إن انتمائنا لبلادنا عظيم في كل لحظة من حياتنا.. ولكن هذا العام انتمائنا شهد حدثاً استثنائياً يسطّر من ذهب ويحكى في سيّر البلاد العظيمة.
إن موقف المملكة العربية السعودية في هذه الجائحة جديرٌ بالكتابة عنه لأجيالٍ وأزمنةٍ قادمة، موقف تتجلى فيه أبهى صور الإنسانية الحقة على أرض الواقع العملي.
إن بلادي التي أعزت الإنسان واعتبرته قيمتها العظمى في ظل جائحة عالمية بلاد جديرة بكل مشاعر الفخر والانتماء.. وليس ذلك بجديد على بلادي، فلطالما قدمت لأبنائها وللإنسانية كافة، فالعطاء رافد أساسي تحت رعاية قيادتنا الرشيدة حفظها الله.
الانتماء للوطن والأمة الإسلامية يستوجب فهم المعنى الحقيقي للمواطنة والوطنية. إن كانت المواطنة هي الإطار الفكري والنظري للوطنية، فإن الوطنية هي السلوك والممارسة، ومن هنا فهي ليست عبارات تتردد دون وعي.
أشارت كافاليهن إلى أن شعور المواطنة ينطلق من مشاعر جياشة تؤكد الثوابت التاريخية للوطن مع الإيمان العميق والعشق للموطن الأصلي الذي نما به الإنسان، وما يحمله من ذكريات خاصة به. كما تنمو هذه المشاعر بالإحساس بالحاجة لتنمية هذا الوطن والمشاركة وبذل الجهد والسعي لتطويره. ومن ثم تأتي مشاعر الفخر والاعتزاز والولاء والانتماء. وأخيراً تأتي ترجمة هذه المشاعر والانفعالات إلى أفعال وسلوكيات مما تترك أثرها على المجتمع والوطن.
وكما يقول الدكتور مشعل الفلاحي: إنما يعظم الانتساب في الأمة بقدر المشاريع لها..
إذن الانتماء يتجلى في كل مشروع صغير أو كبير يدفع بنا إلى الأمام ويحافظ على هويتنا وقيمنا وأصالتنا.
الانتماء ليس فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، وإنما هو دور منوط بكل فرد ابتداءً من قيامه بدوره في الحياة.
فالطالب يدرس بجد لينتفع وينفع مجتمعه، والموظف يعمل ليقدم أفضل ما تعلم لمجتمعه، وربة البيت لتؤمن أنها فارسة تربي الأبناء ليكونوا فرسان الوطن وعماد المجتمع ويشاركوا في كافة المجالات وفق القيم التي بها نسود ونتقدم. ولتعلم أن دورها جليل في غرس الانتماء للوطن فالانتماء عملية مستمرة ناتجة عن التربية وتنمو بها.
لا تعتقد أنك كفرد أثرك بسيط، فما الوطن إلا مجموعة الأفراد الذين تربطهم روابط مشتركة. لذا فلكلٍ منا دور يومي وعمل علينا أن نتمسك به ونقوم به بأحسن وجه.. فنحن مسؤولون وخطوات كل فرد منا هي خطوات تعزيز التماسك والتقدم الوطني.
حقاً لنا أن نفخر ونقدم كل ما نملك لتحقيق رفعة شأن بلادنا..
وفي اليوم الوطني لنتذكر أن جهودنا اليومية في الدراسة والعمل هي الحصاد والثمرة التي نقدمها في هيئة مشاريع لبلادنا.. ولنتذكر أن محافظتنا على هويتنا أحد أركان عزنا.
اللهم احفظ بلاد الحرمين وولاة أمرنا.. وأدم علينا نعمة الأمن والأمان وعلى الأمة الإسلامية كافة.
0