انكماش و تلاشٍ

الاستمرار في رتم معين يبعث على الملل ، فالموظف يحتاج إلى إجازة لكي يستعيد نشاطه ، والجندي في ساحات القتال كذلك ، وربما الطالب عندما يلقي عليه الفصل الدراسي بكلكله ، ومع جائحة كورونا رأينا فوائد ، وقديمًا قالوا : مصائب قوم عند قوم فوائد ، وقد اتخذت الوزارات تدابير وقائية للحد من انتشار المرض ؛ مما أدى لانحساره ، وربما لتحجيمه على الأقل ، ومع بداية العام الدراسي اتخذت وزارة التعليم المجازفة بالتعليم عن بعد ، الأمر الذي جعل أكثر المتفائلين في شبه احباط ، وزاد الطين بلة والبلة طينة تعثر المنصة مع أول أسبوع ، ولأن الحلول البديلة قائمة فقد جاء الانقاذ من برنامج “التيمز” ، الذي أدخل أبناءنا في عالم العالم المتقدم ومصاف الحضارة ، فعندما ترى ابنك الذي لم يتجاوز العاشرة أو ابنتك ، يدخل عن طريق الهاتف المحمول على البرنامج ، وقد استعد له قبيل البداية وتعيأ ، وقتئذٍ تدرك أن التقنية نعمة تستحق الشكر ، وأن القائمين عليها يستحقون الثناء .

نعم الخطوات تبدأ ثقيلة كطفل يدرج ويتعثر فيقوم ، ثم يستمر يشق طريق حياته مكافحًا ومثابرًا ، والأمر الذي غاب عن الكثير أن مملكتنا الحبيبة تسقط عليها الأمطار الموسمية بغزارة ، ولاتساع رقعة الدولة ومساحتها القارية ؛ فإن هطول الأمطار وقت الدراسة يسبب أزمة سير وتعطيل للحركة ، فتبدأ الأعين تحدّق في التلفاز ، وأجهزة النقّال ، والتواصل عن طريق المواقع ، والسؤال : هاهـ علقوا الدراسة ؟
ربما ؛ بل جزمًا سيختفي هذا السؤال ويتلاشى للأبد ، فمع منصة التعليم ، وبرنامج التيمز سيختفي الغياب والأخر ، وكل معوقات الحضور السابقة ، وسيتمكن المعلم من الشرح ومتابعة الطلاب حتى من على سرير المرض ، وربما نعش الموت !!
فوداعًا للتعليق ومرحبًا بالغيث .

Related Articles

2 Comments

  1. ماأجملك ياأبا عبد العزيز …وطن يكتب وطن وعلى سنديانتك تبر الأقلام

  2. جميل يادكتورنا الحبيب
    التقنية اختصرت الأوقات والمسافات وطلابنا فيهم خير وقابلية التعلم سريعة عندهم يحتاجون فقط توجيه
    دمت مبدعا د. نايف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button