أحمد حلبي

محمد المفرجي المعلم والصحفي

قبل التحاقي للعمل بجريدة النـدوة، كانت جريدة الندوة هي الأولى التي أتصفحها بشكل يومي، وكان يوم الأحد يمثل يومًا مختلفًا عن أيام الأسبوع؛ حيث يصدر الملحق الأدبي الذي يعده الأستاذ /محمد موسم المفرجي ـ يرحمه الله ـ، وكنت حينها مولعًا بقراءة الشعر والقصص، فأعجبت بالملحق ومعده، وحينما التحقت للعمل بجريدة النـدوة متعاونًا، كان الأستاذ / محمد موسم المفرجي ـ يرحمه الله ـ، سعدت بالالتقاء بهذه الشخصية التي نالت إعجابي، وازداد ذلك الإعجاب بأسلوبه الأدبي، وحسن تعامله مع الجميع.
وحينما عزمت على كتابة ترجمة مختصرة لسيرته، وجدت أن بها محطات تحمل أعمالًا قدمت ومنجزات برزت، ومن الصعب تجاهل ما قدمه من أعمال خاصة تلك المتعلقة بمكة المكرمة المدينة التي ولد بها عام 1366هــ وتلقى تعليمه على ثراها، فكان أحد خريجي معهد إعداد المعلمين، ثم حصل على دبلوم مركز الدراسات التكميلية عام ١٣٨٧هـ، ليكون واحدًا من معلمي التعليم العام معلمًا، ودخل المجال الصحافي محررًا ومتابعًا للأنشطة الأدبية، ومكنه تخصصه في اللغة العربية وعلاقته الجدية بالوسط الأدبي من تسلم الإشراف على (ملحق الندوة الأدبي)، الذي تحول في عهده إلى واحد من أقوى الملاحق الأدبية التي يتسابق نحوها القراء، وكان من أكثر الصحفيين التزاما بالأصالة، وتناول مع زميله الأستاذ / محمد عبدالله مليباري ـ يرحمه الله ـ موقفًا قويًّا ضد الحداثة ومؤيديها.
وإضافة لإشرافه على ملحق النـدوة الأدبي الصادر كل أحد، كان مقاله الأسبوعي بالصفحة الثالثة كل يوم اثنين يحمل قضايا المواطنين وهمومهم، وطوال فترة زمالتي له داخل أروقة جريدة النـدوة لمست فيه الشخصية الأدبية المثقفة، الحريصة على خدمة الآخرين وإسعادهم.
وللأستاذ / محمد المفرجي ـ يرحمه الله ـ العديد من الإصدارات من أبزرها (رفيق الوجد)، و(وهج الحروف) و(الأندلس ورماد التاريخ) و(سوق عكاظ)، وأخيرًا (المرحلة) الذي وثق في أجزاء منه تجربته مع المرض، الذي تنقل بسببه بين الدول والأقطار باحثًا عن علاج له.
وحظي المفرجي ـ يرحمه الله ـ باحترام وتقدير الكثيرين داخل المملكة وخارجها، ومكنته ثقافته العالية وأسلوبه الأدبي المميز من اعتلاء المنابر الإعلامية والثقافية، متحدثً ومحاورًا بأندية أدبية ومحطات إذاعية، وهو عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، واتحاد جماعة أبولو الجديدة، ورابطة الأدب الحديث.
والمفرجي الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الخميس التاسع من محرم عام ١٤٢٦هـ، الموافق ١٩/ ٢/ ٢٠٠٥م ، بعد رحلة طويلة من المرض، فضّل الترجل عن العمل الصحفي والابتعاد عنه، قبل وفاته بسنوات قلائل، فكان ترجله خسارة كبرى للنـدوة وقرائها.

أحمد صالح حلبي

كاتب مهتم بشؤون الحج

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ‏رائع أستاذ أحمد كنت أطمع أن يكون لكل شخصية تكتب عنها صور تعرف الأجيال بهذه الشخصيات ‏وجزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى