هناك حقيقة يجب معرفتها عن أبناء المملكة العربية السعودية ؛ هذه الحقيقة إن هذا الشعب واعي بأهمية وطنه من بداية التأسيس على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله العظام رحمهم الله جميعا ، ثم إن مع كل ملك من ملوك هذا الوطن رجال ، و أبناء وطن يقضون ، يعرفون متى يراد بهذا الوطن حتى و إن أظهر لهم معسول الكلام ، كان أبناء المملكة العربية السعودية مع قيادتهم همهم بناء الوطن ، و عدم اللإتفات لصيحات مرت و شعارات ، و خطبات مؤثرة مرورا بمنتصف القرن العشرين حين بدأت الثورات العربية و أزالت أنظمة عربية كانت قائمة ، في مصر ، و العراق ، و اليمن ، و ليبيا …الخ ، في فترة زمنية كانت المملكة العربية السعودية في بداية التأسيس و التكوين و ربما أنها بمقياس العمر للدولة لم تصل لثلاثين عاما ، و لو انجرف وراء تلك الصيحات ربما لم نصل لهذه الذكرى 90 من يومنا الوطني ؛ لكن نحن نستمد قيم بناء الأوطان من الدين الإسلامي الذي يحث على وحدة الصف ، و السمع و الطاعة لولاة الأمر ، و يحثنا على قيم الإخاء ، و التعايش ، و كذلك الأخلاق العربية المتجذرة في أبناء الجزيرة العربية و التي تحترم الرموز و قادة مسيرتها فعند ابن الجزيرة العربية الرمز له مكانته يبدأ من عريفة العشيرة ، و شيخها ، حتى قمة الهرم فيها فكان ينظر للملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، و الملوك من بعده بأنهم الرموز التي تحترم كما يحترم عريفة العشيرة ، و شيخ القبيلة .
اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية ؛ ليس عيدا كما يراه بعض غلاة التشدد إذ إن العيد يخصص له صلاة و تكبير ، بينما اليوم الوطني هو ذكرى كيف كان الآباء ، و الأجداد ، و كيف كانت حايتهم السياسية ، و الإقتصادية ، و الإجتماعية ؛ بل حتى حياتهم الدينية ، و كيف تحول المجتمع إلى مجتمع متحضر له ريادته ، و مكانته العالمية المؤثرة في العالم و في كثير من قراراته ، و كيف واجه أبناء الوطن مع قياداتهم التحديات التي ترهق الكثير من الدول ، و كيف نريد أن يكون أجيال هذا الوطن في المستقبل بمشيئة الله تعالى .
اليوم الوطني يجب أن يكون هناك حوارات فكرية و ثقافية عن تاريخ الوطن جنبا إلى جنب مع الإحتفالات الأخرى .
