الحقيقه ان أردوغان يتلون في العالم السياسي كالحرباء فالان يريد الجلوس مع الجانب المصري بعد سنوات طويله بالاتهام أن نظام مصر منقلب * فكيف يرضخ لنظام غير ديموقراطي من وجهة نظره .
ويريد أن يبحث مع مصر تكوين محور إقليمي يمنع تمدد امريكا فى المنطقه بالرغم من صداقته للامريكان وموافقته عام ٢٠٠٥ أن يكون ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير هو نفس الاردوغان الذي يتحدث عن الحريات والديموقراطية وقضيه جمال خاشوشقي ولكنه يضع المعارضين فى السجون ويموت النشطاء فى معتقلاته ويغلق الصحف ويحارب داعش ولكنه يفرج عن عناصرها من سجونه واتهمته روسيا أن يحصل على البترول من داعش فى الأماكن المسيطرة فيها على البترولورغم أن أردوغان يتحدث عن القدس دوما وحقوق فلسطين الا أنه وافق على أن القدس عاصمه إسرائيل واعاد العلاقات الاسرائيليه التركيه المقطوعه من ٢٠١٠ بسبب السفينه مرمرة التركيه التى قتل أفراد منها على يد إسرائيل أثناء رحلتهم لتسليم مواد غذائيه لغزة أنه أردوغان خليفه المسلمين من يقنن منازل الدعارة ويسمح بالمثليه الجنسيه ويمنع المياه عن المسلمين عن طريق سدود يبنيها فى تركيا تحجب الماء عن العراق وسوريا أردوغان الذي القي القبض على القس الأمريكي اندرسون بتهمه التجسس ثم أفرج عنه بضغط امريكي واعاده بكلمات من الغزل للإدارة الامريكيه وهو أردوغان الذي يستغل الهاربين من نيران بشار الأسد ثم يضغط بهم على اوربا ويحولهم إلى مليشيات فى ليبيا ويدخل لسوريا السلاح ورغم ذلك يطلق على نفسه منقذ السوريين علاوة على انتهاكه المستمر للأكراد وعمليات إبادة لهم
فاردوغان يمد جسور التواصل مع روسيا بالرغم من أنه يستولي على أجزاء من سوريا ولكن بتفاهمات روسيه امريكيه ويتخلي فى المقابل عن قوات سوريا الديموقراطيه التى كان يدعمها ضد نظام الأسد ولكن بوصله المصلحه هى السائدة وليست المبادىء وفى نفس الوقت يحارب مع السراج فى طرابلس ضد حفتر المدعوم من روسيا ويشتري اسلحه روسيه بالرغم من تحذير الإدارة الامريكيه له من شراء هذه النوعيات من روسيا هذا هو أردوغان الذي يتحدث عن خلافه المسلمين ويضرب العراق وسوريا بالعطش ويمنع عنهم المياه أنه الرجل الحرباء الذي يفعل الشيء ونقيضه والان يغازل النظام المصري ويريد فتح حوار معه بعد أن كان يصفه بالنظام الانقلابي القاتل للحريات والسبب أن أردوغان أخذ طريق مستنقع الهزائم حيث أن الادراة المصريه ألحقت به عدد كبير من الهزائم السياسيه ورسمت له خطوط حمراء كثيرة لم يستطع حتى الآن تجاوزاها
فالرئيس السيسي حطم حلم أردوغان فى الخلافه بإسقاط مكتب إرشاد جماعه الاخوان المسلمين من الحكم فى مصر ثم سقطوا تبعا فى الدول العربية فثورة الشعب المصري على مرسي وجماعته التى جاءت بالسيسي اعتبرها
الخط الاحمر الاول الذي وضعته الإدارة المصريه بقيادة السيسي امام أردوغان فمشروع حكم الإخوان للدول العربية تحطم وتحطم حلم الخلافه العثمانيه ايضا لأن الإخوان المسلمين كانوا سيصبحوا ولاه تابعين لاردوغان
فبعد سقوط جماعه الاخوان في مصر استقدم أردوغان كميات ضخمه من الارهابين وجلبهم من سوريا إلى سيناء وليبيا لمحاصرة مصر على حدودها الشماليه الشرقيه فى اتجاه إسرائيل بما لتركيا من علاقات مع الكيان الصهيوني ورغبه لاسرائيل لإضعاف وانهاك الجيش المصري فى سيناء ثم زراعه تلك الجماعات الارهابيه فى ليبيا لتعلن عن أنشأ جيش مصري حر على غرار الجيش السوري الحر ولكن القيادة المصريه استطاعت دحر الارهاب في سيناء وتواصلت مع القبائل الليبيه فى حدودها الغربيه ودعمت حفتر قائد الجيش الوطني الليبي لعمل منطقه عازله تمتع تسرب القوات الارهابيه إلى مصر وبالرغم من حدوث عمليات ارهابيه فى العمق المصري كانت بتخطيط تركي وتمويل قطري تلك الدولتين الذين قاما بحمايه جميع القيادات الارهابيه الهاربه من مصري بعد سقوط مرسي الا أن تلك العمليات الارهابيه لم تسقط نظام السيسي حتي إحراق الكنائس لم يتسبب فى فتنه طائفيه داخل مصر كما كان يخطط أردوغان وكانت هذه هى الصفعه الثانيه التى تلقاها النظام التركي من النظام المصري
فمصر ساندت نظام بشار الأسد حتي لا يتمدد النظام التركي فى سوريا واعلنت مصر اجراءات جديدة تجاه العديد من الاتفاقيات التجاريه والاقتصاديه التى وقعها أردوغان مع مرسي فتم تخفيض التبادل التجاري بين البلدين والغاء اتفاقيات تجاريه ردا على سلوك أردوغان العدائي اتجاه النظام المصري
وتقدمت مصر خطوة بالتقارب مع اليونان وإيطاليا للتفاهم على ترسيم الحدود البحريه للاستفادة القصوي من غاز شرق المتوسط حيث أنشأت مصر منتدي شرق المتوسط
ودعت له عده دول اليونان وقبرص وإيطاليا وفلسطين والأردن
وبالفعل كانت هذه ضربه جديدة من النظام المصري ضد أردوغان.
حيث أقر هذا المنتدي حقوق تلك الدول فى مياهها الاقليميه الاقتصاديه الخالصه ولم يتم دعوة تركيا فى حاله تهميش لوجود أردوغان وعدم الاعتراف باي حقوق لتركيا فى غاز المتوسط
ولقد حاول أردوغان أن يسطو على غاز شرق المتوسط وتجاهل حقوق اليونان وجزيرة كريت وقبرص وحقوقهم بالغاز فايرم أردوغان اتفاقيه تنقيب على الغاز على سواحل ليبيا مع السراج واعتبرت الحكومه المصريه تلك الاتفاقية غير شرعيه لان حكومه السراج انتهت ولاياتها بناء على اتفاق الصخيرات الذي حدد مدتها وان اتفاق الصخيرات نص على أن الاتفاقيات الدوليه تبرم بإجماع المجلس الرئاسي وليس بتوقيع فردي من رئيس المجلس، والاتفاقيه المبرمه بين تركيا والسراج أغفلت حقوق اليونان التى لها ساحل مشترك مع ليبيا.
ولذلك اشرف منتدي شرق المتوسط على اتفاقيه بين ايطاليا واليونان لترسيم حدود بحريه لاستخراج الغاز فى مياهم. الاقليميه الاقتصاديه الخالصه مما اخرج تركيا من حسابات الغاز التى كان يريدها أردوغان لان تركيا مستوردة للغاز وتلك الاتفاقية اليونانيه الايطاليه أكدت حقوق قبرص* فى الغاز وان الجزر اليونانيه فى البحر المتوسط مناطق اقتصاديه خالصه
وهذا الأمر قطع الطريق على اتفاقيه أردوغان السراج حيث نصت الاتفاقية على أنشأ مناطق اقتصاديه خالصه من ساحل تركيا الجنوبي إلى الساحل الشمالي الشرقي الليبي وما حدث من اتفاقيات اوربيه مصريه جاء فى مصلحه قبرص: التى أصبحت هي واليونان فى حمايه الاتحاد الأوروبي عسكريا بقيادة فرنسا ضد أي تحركات عسكريه تركيه فى تلك المنطقه وضد أي محاولات لتركيا للتنقيب فى تلك المناطق وتم رفع حظر التسليح عن قبرص من إدارة ترامب كى تدافع قبرص عن نفسها وفى عقاب لتركيا التى تلجأ لروسيا فى بعض الملفات.
أليس هذا ايضا خطأ احمرا اخر تسببت فيه الإدارة المصريه بالاشتراك مع قوي دوليه ضد أردوغان وطموحاته فى ثروات الغاز التى نفتقدها تركيا وتستوردها من الخارج، واستطاعت الإدارة المصريه رسم خط احمر اخر فى ليبيا ضد أردوغان وطموحاته فى السيطرة على كامل التراب الليبي حيث أعلنت القاهرة مبادرة القاهرة * لإيقاف إطلاق النار والعودة للمفاوضات وإخراج القوي الاجنبيه من ليبيا ودعم مصر فرنسا وروسيا ودول إقليمية فى تلك المبادرة.
فتلك المبادرة التف حولها قبائل الليبين الذين جاءوا بعدها وفوضوا الإدارة المصريه للتدخل العسكري لإنقاذ ليبيا وتحريرها من أردوغان والمليشيات الارهابيه.
والملاحظ أن المبادرة المصريه وضعت خطا أحمر بالاتفاق مع القوي الدوليه وبالاتفاق مع البرلمان الليبي بالشرق عقيله صالح وخليفه حفتر.
حيث نص الاتفاق على إيقاف إطلاق النار والبدا فى عمل جلسات حوار مكثفه مع جميع مكونات الشعب الليبي وجعل سرت والجفرة خطا أحمر لا يتعداه أحد، ويلتزم الجميع القوي المتحاربه بذلك وتلك صفعه جديدة لاردوغان الذي كان يريد السيطرة من خلال السراج على سرت والجفرة لما بهم من كميات نفط هائله ولكن القوي الدوليه وعلى رأسها فرنسا أن حصول أردوغان على تلك الثروة أمر خطير لا يجب أن يحدث.
فمبادرة القاهرة استطاعت رسم المشهد الليبي بشكل
سلمي يرضي جميع الأطراف الدوليه ويخرج أردوغان وتركيا من ليبيا وهنا تظهر دور إدارة ترامب التى لا مانع لديها من إخراج أردوغان من ليبيا بشرط انسحاب روسيا من المشهد الليبي وان امريكا على استعداد للعب دور وساطه بين قوتين حلفتيين لها مصر وتركيا لعمل تهدئه وفتح مسار علاقات من جديد يرغب فيه أردوغان للخروج من مازقه فى شرق المتوسط وليبيا ولكن النظام المصري لايريد هذه الوساطه ولا يريد الدخول فى لقاءات صلح مع نظام أردوغان الذي يحمي كل رموز جماعه الاخوان المسلمين الذين اطيح بهم من الحكم فى مصر ولهذا تغيرت لهجه أردوغان بعد أن خسر أمام الإدارة المصريه عده معارك وأصبح يتحدث عن مفاوضات وطريق للتفاهم مع الإدارة المصريه و موافقه ممكنه على تسليم الرموز الإخوانية الهاربه إليه وإذا كان أحدا منهم يحمل الجنسيه التركيه يتم محاكمته فى مصر فى حضور محام تركي وعضو من السفارة التركيه بالقاهرة.
لتلك الأسباب تغيرت اللهجه التركيه مع الإدارة المصريه التى كان أردوغان يهاجمها ليل نهار ويحمي من يهاجمها أيضا والان يقدم تنازلات ويسعي الحوار هكذا هي سلوك الحرباء.