قال صاحبي: بعد أن هدأت العاصفة، وأينعت ثمارها، وتم حصادها، كم لدينا كلية وقسم دراسي في جامعاتنا متخصص في تدريس الإعلام؟، منذ متى وهذه الجامعات تدفع بخريجيها في الإعلام إلى سوق العمل؟ أين هم الآن؟ ألا يوجد من بين هؤلاء الخريجين متميزين ومبدعين، أوصدت أبواب الإعلام بجناحيه في وجوههم؟ هل القصور في العمل، أم في التعليم؟ لماذا أبدع خريجو الإعلام في فضائهم الخاص من الأفلام القصيرة إلى مختلف أدوات السوشال ميديا؟
اتخذت بلادنا قرارها في توطين الوظائف بشكل عام، ولكن من المهم تصنيف بعض هذه الوظائف، وتقسيمها إلى مهن يتطلب شغلها توافر مهارات خاصة لمن يشغلها، وهذا يستلزم تعريف هذه المهن، وخصوصًا الإعلام والإعلاميين، علمًا أنه فضاء مفتوح في تقديري على الأقل لمن رزق موهبة إعلامية، فالإعلامي الناجح يولد ثم يصنع وتصقل موهبته في ميدان الإعلام الحقيقي، فليس كل من حمل شهادة في الإعلام هو إعلامي ناجح ومؤهل للعمل في سوق الإعلام.
هناك فرق بين الموظف والإعلامي، هذا الفرق لا يدركه الكثير، فالإعلام رسالة، قبل أن يصبح وسيلة ووظيفة، لمن يطلب القرب منها صفات خاصة، تنعكس على مستوى الأداء، وإدراك أهمية وخطورة هذه المهنة، وإذا تحققت هذه الأمور مع التدريب المتميز، فهو سينعكس إيجابًا على الخطاب الإعلامي، ومحتوى البرامج والمسلسلات والأغاني وحتى الإعلانات التجارية التي يتم اختيارها لعرضها في إعلامنا، فالمشكلة ليست التوطين بمعناه العام، ولكن البحث عن الكوادر المتميزة، من خلال التعاون مع الجامعات، ومن خلال البحث من قبل الإعلام نفسه، عن هذه البراعم الإعلامية واستقطابها وتبنيها، حتى وإن كانت على مقاعد الدراسة.
إننا بحاجة إلى تضافر الجهود والمبادرات الإعلامية والبرامج التي تمهد أمام إعلاميي المستقبل طريق الاحتراف في المهنة، فبلادنا ولادة النخب في المجالات كافة، وجامعاتنا مهيئة لتقديم المعرفة في حدودها المقبولة والمتعارف عليها في الأوساط الأكاديمية، يبقى البحث عن هذه المواهب وتشجيعها وتدريبها ومنحها الفرصة والصبر عليها، هنا أستطيع القول إن مستقبل إعلامنا قائم على أيدي أبنائه؛ فالإعلام صناعة متخصصة، وليس وظيفة عامة، يشغلها كل من طلبها.
وحتى لا ألقي باللائمة على إعلامنا الوطني وحده، فكليات وأقسام الإعلام في جامعاتنا مطالبة بالتحديث والتطوير والمراجعة المستمرة لبرامجها، والتكيف مع البيئة الاتصالية الجديدة، وفهم المتغيرات الدولية والإقليمية، وبناء مناهجها وخططها الدراسية بما ينسجم مع الحاضر والمستقبل المنظور، والعمل إما مع قطاع الإعلام بفرعيه على إنشاء مراكز تدريبة عصرية في المدن الرئيسية على الأقل في المرحلة الأولى، وأن لا تغلق في نهاية العام الدراسي ليستفيد منها الراغبون في تطوير وتنمية مهاراتهم الإعلامية من طلاب الإعلام في بقية مدن الوطن في فترة الصيف، وأن يختار لها المدربون الأكفاء في التحرير والتقديم والتصوير والإضاءة، والحوار، والإخراج، وغيرها من فنون الإعلام.
هل هذا يكفي؟ الجواب بالنفي، فالإحاطة بالجوانب المهنية وحدها تشكل خمسين بالمائة مما يجب على الإعلامي الإلمام به وإجادته، فأول المعلومات التي يجب على الإعلامي وهو في طور التكوين استيعابها جيدًا، هو أن الإعلام يؤدي دورًا مؤثرًا في بناء وعي المجتمع، بل إنه من أخطر القطاعات الحيوية المؤثرة في حياة الناس، وتثقيفهم وتوعيتهم بالقضايا المجتمعية، وما يحيط بهم من متغيرات سياسية واقتصادية وتقنية وغيرها، وأن الموهبة وحدها لا تصنع منه إعلاميًّا ناجحًا، فلا بد أن يقرن معها ثقافة عامة، وقراءة دائمة، وأن يركز على مجال بعينه، يمنحه اهتمامه وتركيزه.
وبناء على ما سبق يجب أن يتوجه العمل إلى البحث والتنقيب عن المواهب السعودية، والأهم من هذا أن تدرك المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة، أن إيجاد كادر إعلامي وطني، ليس من باب السعودة، وتلبية لمتطلبات الجهات الرسمية، بل إنه واجب وطني وهدف استراتيجي ومسؤولية أخلاقية، تجاه الوطن والمواطن، فالإعلام يشكل الضلع الرابع للقوات الجوية والبرية والبحرية، مع عدم إغلاق الباب أما الكفاءات العربية المتميزة مهنيًّا وأخلاقيًّا؛ للاستفادة من خبرتها ومزجها مع أبناء الوطن لتحقيق الفائدة المرجوة.
قلت لصاحبي: الإعلام ليس امتلاك الوسائل، بل امتلاك الكوادر، والدفاع عن الوطن ليس بالسنان وحده، بل باللسان.
مقال توطين الاعلام
له حبكة مميزه جداً
عادلة
سلاسة في التعبير
واسترسال في افكار مت ابطة تنم عن عقلية مبدعه
وبناء على ما سبق يجب أن يتوجه العمل إلى البحث والتنقيب عن المواهب السعودية، والأهم من هذا أن تدرك المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة، أن إيجاد كادر إعلامي وطني، ليس من باب السعودة، وتلبية لمتطلبات الجهات الرسمية، بل إنه واجب وطني وهدف استراتيجي ومسؤولية أخلاقية، تجاه الوطن والمواطن، فالإعلام يشكل الضلع الرابع للقوات الجوية والبرية والبحرية، مع عدم إغلاق الباب أما الكفاءات العربية المتميزة مهنيًّا وأخلاقيًّا؛ للاستفادة من خبرتها ومزجها مع أبناء الوطن لتحقيق الفائدة المرجوة.
هنا انت صدقت ١٠٠٪ لانك احببت الفائده ل ابناء الوطن من تقبل الاخرين والتعاون والتعلم منهم ايضاً .
دكتورة هناء حسين
شكرا لكم د هنا
نحن بحاجة للنبش والبحث عن المواهب وتشجيعها فالاعلام سلاح وقوة ناعمة يجب استثمارها
اكرر الشكر