تاريخ الدول مليء بالمفارقات ، فنجد منها القوي ولا يصمد ، والأقل من ذلك ويكون صموده وقتيًا ، وبين ذا وذاك تتباين حظوظ الثبات والمصارعة من أجل البقاء ، وهناك من يحاول البقاء على حساب الآخر ، فيخسر عنصر الاحترام ، والبعض كالطفيليات يقتات على الآخر ، وهكذا حظ الدول تتمايز حسب القوة ، وتبقى بحكم المصالح ، والنظام العالمي هيمنته لا تخفى على ذي لب .
ومع كل هذه التجاذبات ، والتحيّز لفئة دون الأخرى ، ومحاولة إبادة الشعوب ، والسعي لقطع أرزاقها ، يبقى وطني شامخًا ، يسير بخطىً متسارعة نحو النمو وتبوئ المكانة .
فجهود المملكة العربية السعودية لا تنكر ، وبصماتها على خارطة العالم المتزاحم لا تُجْهل ، وبريقها اللامع يضيء من حوله ؛ بل يتسع لإضاءة أعم وأشمل ، فالمملكة لا تنتظر منْ يدلها على المكارم ؛ لأنها سبّاقة لها ، فلا نسمع عن قُطْر من أقطار العالم قد تضرر بأي حدث ؛ سواء أكانت كوارث ، أو حروب ، أو صراعات ، إلّا ونجد أساطيل المساعدات قد وصلت قبل أن تنادي تلك الأماكن المنكوبة بالمساعدة ، وهي تعمل بصمت وفي صمت ، تحمل قضايا الأمتين العربية والإسلامية في وجدانها ، تقف مع الشقيق والغريب على بعد مسافة واحدة ، لا تنظر إلى العرق ، ولا إلى اللون ، ولا حتى الديانة ، فهي تساعد من أجل الإنسانية وضمير الحضارة .
إن المملكة وهي تحتفل بيومها الوطني التسعين ؛ لتزداد فتوة وشبابًا ، وذلك بفضل قيادتها الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمين ، وكذلك وجود شعب مخلص يأبى الرضوخ والخذلان ، إن الخطوات المتسارعة لبلادنا لتغيظ الأعداء ، فتنطلق شعارات العداء ، وأبواق الدرهم والدولار ، تحط من قدرهم ، وليس من قدر وطن عرف الشموخ فشق له الطريق .
إن وطننا الغالي ليفخر بسياسته الغراء ثابتة الخطى ، التي شهد لها به العدو قبل الصديق ، والحق ما شهد به الأعداءُ، وبرغم تكالب الأعداء ومرحلة ردع الخارجين عن جادة الصواب داخليًا وخارجيًا ، إلّا إن الوطن ليقف سامقًا ثابت الأصل ، تظل أغصانه مَنْ يحتمي به ، وتبرى من سيقانه العصي لتأديب المتمرد والعاصي ، ويأكل من ثمره من يستحق.
إننا في عام وطننا التسعين لنبتهل إلى الله بالدعاء لبقائه عزيزًا منيعًا ، وندعو لولاة أمرنا بالثبات على الحق ، والنصر على الأعداء .
وإذْ نهنيء أنفسنا فإننا نرفع أسمى آيات التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ، والشعب السعودي الكريم ، بهذه المناسبة السعيدة ، وندعو الله أن يعيدها أعوامًا عديدة ، وأزمنة مديدة ، رخاءً وتنمية ، علوًا وهمة ، صمودًا ومنعة .
حفظ الله وطننا من كيد الكائدين وتربص المتربصين .
عندما أقرأ لك ياأبا عبد العزيز أحاول أن أجد ولو ثغرة صغيرة لأقول لك كذا وكذا ولكن لاتسمح لي …دمت والوطن الحبيب وكل عام والوطن بخير