عائلة الزواوي من الأسر العريقة المعروفة بمكة المكرمة والمدينة المنورة، ويشتهرون بأنهم أهل علم وصلاح لا أهل تجارة ومنفعة، وفي سير وتراجم عدد منهم نلحظ مدى ارتباطهم بالعمل والعمل به، وحرصهم الشديد على تعليم أبنائهم.
ومن هذه الشخصيات التي جذبت انتباهي، السيد / محمد بن أحمد بن عبدالله الزواوي، الطفل اليتيم المولود في مكة المكرمة عام 1313 هـ، وعرف باليتيم لوفاة والده عام 1316هـ، أي بعد ولادته بثلاث سنوات فحرم حنان الأبوة، لكنه لم يحرم من التعليم فقد اعتني به وعلمه عمه السيد محمود بن درويش بن عبدالله الزواوي، الإمام والعامل في الحرم المكي الشريف، ولكون السيد محمد الزواوي من المطوفين فقد انتخب في عام 1352 من قبل المطوفين أصحاب التقارير عضوًا في مجلس الأمناء، وفي 1 / 1 / 1358 هــ عين عضوًا في لجنة تمييز قضايا المطوفين بمرتب شهري قدره 700 ريال، واستمر في هذه العضوية حتى 1 / 1 / 1365 هــ؛ حيث عين رئيسًا للجنة تمييز قضايا المطوفين بمرتب شهري قدره 2695 ريال، وظل في منصبه ومرتبه هذا حتى 1 / 5 / 1367هـ؛ حيث ارتفع مرتبه إلى 3575 ريال، ثم ارتفع مرتبه إلى 4235 ريال حتى 1 / 7 / 1371هـ؛ حيث ارتفع مرتبه بعد ذلك إلى 4620 ريال، وفي 1 / 3 / 1372 هـ عين عضوًا بمجلس الشورى، وظل في عضويته هذه حتى 1 / 7 / 1380 هـ .
وفي عام 1386 صدر المرسوم الملكي رقم م / 38 في 1 / 9 / 1386 هـ بتمديد خدماته لمدة خمس سنوات، وفي عام 1388هـ أحيل للتقاعد بسبب مرضه، وتوفي ـ يرحمه الله ـ في الثاني عشر من رمضان عام 1398 هــ، ودفن بمقابر المعلاة.