المقالات

كوارث الاتحاد

لا أبالغ إذا قلت إن نادي الاتحاد طوال تاريخه لم يتعرض لمطبات، ومنعرجات، ورداءة أوضاع كما حصل له في تحضيراته لاستئناف الدوري، ولم يحصل أخطاء إدارية كما حصل للاتحاد هذا الموسم التي وصلت إلى درجة لا يصدقها العقل نهائيًّا.

كانت بعض الفرق تتوقع استئناف الموسم مثل الهلال والفتح والاتفاق وضمك؛ لذا وضعت برنامجًا تحضيريًّا وضح تأثيره الإيجابي من أول مباراة بعد العودة، بينما هناك فرق لم تتوقع العودة بنسبة 99% مثل الاتحاد، والنصر، والفيحاء، والحزم، والتعاون، وانعكس ذلك سلبًا بشكل سافر، ووضح أن نسبة 99% سالب، ونسبة 1% موجب وافهم يا فيهم.

ما علينا تعالوا للاتحاد محور الحديث، إدارة الاتحاد والجهاز الفني ناموا في عسل كورونا، واستبعدوا استئناف الدوري، لذا أسقط في أيديهم عندما تم إقرار استئناف الدوري، وأصبحوا أمام ورطة، وتحدٍ صعب للغاية لسببين، الأول الضائقة المالية التي تعصف بالنادي، والثاني ضيق الوقت بين بداية الاستعداد وبداية المباريات الرسمية، وزاد الطين بلة بداية معسكر أبها؛ حيث عصفت الظروف بالفريق مما أخلّ بتحضيره، بل لا أبالغ إذا قلت إن الفريق لم يكتمل إعداده إلا بعد مباراة الأهلي.

الذين انتقدوا الفريق بعد مباراة أبها ثم الأهلي، وطالبوا بالروح، لا يفقهون في الرياضة شيئًا، أو هدفهم بعثرة أوراق الفريق، وصب الزيت على نار النادي المغلوب على أمره، ولا أعلم كيف يطالبون بالروح من فريق لم يكتمل إعداده لياقيًّا؟ والذين انتقدوا تعيين حامد البلوي مديرًا تنفيذيًّا ظلموه فقد سكب كل خبراته من أجل ترميم وعلاج مشاكل الفريق، وقد وفق في ذلك كثيرًا.

نعود لكوارث الاتحاد التي بدأت بالتحضير للعودة متأخرًا عن بقية الفرق، وهي فترة لا تكفي لتجهيز أي فريق في العالم؛ لأن جميع الفرق التي توقعت العودة استعدت ببرنامج في المنازل بٱشراف الأجهزة الفنية عدا الاتحاد الذي لم يعمل برنامجًا تحضيريًّا عن بُعد وهذه كارثة، أما ثالثة الأثافي فلا يوجد في الاتحاد مدرب لياقة متخصص وفق الأسس العلمية المتبعة، أما سالفة سوء وضع الفندق الأول للفريق فهي غير حقيقية، بل إن الفندق موقعه جميل، وخدماته مساوية للفندق الثاني، بل إن الطرق المؤدية له من وإلى ملعب التمرين سهلة وبعيدة عن زحام السياح في أبها، وكان السبب والحل لهذه المعضلة معلوم ولكن!!!!

تعالوا للجهاز الفني، وللذين يقيمونه، ولا أعلم كيف يتحدث الناقد الرياضي عن أمر لا يعدل فيه، – أحد الحكماء يقول إذا اختلفت مع شخص ولم ينصفك فتجنبه -، ماذا يفعل المدرب إذا كان وصل لأبها ولم يجد فريقًا يجهزه للعودة؟ ماذا يفعل ورابطة الاتحاد في أبها وبكل صفاقة يقابلون اللاعبين بالقبلات، وصور السلفي في عز انتشار فيروس كورونا؟ ماذا يفعل وأهم ركائز الفريق تغيبهم كورونا، وثلاثة لاعبين مصابين أهمهم زياد المولد؟، وكمل الناقص خروج فهد الولد من المعسكر وهو أهم ورقة فنية لديه؟ ماذا يفعل المدرب وعلم التدريب يقول إن الحد الأدنى لتجهيز أي فريق في العالم للموسم يحتاج ستة أسابيع فلم يجد وقتًا ولم يجد لاعبين مكتملين؟، ماذا يفعل والظروف تكتفه وترمي به في بحر المشاكل ويقال له إياك إياك أن تخسر، ومطلوب منه القتال بدون سلاح؟ هنا يبدأ العقل والمنطق لدى العقلاء، أما الذين تخصصوا في المطالبات بإلغاء عقود المدربين، وتحميل النادي المزيد من الديون، ويفتتون وحدة الفريق سنويًّا، فهذا ديدنهم وليتهم يقتدون بالإعلام الهلالي فقط.

معسكر أبها كان كارثة حقيقية على الفريق، وكشفت المباريات الودية، ونتائجها السلبية، واللياقة البدنية المفقودة، جزء وليس الكل من الكوارث، وكان فيه جهد إداري، وفني كبير، ولكن ماء المشاكل والغيابات زادت الطين بلة، وكان الوضع كوارثي وخارج السيطرة تمامًا.

عمومًا نفذ الاتحاد من ورطة الهبوط بالحظ، ودعاء الوالدين، واستعاد هيبته ووقاره في الوقت المناسب، وأصبحت الإدارة مطالبة بتلافي سلبياتها بالتركيز على الثبات والاستمرارية والاستقرار الإداري والفني، وعدم إلغاء عقد أي لاعب مالم يكن البديل أفضل مع التسوية المالية المسبقة، وعدم صرف ريال واحد لأي لاعب خارج العقد الملزم للطرفين كما حصل مع كوستا فقد تكسب لاعب بهذه الطرق البدائية، لكن الكيان يخسر كل اللاعبين بهذه الأساليب البالية وغير العادلة، وبقيت نقطتان سلبيتان كارثية في معسكر أبها كادت تدمر الفريق لولا لطف الله بهذا الشيخ الوقور، ولم أتطرق لها، حفاظًا على استقرار الاتحاد، سوف أقدمها لحامد البلوي بشكل خاص، لأنها تعنيه لوحده.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button