من أعطى الحق لعدد محدود بالمجتمع تدشين حسابات في تطبيقات التواصل الاجتماعي ذات طابع فئوي، بعبارة أخرى تمثل فئة وجزءًا من المجتمع من حيث الفكر أو الاهتمامات أو الجغرافيا أو التاريخ.
لاشك أن وسائل التواصل الاجتماعي برزت لتعزز التواصل الشبكي بين أفراد المجتمع؛ ولتسهيل تبادل المعلومات والأفكار بين الأفراد، والأهم رفع مستوى التأثير في اتجاهات المجتمعات.
وفي الآونة الاخيرة انتشرت حسابات غير رسمية ذات اهتمامات فئوية؛ حيث ترصد الأحداث والأخبار الخاصة بجزء معين من المجتمع، وتحفز موقع الثقافة الفرعية الرائجة بين أفراد الفئة، ولا ضير في ذلك. ولكن مؤخرًا، ومع استمرار هذه الحسابات وازديادها وتشعبها أصبحت الهوية الفئوية والفرعية متصدرة للمشهد والمحتوى الاتصالي. بل أصبحت هذه الحسابات الفئوية منصات للدعاية للثقافة الفرعية.
وبحكم أن مجتمعنا السعودي هو مجتمع شاب وفتي، بالتالي من الضروري تعزيز الحسابات ذات الطابع الوطني الشمولي، والتي تركز على الثقافة العامة، واللحمة الوطنية، والقيم السعودية، والتاريخ، والإنجازات السعودية. من المهم مراجعة هذه الحسابات الفئوية من حيث الاهتمامات والإدارة والمحتوى وطبيعة الدور الموكل لها والقيم التي تعززها، حتى نكون واثقين من تكامل هذه الحسابات مع الحسابات الرسمية والوطنية.
هذه الخطوة الوقائية تعزز الانتماء، واللحمة الوطنية، والولاء للوطن، وتقلل من ظاهرة التعصب، والمذهبية، والعنصرية، والتنمر في الفضاء الاتصالي.