أحمد حلبي

يحي كتوعة جندي أصبح مذيعًا

لم أعرفه عن قرب سوى في السنوات الاخيرة من حياته، يوم كان يتولى مسؤولية الإعلام بنادي مكة الثقافي الأدبي، غير أن صوته سبق لقاؤه حينما كان ينقل من داخل أروقة المسجد الحرام أذان وصلاة المغرب، وكان لتناغم صوته مع دعائه وقع مؤثر على القلوب.

ذلك هو الأستاذ / يحي بن حسن كتوعة ـ يرحمه الله ـ المولود في مكة المكرمة عام 1930 م، والذي عاش اليتم بثراها الطاهر، داخل أروقة دار الأيتام بمكة المكرمة، ومنها خرج ليبدأ حياته العملية بوظيفة جندي في وزارة المالية، إبان تولي الشيخ محمد سرور الصبان ـ يرحمه الله ـ مسؤوليتها، لكنه لم يستمر بوظيفته هذه أكثر من عام، انتقل بعدها إلى المجال الإعلامي للعمل كمذيع في أوائل السبعينيات الهجرية، ويبدأ في التدرج الوظيفي، منها سكرتيرًا لمدير الإذاعة الأستاذ / عباس عزاوي – يرحمه الله -، ومنها انتقل للعمل كمراقب عام للبرامج في وقت لم يكن للإذاعة تواجد إلا إذاعة جدة.
وعمل الأستاذ / يحي كتوعة ـ يرحمه الله ـ كمعد ومقدم للعديد من البرامج، وكلف بالعمل مديرًا عامًا لإذاعة جدة لفترة وجيزة، وفضل أن يختم سنوات عمله في مكة المكرمة، فعاد إليها ليعمل مذيعًا في مكتب الإذاعة بمكة المكرمة، حتى تم تكليفه مديرًا لمكتب الإذاعة بمكة المكرمة.
وعمل كمعد ومقدم للعديد من البرامج، والتي قال عنها حسان يصعب تعدادها في سطور، وألف سلسلة من تمثيليات خالة خديجة بالهجة المكاوية، وتم جمعها في كتاب أصدره نادي مكة الثقافي الأدبي، كتب كلمات لبعض الأغاني، التي تغنى بها كل من فوزي محسون، وفتى الشهباء ـ يرحمهما الله – ومحمد عبده.
يعد كاتب سيناريو مميز، فقد صنف العديد من الحلقات التربوية، والعلمية، والتوجيهية الهادفة ، وقدم “قصة السلامة المروية” بالاتفاق مع إدارة المرور، وهي حلقات اجتماعية هادفة، تحمل رسائل توعية للجمهور مليئة بالنصح، والإرشاد
وأشهر اعماله الدينية، آداب الإسلام للحجيج، وسيناريو قصص الأنبياء، وسيناريو السيرة النبوية، وشرح أسباب النزول.
توفي في عام 1412 هــ، ودفن بمقابر المعلاة بمكة المكرمة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سيرة لمذيع عاصرناه لأجيال عديدة ذاك جيل العملاقة الذى بنوا أنفسهم من موقع الألم وحفروا بين الصخور كل حروف الإبداع رغم كل الظروف و ضيق العيش في تلك الفترة فكانوا منارات ومنابر للإبداع رحم الله المذيع المتألق يحي كتوعة
    سلمت أناملك أستاذ أحمد علي الطرح الراقي والمبدع وإلقاء الأضواء عل جيل الزمن القديم لعل وعسى يكون ذلك دافعاً لشباب اليوم الذين يريدون الوصول بسرعة الصاروخ ويلقون باللوم على بلادهم ومجتمعهم لعدم توفير الفرص لهم وما عرفوا أن العمل والنجاح هو يكون من خلال الرغبة و العزيمة والإصرار وخلق الفرص من الجيدة من كل مستلزمات البيئة وفقك الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى