون كمجتمع .. وكأجهزة حكومية ممثلة في وزارة التعليم .. ومديري الجامعات .. ووزارة الصحة ووزارة الاتصالات والتقنية، أن نكون على أتم الاستعداد ليس فقط لبدء عام دراسي جديد افتراضي بنجاح؛ لأنه لا بديل لنا عن ذلك بحكم استمرار وجود وباء كورونا وتجنب تكرار خطأ بعض دول العالم التي تجاهلت الفايروس، وفتحت المدارس، ثم مالبثت أن عادت فأغلقتها.

أقول هذا الكلام الآن .. وخلال الفصل الدراسي الأول .. وربما نحتاجه -كذلك- في الفصل الثاني من العام الدراسي حتى نكون أكثر اطمئنانًا.

لكن ما نحتاجه أكثر من ذلك هو:
أولًا: تحديد وزارة الاتصالات حجم ونسبة التغطية لمختلف أرجاء المملكة بالتغطية الالكترونية بدقة بهدف التعامل مع طلاب وطالبات المناطق خارج التغطية بصورة عادلة من قبل وزارة التعليم عند احتساب نتائج الاختبارات.

ثانيًّا: تأكد وزارة التعليم من أن جميع مدارسها، وفي جميع مراحل التعليم وبالذات في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة تقوم بواجبها على أكمل وجه، بل وبجهد مضاعف لمساعدة الطلاب والطالبات على الاستيعاب بالاضافة إلى قيامها بالاعلان عن كامل التفاصيل عن القنوات التلفزيونية التي ستقوم بنفس المهمة للاستعانة بها في المناطق التي لا تصلها التغطية الإلكترونية، وتقليل نسبة الفاقد.

ثالثًا: تأكد كل من وزارة الصحة ووزارة التعليم من أن لدينا القدرة على تغطية جميع مدارسنا بكافة الخدمات الصحية الوقائية لضمان سلامة أطقم التدريس الآن .. والطلبة والطالبات في المستقبل، وقبل اتخاذ قرار مباشرة الدراسة بالحضور الكامل .. أو اتخاذ قرار استمرار العام الدراسي إلى آخره افتراضيًا في حالة صعوبة توفر الامكانات المطلوبة.

وكما قلت أكثر من مرة .. فإن نجاح التجربة من عدمها تتوقف على الدور الرئيسي المطلوب للأسرة وبصورة غير مسبوقة .. لأن إذا لم تتابع الأسرة أبناءها وبناتها؛ فإن النتائج سوف تكون غير مرضية للجميع، وهذه معضلة لا سيما إذا نحن عرفنا أن الآباء يكونون -في العادة- منشغلين خلال النهار بأعمالهم وبالتزاماتهم الوظيفية خارج المنزل نهارًا.
وكنت أتمنى أن تجري عدة ورش بحيث تجمع بين جهات الاختصاص هذه وبين العاملين في المدارس .. ويشارك فيها الأباء والأمهات وبعض المعنيين بالجوانب التربوية والصحية والتقنية .. بهدف التغلب على مشكلات التعلم عن بُعد وإيجاد الحلول العملية تحقيقًا للمردود المطلوب، وتجنب تضرر العملية التعليمية، وضعف معدل استفادة الطلاب والطالبات.
وبكل المقاييس .. فإن التجربة مهمة .. والتعاون المشترك بين الجميع مطلوب، وإيجاد الحلول العملية للمشكلات سيكون مفيدًا للجميع طلابًا ومعلمين ومقدمي خدمات طبية.. ومجتمع.. وعلينا أن نخرج منها بالحد الأدني من الخسائر إن شاء الله تعالى.

وعلينا ألّا ننسى الأسر محدودة الدخل وضعف قدرتها على توفير متطلبات التعليم عن بُعد، وحاجتها إلى تحريك المجتمع بأسره للوقوف معها، والمساهمة في تقديم العون المطلوب لها جنبًا إلى جنب دور الأجهزة المعنية بهذه الفئة في الدولة.. والله المعين.

د. هاشم عبده هاشم

عضو مجلس الشورى السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى