بزاوية 90 القائمة، والممتعة نقف على حافة المجد والاستقرار والحياة الكريمة، لنترجم أحاسيسنا الوطنية بصدق ووضوح، كل مواطن مطالب بترجمة فرحته وتعايشه مع يومنا الوطني بطريقته الخاصة، أما أنا ومن أبسط الوسائل للتعبير عن فرحتي بيومنا الوطني أنفرد بأسرتي في قريتي “الجندي” مسقط رأسي، وأسرد لهم مشوار البناء لهذا البلد بفخر واعتزاز وأبين لأسرتي بأن الملك عبد العزيز مؤسس هذا الكيان وأبنائه من بعده وفروا لنا وطنًا آمنًا مستقرًا نعيش فيه بعزة وكرام.
ولكي نكون أكثر وضوحًا، وأكثر تقنينًا لمشوار البناء نعود للبدايات التنظيمية الإدارية التي وضعها المؤسس وتناولها المؤرخون من عدة زوايا كرصد توثيقي، وهذا واجب جامعاتنا، ومراكزنا البحثية، وحتى المواطن البسيط، لاستعادة ذكريات مراحل تطور التنظيمات الإدارية في عهد الملك عبدالعزيز للفترة ما بين عام 1319حتى 1373هـ.
كمعلومات تهم كل سعودي، وكل من عاش على هذه الأرض المباركة، فبعد إعلان توحيد المملكة العربية السعودية 1351هـ 1932م بدأ الاهتمام بهوية التنظيم الإداري تأصيلًا بمقاصد الشرية الإسلامية؛ حيث وثقت الهوية التنظيمية السعودية مراحل الألقاب لحاكم البلاد الملك عبدالعزيز بدءًا بلقب “أمير نجد ورئيس عشائرها” ثم لقب “والي نجد وقائدها عبدالعزيز باشا” 1331هـ-1912م، وبعد ضم منطقة عسير 1338هـ-1919م عقد الملك عبدالعزيز مؤتمرًا ضم الأعيان، والوجهاء، وأصحاب الحل والعقد، في الرياض عام 1339-1920م، وأصبح المسمى الجديد “سلطان نجد وملحقاتها” وعندما ضم الحجاز إلى نجد عام 1344هـ- 1925م تغير اللقب إلى “ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها”، وبعد إعلان الوحدة الوطنية عام 1351هـ- 1932 أصبح اللقب “ملك المملكة العربية السعودية”.
وهذا التتبع التاريخي للألقاب في عهد الملك عبدالعزيز يوضح لنا الهوية التنظيمية، وكيف وصلت إلى شكلها الحالي من خلال اهتمام المؤسس بالبناء التنظيمي، ووجود مجالس استشارية، ومستشارين اختارهم بعناية فائقة من عدة دول عربية، مما ساهم في تطور التنظيم الإداري في عهد الملك عبدالعزيز من أجل إرساء دعائم الدولة على أسس شرعية وسياسية متينة.
من هنا تبدأ حكاية المواطنة بزاوية 90 القائمة على العدل والإحسان؛ حتى أصبحت السعودي ضمن كتلة العشرين اقتصاديا، وسادس أفضل وجهة في العالم للعيش والاستقرار وفرص العمل، ومصدر ضوء سياسي واقتصادي وثقافي ورياضي، ومن خلال الزاوية القائمة نتحدث مع أسرنا وأنجالنا عن دولة عظيمة وفرت لنا وطن نعيش فيه بعزة وكرامة.
