المقالات

زواج المرأة المطلقة

لن أتكلم عن الطلاق بحدَ ذاته؛ فقد أسهب الكثير من المختصين في الحديث عنه.
وما أودَ طرحه هو موضوع مهم وحساس جدًّا، وقد يكون غير مقبول عند البعض من مجتمعاتنا المعاصرة.
ألا وهو زواج المرأة المطلقة؛ خاصة إن كان لديها أبناء من زوجها السابق.
وهذا الموضوع تندرج تحته نقاط كثيرة ومهمة يجب أن توليه المرأة اعتبارات كثيرة؛ خاصة لمن ترغب في الإقدام على اتخاذ قرار مصيري بالارتباط بحياة زوجية جديدة، لما لذلك من تبعات على حياتها وأبنائها ومن حولها.

حيث إن بعض السيدات يرغبن في الزواج مرة أخرى بهدف النكاية والكيد في زوجها السابق ( طليقها ) ولا يهمها شخصية الزوج الجديد فتجدها تقبل بأي شخص يتقدم لخطبتها مباشرة ولا تنظر إلى مقومات الزوج الكفء من حيث (الدين، الأخلاق، الفكر وتناسب الشخصية والعمر).

وهناك من السيدات من تسارع بالارتباط من أجل أن لا تكون منبوذة في المجتمع وتُوصَم بالمطلقة، الأمر الذي يشعرها بالعار والمذمَّة، فتقبل بهذا الارتباط بأول متقدم لها لسدّ النقص العاطفي لديها دون تفكير في سلبيات هذا الاختيار.
وكما نعلم أنه من المهم جدًّا عندما تقرر السيدة خوض غمار تجربة الزواج مرة أخرى أن تدرس حيثياتها بشكل وافٍ من جميع الرجال، وأن تتأنى أكثر عند اختيار الشريك حتى يكون الزواج أكثر نجاحًا.
وكما تعلم عزيزي القارئ أن أكثر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، هنَّ إما مطلقات أو أرامل وكذا حال الصحابيات رضي الله عنهن جميعًا، فالزواج سنة للجميع رجالًا ونساءً كانوا مطلقين أو أرامل أو أبكارًا؛ لأنه يحقق الأهداف الشرعية المقصودة من جميع الجوانب.

وقد تكون هذه ميزة للمرأة المطلقة فيكون الزواج الثاني تجربة جديدة لها تكسبها قوة وانطلاقة لحياة جديدة أفضل بعد أن اكتسبت خبرات متعددة في التعامل مع الزوج وفهم احتياجاته وكيفية التعامل معه بصورة أفضل، والحرص على نجاح هذا الزواج؛ حيث إنها بلغت قدرًا جيدًا من النضج والخبرة والدراية في إدارة البيت والتعامل مع الزوج.

وقد أثبتت دراسة بريطانية أن الزواج الثاني للمطلقة أكثر نجاحًا؛ حيث يحاولان (المطلق أو المطلقة) علاج العيوب والأخطاء الشخصية التي كانت سببًا رئيسيًّا في فشل التجربة الزواجية الأولى.
وهنا بعض التوصيات المهمة التي يجب أن تأخذها (الزوجة) بعين الاعتبار لنجاح حياتها أكثر:

الجانب النفسي: حيث لابد أن تقوم الزوجة بتعزيز ثقتها، وتتخلص من المشاعر السلبية، وتفتح قلبها للتجربة الجديدة فهي لديها القدرة على خوضها بكل ثقة وتفاؤل، وتكون إيجابية في نظرتها لنفسها ولزوجها الجديد، وتدرك أنها تستطيع التكيف مع هذا الوضع الجديد وعليه لابد أن تقوم بتهيئة الأبناء، وتحرص على التوازن العاطفي بين الأبناء ورعايتهم وبين الزوج الجديد والقيام بحقوقه فقد أدركت أنها أكثر نضوجًا من ذي قبل.
الجانب الاقتصادي:
أن تراعي الحالة المادية التي قد تتحملها هي (إذا كانت موظفه) وقيامها بمصاريف الأبناء؛ فإن لم تكن موظفة فهل لدى الزوج القدرة والرغبة في تحمل مصاريف الأبناء (حسب المتفق بينهما).

• الجانب الصحي:
الاهتمام بوضعها الصحي، وقدرتها على التحمل باهتمامها بشكلها وجمالها.

• الجانب الاجتماعي:
إن المرأة لها احتياجات مختلفة ترغب في إشباعها، وهذا حق مشروع لها بالكامل ولا تلام في ذلك فينبغي أن يدرك الجميع وخصوصًا الأبناء ألا يكونوا عائقًا في طريق أمهم، فالأبناء مع الزمن سيكبرون وينشغلون بحياتهم، وتصبح هذه الأم وحيدة لا يقوم برعايتها والقيام بحاجاتها أحد. فلا يحق لهم التدخل بمصير أمهاتهم المطلقات أو الأرامل، وهذا حق من حقوقها المشروعة
نسأل الله أن ينير أبصارنا وبصائرنا للحق ويرزقنا حسن العمل.

Related Articles

One Comment

  1. بارك الله فيك موضوع مهم مع كثرة الطلاق نسأل الله التوفيق لكل المتزوجين ودعوة للحفاظ على الأسرة والأطفال
    والطلاق قديما لم يكن الإ نادرا أو أرملة فتتزوج سريعا لأن المجتمع متماسك وهي اطلالات من مختص تعالج زواج المطلقة مع دعوة مضمرة للتعدد الله يوفق الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button