حين راهن العيناويون على تقدم فريقهم، ويشق طريقه عابرًا المسالك الصعبة وصولًا للمنصات العليا في المنافسات الرياضية لكرة القدم على مستوى المملكة، أدرك الوسط الرياضي بأن المراهنة ستكون ناجحة لعدة اعتبارات:
أولًا: التخطيط المدروس وفقًا للمفاهيم والأسس الصحيحة للتخطيط بعيدًا عن العشوائية أو العاطفة الجيّاشة، وكان لهم ذلك إذ تجاوز فريق كرة القدم العقبة الكؤود التي اصطدمت بها أندية الباحة، وكان لفريق العين القدرة على تخطي هذه الصعوبة، والتي رسخت طويلًا في أذهان الكثيرين من أبناء منطقة الباحة، والتمكن كخطوة أولى من الانتقال إلى الدرجة الثانية بدون هزيمة، ومع الإصرار والتخطيط الجيد تمكن الفريق من تحقيق المركز الثالث في دوري الدرجة الثانية؛ مما أهّلهم هذا الإنجاز لدوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى؛ حيث يواصل تألقه واستمرار بقائه في المقدمة، ومع مشاهداتنا لمباراته نستطيع القول بأن فريق العين مؤهل لأن يدخل في قادم الأيام مع الأندية الكبيرة في الدوري السعودي؛ ليكون ندًا عنيدًا وفريقًا مهيبًا يشق طريقه كالحصان الأبيض محققًا طموحات وآمال أهالي منطقة الباحة رياضيين وغير رياضيين بعد عناء دام ما يقارب نصف قرن من الزمن وأندية الباحة، كانت تقبع في محطة الانتظار ليراهن نادي العين بأن منصات التتويج يمكن الوصول إليها بكل جسارة وجدارة، وبطبيعة الحال جاء هذا النجاح والتألق نتيجة جهود كبيرة وتضحيات عديدة ومتابعة مستمرة، وتعاضد، وتكاتف، وانسجام، والأهم الرؤية الدقيقة للهدف.
ثانيًّا: الدعم السخي الذي حظي به النادي، وكان لسمو الأمير الدكتور حسام بن سعود المبادرة، واليد السخية لقناعة سموه الكبيرة بأن نادي العين قادر على إعطاء صورة مضيئة وبيضاء للرياضة في منطقة الباحة، فكان لسموه الكريم الموقف المشرف والتوجيه الدائم والتعزيز المستمر، وأيضًا الدور الفاعل لرئيس النادي رجل الأعمال الشاب مازن رداد الذي أدار دفة النادي بكل اقتدار وجدارة نحو المسار الصحيح متخطيًّا الصعاب متجاوزًا العقبات، ومعه أيضًا رجال الأعمال الذين يستحقون جميعا الشكر والتقدير والثناء.
ثالثًا: الدور البارز لنائب رئيس مجلس الإدارة الأستاذ سليمان الغامدي الذي تسلم حقيبة الفريق مع فريق العمل، وحددوا مواطن القوة، وكذا مواطن الضعف، عززوا مواطن القوة، ودرسوا نقاط الضعف، وأحسنوا في اختيار العناصر الجيدة من اللاعبين الذين فعلًا يحتاجهم النادي؛ ليشكل فريقًا منسجمًا عنيدًا وقويًّا ومهيبًا؛ ليواجه أندية ذات خبرة إلا أن الحصان الأبيض لم تؤثر فيه الهالة بوجود أندية كانت في الممتاز، بل وقف بكل ثقة؛ ليكون في المقدمة.
رابعًا: الدور الجميل من أهالي منطقة الباحة فمن عقود وهم يتطلعون؛ لأن يمثل منطقتهم ناد من الباحة وهاهو الحلم يتحقق بوجود نادي العين الرياضي، وبطبيعة الحال وجود ناد في الدرجة الممتازة يعطي صورة ناصعة وصادقة لما تشهده المنطقة من تنامٍ على كافة الأصعدة، ويقف خلف هذا الإنجاز قائد التنمية بالمنطقة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة.
خامسًا: ولمّا كانت التجربة التي خاضها نادي العين ناجحة بكل المقاييس تمكن بالفعل من الوصول إلى مواقع المنافسات القوية، ومنصات الشرف الرفيعة؛ فإن أنديتنا الأخرى هي أيضًا غالية علينا كنادي الباحة والحجاز وقلوة، وتحتاج الدعم والوقوف من رجال الأعمال؛ لتشق طريقها حتى ولو كانت في مجالات أخرى كلعبة الطائرة والسلة ألعاب القوى وغيرها.
لقد اصبت كبد الحقيقة
تقرير رائع بروعة ابا رائد